شرح قصيدة إرادة الحياة- محور الشعر الوطني – أولى ثانوي
شرح ارادة الحياة 1 ثانوي
شرح قصيدة إرادة الحياة مع الإجابة عن الأسئلة – محور الشعر الوطني – أولى ثانوي. يمكنكم أيضا قراءة شرح نصوص الأولى ثانوي.
التقديم المادي:
قصيدة وطنية ذات ابعاد إنسانية كونية يخرج فيها الشابي عن البعد المحلي و الوطني لينفتح على القيم الانسانية التي تعبر عن الانسان الحر رغم انها كتبت في
ظرفية تاريخية خصوصية هي زمن الاستعمار الفرنسي للبلاد التونسية إلا ان ما يشغل الشابي في هذا النص هو الانسان عامة و مطلقا بعيدا عن حدود الجنسو العرق و اللون و الدين و اللغة.
موضوع قصيدة إرادة الحياة :
يستنهض الشاعر همم شعبه نحو الارادة مستلهما إياها من الطبيعية الوحدات : حسب معيار المضمون او الخطاب أو الضمائر.
الوحدات : حسب معيار المضمون او الخطاب أو الضمائر.
1-من ب1 الى ب5: خطاب الكائنات.
2-من ب6 الى ب9: خطاب الريح.
3-البقية : أثر الخطابين السابقيت في الشاعر.
الاجابة عن الاسئلة :
3 – في الابيات 1 و 2 و 3 و 9 إعتمد الشاعر أسلوب التعميم و الشمولية و الاطلاق ليخاطب الانسان مطلقا و ذلك لبث الحكمة و الاشادة بقيم معينة و ذلك باستعمال تراكيب شرطية: ” اذا …. فلا بد ” ” من لا يحب … يعش ” و هي تقنع الشعوب و تؤثر فيهم لكونها تعطي السبب و النتيجة و لان الحكمة هي خالص التجربة البشرية ملخصا في كلمات.
4 – بعد حديث الكائنات و الرياح و الشجر الى الشاعر الرومنطيقي و ذلك للاشادة ببعض القيم في الشعوب و هي أهمية الطموح و التحدي لتحقيق ذلك الطموح و التحلي بالارادة للتقدم و التطور و التضحية.
الخلاصة :
الشاعر أبو القاسم الشابي يخاطب في قصيدة إرادة الحياة الشعب التونسي وكل الشعوب المضطهدة في تاريخ البشرية. يعطي القصيدة طابع إنساني مطلق من خلال تخصيص وتعميم المخاطب فيها.
إذا أراد الشعب الحياة، فلابد أن يستجيب القدر. يترتب على التركيب الشرطي تحقق أفعال جواب الشرط في زمن المستقبل، مثل إستجابة القدر، إنجلاء الظلام، وإنكسار القيد. يدل التركيب الشرطي على معنى التلازم والتحقق.
إرادة الحياة هي طاقة نفسية تجسدها معاني القوة والشجاعة والتحدي ومواجهة الشدائد. وللإعلاء من قيم الحرية، يدعو الشاعر الشعب إلى تحقيقها على أرض الواقع، ومواجهة المستعمر بشجاعة وتحدي ومسؤولية.
الظلم المستعمر وقمعه للشعوب يرمز إليه الليل، والقيد هو إستعباد الشعوب وإلقاء أفرادها في السجون. لكن الإرادة الإنسانية هي فعل قاهر للمستعمر والأقدار، وتدعو إلى تحقيق الحرية والكرامة الإنسانية.
لم يخرج الشابي في هذا النص عن إستلهام معانيه الوطنية مما دأب عليه في نصوصه الاخرى و هو العودة الى الطبيعية و عناصرها – يراوح الشابي بين البعد الانساني الكوني و البعد الوطني الضيق.
قصيدة إرادة الحياة
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا سَأَلْتُ : ” أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟”
“أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!”
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ