التاريخ 9 أساسيالسنة التاسعة أساسي

الحركة الوطنية التونسية في العشرينات

تونس في العشرينات

درس الحركة الوطنية التونسية في العشرينات للسنة التاسعة أساسي. درس من دروس التاريخ سنة 9 اساسي.

الحركة الوطنية التونسية في العشرينات
الحركة الوطنية التونسية في العشرينات

I- العوامل المساهمة في تطور الحركة الوطنية في العشرينات

العوامل الداخلية

تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس: بعد الحرب العالمية الكبرى، استأنفت فرنسا سيطرتها على الأراضي الزراعية، وزادت الضرائب على الفلاحين، مما أثر سلبًا على السكان، خاصةً مع تدهور الإنتاج الزراعي في سنوات العجز. كما استوردت فرنسا سلعها إلى تونس دون تعزيز الصناعة المحلية، مما أثر على الحرفيين والتجار. هذه الأوضاع زادت من مستوى الفقر وزادت من غضب السكان تجاه الاستعمار الفرنسي، مما أدى إلى تصاعد الوعي الوطني، بسبب الظروف الداخلية الصعبة والتأثيرات العالمية الجديدة.

العوامل الخارجية

من أبرزها: مبادئ حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، التي أثرت في آمال المثقفين التونسيين في تحقيق الاستقلال والتحرر. كما تأثر الوطنيون التونسيون بالحركات الوطنية في مناطق أخرى مثل الثورة المصرية التي قادها سعد زغلول عام 1919 ضد الاستعمار الإنجليزي، والتي أسفرت عن إلغاء الحماية البريطانية في عام 1922.

II- تطور الحركة الوطنية التونسية على الصعيدين السياسي والاجتماعي

تأسيس حزب الحر الدستوري التونسي: بعد الحرب الكبرى، عاود أعضاء حركة الشباب التونسي نشاطهم واستفادوا من الظروف الجديدة لتنظيم وتعزيز الحركة الوطنية.

أ- تأسيس حزب الحر الدستوري التونسي وبرنامجه

أسس عبد العزيز الثعالبي ومجموعة من الوطنيين التونسيين حزب الحر الدستوري التونسي في مارس 1920. اعتمد الحزب برنامجه على كتاب “تونس الشهيدة”، وضم البرنامج مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، تهدف إلى تحقيق المساواة بين التونسيين والفرنسيين ضمن نظام الحماية.

ب- نشاط حزب الحر الدستوري التونسي

قام الحزب بأنشطة متنوعة داخل وخارج تونس، بهدف نشر الوعي الوطني من خلال وسائل إعلامية واجتماعات وإنشاء هياكل تنظيمية في البلاد. كما سعى الحزب للتعريف بالمطالب الوطنية للسلطات الفرنسية من خلال الوفود. وسعى أيضًا للحصول على دعم باي محمد الناصر لمطالب الوطنيين أو على الأقل دعمها لتمكينها من الشرعية.

تأسيس جامعة عموم العملة التونسية

أ- ظروف نشأة جامعة عموم العملة التونسية

انضم العمال التونسيون إلى نقابات فرنسية، مما منح بعضهم خبرة في النقابات. وعلى الرغم من رفض اتحاد النقابات الفرنسية مبدأ المساواة في الأجور بحجة عدم كفاءة العمال التونسيين وبساطة احتياجاتهم مقارنة بالعمال الأوروبيين، إلا أن هذا الوضع دفع العمال التونسيين للانفصال عن النقابات الفرنسية. وأديت هذه الظروف إلى حاجة ملحة لتأسيس نقابة وطنية مستقلة. استغل الوطنيون، بقيادة محمد علي الحامي، إضرابات عام 1924 لتأسيس العديد من النقابات في العاصمة، ثم تأسيس جامعة عموم العملة التونسية في 3 سبتمبر 1924.

ب- أهداف جامعة عموم العملة التونسية ونشاطها

تهدف جامعة عموم العملة التونسية إلى الدفاع عن مصالح العمال من النواحي المادية والمعنوية، بغض النظر عن جنسياتهم وأديانهم. قام قادتها مثل محمد علي ومختار العيادي وأحمد بن ميلاد بتنظيم اجتماعات عمالية وإنشاء نقابات وإشراف إضرابات بهدف تحسين أوضاع العمال. أظهرت هذه الحركة قدرات تنظيمية وقيادية كبيرة، مما أثر على تحالفات متعددة، بما في ذلك اتحاد النقابات الفرنسية بتونس والمعمرون. ولهذا السبب، قررت السلطات الاستعمارية في يناير 1925 نفي بعض قادتها وقمع الجامعة.

دخلت الحركة الوطنية في منتصف العشرينات في فترة ركود نتيجة القمع الاستعماري وتحسن الوضع الاقتصادي.

ملخص

إذا نظرنا إلى حركة الشباب التونسي كتجسيد للحركة الإصلاحية التونسية التي بدأت تظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يمكن أن نرى كيف قدمت منصة حيوية لتطور الحركة الوطنية. استفادت هذه الحركة من الظروف التي تبعت الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى تغيير جذري في هيكلها التنظيمي وأهدافها وأنشطتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى