ظهور الزراعة والكتابة – السنة السابعة أساسي
درس ظهور الزراعة والكتابة للسنة السابعة أساسي. درس من دروس التاريخ 7 اساسي.
مقدمة
يعد ظهور الزراعة والكتابة من أبرز المحطات في تاريخ الحضارة الإنسانية. فقد ساهمت الزراعة في استقرار الإنسان ونشأة أولى التجمعات السكانية، بينما أدى اختراع الكتابة إلى تأريخ الأحداث وظهور الحضارات القديمة. واستخدمت الكتابة قديماً في أغراض متعددة، فأتاح فك رموز الكتابات القديمة فهم تاريخ الحضارات القديمة.
قكيف تم اكتشاف الزراعة ؟ وماكان دورها في استقرار الإنسان ؟ وكيف تم اختراع الكتابة التي كانت منطلقا للتاريخ؟
I- ظهور الزراعة وعلاقته بنشأة أولى التجمعات السكنية :
ظهور الزراعة كان له دور كبير في نشأة أولى التجمعات السكنية في التاريخ البشري. قبل اكتشاف الزراعة، كان الإنسان يعيش بصورة متنقلة يعتمد في غذائه على الصيد وجمع الثمار البرية. ولكن مع اكتشاف تقنيات زراعة النباتات وترويض الحيوانات، بدأ الإنسان ينمي المحاصيل ويرعى الحيوانات للاستفادة منها.
مع تحسن طرق الزراعة وزيادة إنتاج المحاصيل، تحسنت مستويات الغذاء المتاحة، مما أدى إلى تزايد عدد السكان وتكوُّن أولى التجمعات السكنية. فقد أصبح بإمكان المجتمعات أن تعيش في مكان واحد لفترات طويلة، بدلاً من الانتقال المستمر بحثًا عن طعام.
تحتاج عمليات الزراعة إلى العمالة والتنظيم، وهذا دفع الناس للتعاون والتواجد بالقرب من الحقول والأراضي الزراعية. تطورت البنى التحتية في هذه التجمعات السكنية لتلبية احتياجات المجتمع، بما في ذلك الإسكان والمياه وتخزين الطعام.
من خلال توفر المزيد من الطعام، تنامت القوة الاقتصادية للتجمعات السكنية، مما ساهم في تعزيز التجارة والتنمية الاجتماعية والثقافية. ومع تطور الحضارات وتعقد العلاقات بين المجتمعات، نمت القرى والمدن وازدهرت المجتمعات الزراعية.
بالتالي، يمكن القول إن ظهور الزراعة كان له تأثير هائل في تشكيل أولى التجمعات السكنية ونمو الحضارات البشرية.
2. نشأة التجمعات السكنية:
نشأة التجمعات السكانية الأولى كانت نتيجة لعوامل عديدة وتطورات اجتماعية هامة. في العصور القديمة، كان الإنسان يعيش بصورة متناثرة في مجموعات صغيرة تتنقل بحثًا عن موارد الغذاء والماء. ولكن مع اكتشاف الزراعة وترويض الحيوانات، بدأ الإنسان يتبنى نمطًا أكثر استقرارًا.
عندما اكتشف الإنسان طرقًا لزراعة النباتات وتربية الحيوانات، زادت إمكانية توفر الغذاء بشكل أكبر وأكثر ثباتًا. وهذا ساهم في تحفيزه على الاستقرار في مكان معين بدلاً من التجوال المستمر. تمكنت المجتمعات من زراعة المحاصيل وتخزين الطعام لفترات طويلة، مما أدى إلى ضرورة البقاء قرب المزارع والحقول.
كما أثرت العوامل الاجتماعية في نشوء التجمعات السكانية الأولى. عندما يجتمع الناس في مكان واحد، يمكنهم تبادل المعرفة والخبرات والعمل معًا بشكل أكثر فعالية. وبالتالي، توفرت الفرص لتطوير المهارات وتحسين ظروف الحياة.
هذه التجمعات الأولى تطورت من القرى الصغيرة إلى المدن الكبيرة مع مرور الوقت. بدأت التجمعات السكانية في تشكيل بنية اجتماعية تعتمد على توزيع العمل وتخصصات مختلفة للأفراد، مما ساهم في تقدم الحضارة والتطور الاقتصادي والثقافي.
وبهذه الطريقة، تجلى تأثير اكتشاف الزراعة وتبني نمط الاستقرار في تشكيل أولى التجمعات السكانية والتي كانت نقطة انطلاق لتطور الحضارة البشرية.
عندما اهتم الإنسان بزراعة الحبوب، نشأت تجمعات سكانية هامة في الصين والهند وبلاد الرافدين ومصر والمكسيك، وهذا ما ورد في الوثيقة 5 صفحة 10.
وفي العصور القديمة، كانت أغلب وسائل الإنتاج بسيطة وبدائية، حيث استخدم الإنسان الأدوات الحجرية ثم تحسنت وأصبحت معدنية، مثل المنجل والفأس والمحراث، وهذا ما ذكر في الوثيقة 3 صفحة 9 و 10.
كما تنوعت المنتجات الفلاحية في تلك العصور القديمة، فإلى جانب زراعة الحبوب، اهتم الإنسان بغراسة الأشجار المثمرة مثل النخيل في بلاد الرافدين.
اختراع الكتابة وتأثيره على بداية التاريخ:
لا شك أن اختراع الكتابة سنة 3200ق.م يُعتبر حدثًا هامًا وحصريًا في تاريخ البشرية. حيث قام الإنسان بتطوير هذه التقنية التي غيّرت وجه الحياة ومجرى التاريخ. قبل ظهور الكتابة، كان الإنسان يعتمد على الشفاهية والتواريث الشفهية لتبادل المعرفة ونقل الأحداث، مما كان يحد من قدرته على توثيق المعلومات بشكل دقيق ودائم.
عندما بدأ الإنسان بكتابة الأحداث والمعرفة على الأوراق والأوعية الفخارية وغيرها، أصبح بإمكانه الاحتفاظ بتلك المعلومات لفترات طويلة ونقلها بسهولة إلى الأجيال القادمة. وبهذا الشكل، استطاع الإنسان توثيق التاريخ والثقافة والعلوم والأفكار بطريقة تدوم للأبد.
ومع تطور الكتابة، تحوّلت من رموز تصويرية إلى أنظمة صوتية تعبر عن الكلمات والأصوات. وقد فتح هذا الاختراع الجديد آفاقًا جديدة للعلم والثقافة والتواصل بين الشعوب. فأصبحت الكتب والمكتبات مصدرًا هامًا لتعلم العلوم والأدب وتاريخ الإنسانية.
بهذه الطريقة، يمكن القول إن اختراع الكتابة كان حدثًا حصريًا ومميزًا في تاريخنا البشري، وهو ما سهم بشكل كبير في تطور المجتمعات وتحقيق التقدم الحضاري والثقافي.
التوسع: الحضارات القديمة التي تطورت بفضل ظهور الكتابة والزراعة
ظهور الكتابة والزراعة أدى إلى تطور العديد من الحضارات القديمة في مختلف أنحاء العالم، ومن أبرز هذه الحضارات:
1- حضارة مصر القديمة: كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة ونظام الري المتطور، وكانت للكتابة دور مهم في تدوين المعرفة والتاريخ والأساطير.
2- حضارة بلاد الرافدين: تعتبر أول حضارة مدنية في التاريخ، واستندت إلى نظام الري والزراعة ونظام الكتابة السامية المسمارية.
3- حضارة الهند القديمة: تعتبر واحدة من أقدم الحضارات في العالم، واستندت إلى نظام الزراعة الجيد والكتابة السنسكريتية.
4- حضارة الصين القديمة: كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة ونظام الري المتطور، وكان للكتابة دور هام في تدوين التاريخ والأدب والفلسفة.
5- حضارة الإغريق القديمة: كان للكتابة دور كبير في تدوين الأدب والفلسفة والتاريخ، واستندت إلى نظام الزراعة والتجارة والفنون.
بشكل عام، يمكن القول إن ظهور الكتابة والزراعة أتاح للإنسانية تطورًا حضاريًا متميزًا في مختلف أنحاء العالم.