الأولى ثانويالتاريخ 1 ثانوي

الخصوصيات الحضارية لقرطاج البونية I: المؤسسات السياسية

درس الخصوصيات الحضارية لقرطاج البونية I: المؤسسات السياسية من دروس السنة الأولى ثانوي في مادة التاريخ.

الخصوصيات الحضارية لقرطاج البونية I: المؤسسات السياسية
الخصوصيات الحضارية لقرطاج البونية I: المؤسسات السياسية

تاريخ قرطاج:

قرطاج كانت مدينة – دولة تطورت من وضعية مستوطنة فنيقية صغيرة إلى أن أصبحت عاصمة إمبراطورية تجارية على السواحل الجنوبية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط وجزره. استمر تأثيرها وسيطرتها منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد حتى نهاية الفترة البونيقية في العام 146 قبل الميلاد. شهدت قرطاج تنوّعًا ثقافيًا واقتصاديًا كبيرًا وتأثيرًا مهمًا على المنطقة المحيطة بها.

التنظيم السياسي والدستور:

أحد الجوانب المميزة لقرطاج القديمة هو تنظيمها السياسي المتقدم وفقًا لدستور، حيث تم تنظيم الحياة السياسية في المدينة على أساس القانون ومشاركة المواطنين في إدارة شؤون الدولة. تمتلك قرطاج مؤسسات سياسية متقدمة وفعالة، وكانت تعتمد على توزيع السلطات والمشاركة الشعبية في صنع القرارات.

تطور المدينة وتأثيرها:

شهدت قرطاج تطورًا مشابهًا للمدن اليونانية في البحر الأبيض المتوسط، حيث كان لدى فئة المواطنين دورًا هامًا داخل المدينة، وكان هناك توازن بين فئات المجتمع. كانت قرطاج تعتبر مركزًا تجاريًا واقتصاديًا قويًا، وكانت لها تأثير كبير على الحياة السياسية والاقتصادية في المنطقة.

مكونات النظام السياسي القرطاجي:

في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، وفقاً لأرسطوطاليس، كانت مكونات النظام السياسي القرطاجي على النحو التالي:

مجلس الشعب: ويشمل المواطنين القرطاجيين فقط، بمعنى أنهم الذين يحملون الجنسية القرطاجية. ومع ذلك، كان بإمكان الأجانب أن يصبحوا مواطنين وفقاً لشروط محددة بالقانون. كان لمجلس الشعب صلاحيات هامة مثل انتخاب القادة العسكريين واتخاذ القرارات المتعلقة بالسلم والحرب والاقتصاد.

مجلس الشيوخ: وهو مجلس يتكون من 300 عضو ويتمثل في النظام التشريعي والسياسة الخارجية. يلعب مجلس الشيوخ دورًا في الحفاظ على التوازن بين المؤسسات السياسية عند الحاجة إليه.

السبطان: هما منصبان يتم انتخابهما لمدة سنة ويشرفان على سير الشؤون الإدارية وتنفيذ قرارات مجلس الشيوخ ومجلس الشعب.

محكمة المائة: وهي محكمة تتكون من 104 عضو وتتخذ قرارات في شؤون أمن الدولة وتتصدى لمحاولات الحكم الفردي.

توازن القوى الاجتماعية في النظام القرطاجي:

كان النظام السياسي في قرطاج يتوازن بين قوى اجتماعية مختلفة، حيث تراوح بين الأوليقارشية (حكم الأقلية الثرية) والأرستقراطية (حكم النبلاء) والديمقراطية (حكم الشعب). هذا يعني أن السلطة كانت منقسمة بين الطبقة الثرية والنبلاء وشعب المدينة، مع وجود آليات للمشاركة الشعبية وتوزيع السلطة.

تلك هي بعض المكتسبات الرئيسية لمدينة قرطاج القديمة. شهدت المدينة تطورًا سياسيًا واجتماعيًا مهمًا وكانت لها تأثير كبير على المنطقة المحيطة بها. كما تميزت بتنظيمها السياسي المتقدم ومشاركة المواطنين في إدارة شؤون الدولة وتوازن القوى الاجتماعية في نظامها السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى