السنة الثامنة أساسيالعربية 8 اساسي

شرح نص اختيار – محور أحلام و مطامح – ثامنة أساسي

شرح نص إختيار

شرح نص اختيار – محور أحلام و مطامح – ثامنة أساسي. شرح نص 8 اساسي محور احلام ومطامح. يمكنكم أيضا قراءة تعابير لمحور أحلام ومطامح السنة الثامنة أساسي.

شرح نص إختيار
شرح نص اختيار – محور أحلام و مطامح – ثامنة أساسي

التقديم : 

نص سردي حواري حجاجي لاديب و الروائي المصري نجيب محفوظ مقتطف من كتابه “مصر الشوق ” يندرج ضمن المحور الخامس من احلام و مطامح .

الموضوع :

 يتحدث السارد عن رغبة كمال في اكمال دراسته بمدرسة المعلمين و الاساليب التي اعتمدها لتغير راي والده و يقنعه باختياره مبرزا صورة تباين وجهات النظر بين الاباء و الابناء.

 وحدات نص اختيار 

حسب معيار تطور علاقة المتحاورين

1-من س1 الى س33 {علاقة سيطر فيها الاب على الابن.

2-البقية {علاقة فيها اتفاق }التحليل : الاجابة عن الأسئلة.

2- تعالق الحوار و السرد في الوحدة الاولى

أ-تضمنت مخاطبة الاب الذي افتتح بها النص امرا لابنه ليختار المدرسة  التي ينوي الالتحاق بها و منها كشف السارد سر هذا الامر المستعجل و ما يدور بخاطر الاب و بخاطره.

 ب-لم يكن الاب موافقا ابنه على المسار الدراسي الذي اختاره معلقا على ذلك بحجج صارمة فيها نوع من الاستهزاء باختيار ابنه فرض عليه باتباع اختيار والده.

3- القرائن النصية الموظفة في وصف حالة المتحاورين :” بنبرات ناطقة باستنكار “” بعد تردد “” لوح الاب بيده مستهزئا “”باستياء”. هذه العبارات السابقة للحوار تقيد هياة المتكلم او حالته قبل المخاطبة.

4-اعتمد الاب في مداخلاته على اساليب منها النقد و الاستفهام اي طرح اسئلة يعجز الابن عن الاجابة عنها و التضعيف من شان اختيار كمال في حين ان كمال اعتمد الرقة و الادب و مواساة. اختيار الاب و الاستناد الى حكم طالعها لاقناع والده.

بيان اختلاف وجهات نظر الاباء و الابناء في المسار الدراسيب- كانت اساليب كمال انجع من تلك التي اعتمد عليها الاب فقد وظف في مخاطباته حكما مقنعة مثل العلم فوق الجاه  و المال. و استنكار لرغبة والده بطريقة تجعل الاب يستمع و يصغي اليه مثل جميع قولك حق و ربما و الراي رايك.

5- تخلل الحوار تدخلان للسارد كشفا عن ما يدور بخاطر كمال :

التدخل الاول من س15 الى س22 : نقل لنا السارد الحوار الباطني لكمال ليجعله حوارا باطنيا غير مباشر ليكشف لنا الحجج التي راودته مثل لم يكن يتصور ان يكون للغنى او للفقر دخل في تقدير العلم و تخطئة راي ابيه.

التدخل الثاني من س33 الى س39 : كشف السارد حالة كمال تجاه وجهة نظر ابيه : يستجمع قواه \ لجا الى المكر و رغباته كالشوق لدخول المدرسة و ايمانه باهمية حياة الفكر. يملك كمال ثقافة واسعة و شاملة جعلته قادرا على اقناع الاب باختياره.

انتج :

كان هذا الكلام مفاجاة مزعجة لكمال فقال مستنكرا : ماذا ؟ لم هذا التحامل كله لم اكن اتصور ان يكون للغنى و الفقر. دخل  في تقدير العلم فانا اؤمن بذلك ايمانا عميقا كما اؤمن بتلك الاراء السامية التي اتطلع عليها في مؤلفات الادباء الذين احبهم و اعتز بهمانا اعيش بما اجده على صفحات الكتب من افكار و مثل . اليس كذلك ؟ انا لا اشاطرك الراي يا ابي و لكن اي مدرسة تريدني الالتحاق بها .

آن لك أن تَحْبَرَني عَن المدرسةِ التي تَنْوِي الالتحاق بها . كانَ السَّيِّدُ أحمد عبد الجواد مُتَرَبِّعًا عَلَى الكَنَبَةِ بِحُجْرَةِ نَوْمِهِ ، وَجِلَسَ على طرفها المواجِهِ للبابِ يَكْتَنِفُهُ الأَدَبُ والطَّاعَةُ. وَدَّ السَّيِّدُ لَوْ يُجيبه
الفتى : «الرأي رأيك يا أبي». لَكِنّه كانَ مُسَلَّمًا بِأَنَّ مُوَافَقَةُ الابْن عَامِلٌ
جوهري في اختيار المَدْرَسَةِ، فَأَصْحابُهُ مِنَ الْمُوَظَّفين والمحامين أَجْمَعُوا عَلَى الإقرار بحق الابن في اختيار نوع دِراستِه تَفادِيًا للإخْفاقِ والفَشَل.
– نَوَيَّتُ يا بابا الالْتِحَاقَ بِمَدْرَسَةِ المُعَلِّمِينَ العُلْيا …
ندت عن الأب حَركةٌ مُوحِيَةٌ بالانزعاج، وقال بنبرات ناطقة بالاستنكار :
– « المعلمين العليا !» . مَدْرَسَةُ المجانية ! . أليس كذلك ؟
فَقَالَ كمال بَعْدَ تَردُّدٍ :
– رُبَّما، لا أدري شَيْئًا عَنْ هذا الموضوع ….
فَلَوَّحَ الأَبُ بِيَدِهِ مُسْتَهْزِنًا و قال :
هي
كما قُلْتُ لكَ، لذلك ينْدُرُ أن تَجْذِبَ أحدًا مِنْ أولادِ النّاس الطيبين ….
كان هذا الكلامُ مُفاجَأَةً مُزعِجةً لكمال : لم هَذا التَّحَامُلُ كُلَّهُ ؟ لَم يَكُنِ يتصَوِّرُ أَنْ يَكونَ للغِنَى أو للفَقْرِ دَخل في تقديرِ العِلْمِ. كان يُؤْمِنُ بذلك إيمانا عميقًا لا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ ، كَمَا يُؤْمِنُ بهذه الآراءِ السَّامِيةِ التي يَطَّلِعُ عليها
في مؤلفات الأدباء الذين يُحِبُّهم ويَعْتَزُّ بهم. كان يعيشُ بِكُلِّ قلبه بما يَجِدُهُ على صفحاتِ الكُتُبِ مِنْ أفكار ومثل ، فلم يتردد فيما بينه وبين نفسه عن تَحْطِئَةِ رأي أبيه ، رَغْمَ جلالِهِ ومَكَانَتِهِ مِّنْ نَفْسِهِ. بَيْدَ أَنَّهُ لَمْ يَسَعُهُ إِلَّا أَنَّ يَقُولَ
مُلْتَزِمًا غاية ما يستطيعُ مِنَ الأدب والرقة، وكان في الواقع يُرَدَّدُ نصا مِنْ مطالعاته :
– العِلْمُ فَوْقَ الجَاهِ و المال يا بابا.
نظر إليه الأبُ بِاسْتِيَاء وقال :
– حَقًّا ! كأن ثمة فرقا بين الجاهِ والعِلم ! … ما الذي جَعَلَكَ تتحمس لِمَدْرَسَةِ المعلمين وحْدَها كأنها استأثرت بالعلم كله؟ ما الذي لا يروقك في مدرسة الحقوق مَثَلاً ؟ أليست هي المدرسة التي يتخرج منها الكُبَرَاء والوزراء ؟
قال كمال :
– جميع قولك حق يا بابا، ولكنني لا أحِبُّ دراسة القانون !
أن ضَرَبَ الرجلُ كفا بكَفِّ وهو يقول :
– وما دخل الحب في العلم والمدارس ؟ قُل لي ماذا تُحِبُّ في مدرسةِ المعلمين ؟
بدا كمال كأَنه يَسْتَجْمِعُ قُواهُ لإيضاح ما غمض على أبيه، ولكنه لم يكُن يَسْتَبِينُ هدفًا واضحًا مُحدَّدًا حتَّى يستطيع أن يُوضّحه لأبيه ، فما عَسَى يقول ؟ إن في نَفْسِه أَشْوَاقًا كبيرةً، ولعلّه غيرُ مُتَأَكِّدٍ مِنْ أَنَّهُ سَيَظْفَرُ بها في مَدْرَسَةِ المُعلّمينَ. أَشْوَاقٍ تهُزُّها فيه مُطالعات شتّى لا تكادُ تَجْمَعُها صِفَةً واحدة … كان يُؤْمِنُ بأنَّ حياةَ الفِكْرِ أسمى غاية للإنسان… لا يملك عقله أن يتحوّل عن هذه الغاية أبدًا. ولكن ما عسى أن يقول لأبيه ؟ لجأ إلى المكرِ،
وقال :
– إِنَّ مَدْرَسَةَ المُعلّمين تُدرِّسُ عُلومًا جليلةً، كتاريخ الإنسان الحافل بالعِظات، وكاللغات ! نظر إليه أبوه، لم يَكُنْ غاضبًا عليه وقال :
– أنا والدك وأريد أن أطْمَئِنَّ على مُسْتَقْبَلِكَ، أريدُ لكَ وظيفةً مُحْتَرَمَةً. الَّذي يَهُمْني حقًّا أنْ أراك موظفًا مُهَابًا. فكر في الأمر طويلاً.
– أنا أتَطَلَعُ إلى الثقافةِ ودُنْيا الفكر. ولا أَجِدُ مَدْرَسةً أَقْرَبَ إلى تحقيق غَرَضِي مِنْ مدرسةِ المُعلمينَ ، لِذَلِكَ أَثَرْتُها .
نجيب محفوظ : «قصر الشوق :
مكتبة مصر ، ص : 51 وما بعدها ( بتصرف )

العودة لصفحة شرح نصوص محور أحلام ومطامح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى