موضوع إنشاء محور الحي سنة 7 أساسي مع الإصلاح
فرض انشاء عدد2سابعة اساسي
الموضوع الاول مع الإصلاح
أقطن حيا عتيقا يفوح في أرجاله عبق الأصالة ، فهو حي قد تلاصقت بيوته و تألفت قلوب أهله . أو إكم كنت أعشق تفاصيل الحياة فيه ، بأزقته الضيقة و بطحاله المغبرة و سوقه الأسبوعي و ضجيج سكانه خاصة أمام دكان الفطائري ” العم صالح” . فهو رجل قد حاز محبة الجميع صغارا وكبارا. و ” العم صالح ” رجل خمسيني ، ربع القامة ، اشتعل رأسه شيبا [قد خط الشيب بعض شعيرات رأسه ] عيناه لامعتان كحبتي زيتون تتقدان نشاطا و حيويه تحت حاجبيه الكثيفين و تتوسّطان وجها مستديرا مشريا بحمرة [ بسمرة / صبغته شمس بلاده بسمرة محببة و علا شفتيه شارب فاحم غزير تفنن في تمشيطه لذلك كنا تكنيه نحن الصغار “أبا الشوارب ” .
أما بطنه الممتلئ فيتكور تحت مئزره الأبيض . لكنه كان بشوشا مفتز الثغر على الدوام خفيف الظل سريع النكتة تشق قهقهاته أرجاء الحي مما جعله محبوبا عند كافة السكان فيتقاطرون على دكانه لشراء ما يسد نهمهم إلى الأكل و الدعابة
. كان ” العم صالح” يباشر عمله مع انبلاج أول خيوط الضياء [ عندما تتمطى غزالة الكون في الأفق البعيد ] فيعد عجينته و يسخن زيته و بعد حين تنتشر روائح فطائره اللذيذة مدغدغة الأنوف فيتوافد عليه السكان شيئا فشيئا ، العامل المبكر إلى عمله و الفلاح القاصد حقله ، فيلقاهم هاشا باشا ، ثم يأتي دور بنات المعمل و أطفال المدارس و هكذا يغص دكانه بالزبائن ليستمتعوا بفطائره و دعواته .
لكن ، ذات صباح لم يستفق السكان على روائح مخبوزات “العم صالح ” الزكية بل على رائحة دخان يكتم الأنفاس . و ماهي إلا لحظات حتى علا صياح و استغاثة ملتاعة ” يا إلاهي ..يا إلاهي ..أنقذوني فدكاني يحترق ..” إنه صوت العم صالح الفطائري ! هرع الجميع حفاة عراة ، فإذا ألسنة اللهب تتلوى إلى كبد السماء متسللة من باب الدكان و نافذته الوحيدة و ” العم صالح “جاثم على ركبتيه فاغز الفاه جاحظ العينين و الدمع ينسكب من مقلتيه مدرارا و هو يرى مورد رزقه و شقاء الشنين يتفخم و يتهاوى أمام
ناظريه و لا حول و لا قوة له . هلع السكان لهول المشهد فلا تسمع إلا حوقلة و استغفارا . لكنهم لم يبقوا مكتوفي الأيدي بل أسرعوا لتطويق الحريق، فجزوا ” العم صالحا “و أبعدوه عن النيران و تكفلت نسوة الحي بتهدئته و إعطائه شربة ماء . أما الرجال فمدوا خراطيم المياه من المنازل المجاورة للدكان و راحوا يصارعون اللهب المستعر إلى أن تصل سيارة الإسعاف التي اتصل بها أحدهم . و بعد دقائق مرت كالدهور حلت السيارة و أكمل رجال الإطفاء المهمة … و لكن ،ياللخسارة فقد أتت النيرن على ما في الدكان جميعا و تركته خطاما أسود . غادرت سيارة الإسعاف بصوتها المدوي و لكن ارتفع في الحي صوت آخر مرق الأكباد و فطر القلوب و أدمع العيون إنه نجيب ” العم صالح ” ذلك البشوش المرح ففي غفلة انقلبت حياته رأسا على عقب . فراح يلطم خذه و يقرع صدره في مشهد اليم اعتصر قلوبنا جميعا . و أمام هول المشهد تحلق به السكان مطمئنين أنهم لن يتركوه يواجه محنته فردا فهم له أهل و إخوة . فهذا ” العم بشير ” شيخ الحارة يخاطبه قائلا : ” كف يارجل عن البكاء و احمد الله أنك نجوت و لم تكن داخل الدكان و إلا احترقت معه . لا تخش شيئا فنحن معك كتفا بكتف حتى يعود دكانك إلى سالف عهده ” . فرفع إليه ” العم صالح ” عينيه الدامعتين عندها ربت على كتفه مردفا :” نحن أهل في السراء والضراء ” فكف نشيج الرجل و تحامل على نفسه فأوصله جارنا إلى منزله ليرتاح من هول الفاجعة .
جمع ” العم بشير” رجال الحارة و شاورهم في الأمر فقر عزمهم على جمع التبرعات لإعادة بناء الدكان و شراء اللوازم و هو ما حصل بالفعل . أما النساء فتكفلن بتنظيف الدكان و آزرن زوجة العم صالح في
مصابها فحملن إليها مؤونة تكفيها إلى أن يستعيد زوجها عمله و هون الأمر عليها . و بعد يومين جمعت الأموال و اشتريت اللوازم فشمر شباب الحي عن سواعدهم و شرعوا في ترميم الدكان و طلاء جدرانه و تعهد نجار الحي بصنع باب و شباك جديدين . و الحانوت بلوازم المخبوزات و “العم” صالح ” يشاهد ما يحدث غير مصدق و لسانه يلهج بالدعوات الصالحات . كان الحي كخلية نحل لا تهدأ الرجال و الشباب يعملون و النساء يجذن عليهم بما لذ و طاب لاستنهاض هممهم . أما نحن الأطفال فكنا نشارك بما نقدر عيه من صغير الأعمال كالكنس و الترصيف و إيصال المأكولات و المشروبات . كان أهل الحي وحدة صماء و يدا واحدة .
. وغمر و أخيرا ، انجلت الغمة و عاد الدكان إلى سالف عهده و عادت للعم صالح ضحكته الشهيرة و تدفقت الدماء في وجهه فكان روحه عادت إليه و أمطرنا بسيل من الدعوات . حقا إن التعاون يهزم المستحيل ، و الحي أسرة واحدة تتقاسم الأتراح و الأفراح فلولا التضامن لما استطعنا تجاوز هذه المحنة .
زيارة حي تقليدي : إنتاج
+الموضوع :
أقمت مدة عند أحد أقاربك الذي يسكن في حي شعبي بالعاصمة ،فطاف بك في أرجائه
وشدّك ما لمسته من طيبة الناس و محبتهم لبعضهم
ارو ما حدث معددا سمات هذا الحي المعمارية و ما يجمع بين أهاليه من علاقات محبة و تعاون.
*التحرير
1-المقدمة
أسكن قرية جبلية تحيط بها الكروم و الزياتين و أشجار الخوخ و البرتقال ، ويلذ لي دائمًا
التجول في مروجها و وهادها مصطحبا قطيعا من الأبقار الوديعة لترقى العشب الأخضر
اللين و ترتوي من مياه الينابيع الحلوة.كان الريف كل دنياي ،لا أعرف لي حياة غيره.و ذات
يوم ربيعي إستلمت رسالة من إبن عمي صالح يستدعيني فيها للمكوث عنده أحد
الأحياء الشعبية بتونس العاصمة فوافقت مسرورًا.
في العاصمة فوافقت مسرورانشاء
2-الجوهر
وصلت عند الزوال ،فاستقبلني صالح عند مدخل الحارة وقد ارتسمت على وجهه إبتسامة عريضة و عانقني عناقا حارا. و بعد أن و بعد نيل قسط من الراحة اصطحبني
بني في جولة في أرجاء الحي. سرنا في أزقة ملتوية ضيقة رصفت أرضيتها بحجارة مبلطة ملساء و اصطفت على
جنباتها بيوت متدانية متلاصقة ذات نوافذ مشبكة و أبواب متقابلة مرشقة بمسامير سوداء بارزة.طال بنا المسير و
امتد بنا الطريق و نحن لا نكف عن الثرثرة و تبادل الملح
و الطرائف. حتى إنتهينا إلى بطحاء واسعة اجتمعت فيها دكاكين متباينة يستغلها أصحابها لبيع الخضر و الغلال و ضروب من المنسوجات و المصنوعات التقليدية كالشاشية و قفاف السعف و المصوغ البراق و العطور الفواحة.
و هناك التقينا بسيدة طيبة تُدعى حليمة رحبت بي و أمطرتني بوابل من الدعوات الصالحة ، ثم مضت في طريقها تجر عربة صغيرة ذات عجلات محملة بالمقتنيات.سألت
عنها صالحا فأخبرني أنها أرملة مات زوجها في حادث سير أليم و هي تعيش صحبة إبنتها في بیت منحه لها أهل الحارة عطفا و إحسانًا.و عندما لاحظ دهشتي إبتسم ضاحكا و أخبرني أن متساكني هذا المكان يعيشون كأسرة كبيرة واحدة فهم جيران متحابون يعرفون بعضهم بعضا و تجمع بينهم علاقات ألفة و تراحم. فإذا إشتكى أحدهم هب الجميع لنجدته وبادروا بمساعدته حتى تنفرج كربته و يزول همه.و لما أبديت إعجابي مما أسمع و أرى أعلمني أن الأمر لا يقتصر على الشدائد بل إن الحي ينقلب مهرجانا في المواسم الدينية
و خاصة في شهر رمضان إذ تتزين الشوارع بالأعلام و الرايات و الفوانيس اللماعة و ثقام موائد الرحمة التي تستقطب العائلات المحدودة الدخل فلا يجوع أحد في الحارة و لا يحس بالخصاصة و الحرمان.
+الخاتمة
عند منتصف النهار اشتد جوعنا فملنا صوب أحد حوانيت الأطعمة الشعبية ،فألفينا المكان مزدحما بالطاعمين و قد انتشرت في الأرجاء رائحة التوابل الفواحة و البهارات القوية فأكلنا ما لذ وطاب و عند المساء غدنا أدراجنا إلى البيت لننال قسطا من الراحة فقد إشتد بنا و التعب و نال منا الإعياء.
موضوع حول التعاون بين أفراد الحي:
الموضوع: دعت جمعية العمل التضامني بمناسبة العودة المدرسية إلى جمع تبرعات لفائدة ضعاف الحال من متساكني حيكم، فأقبل الناس بالإعانات المختلفة وقد كنت بمعية عائلتك من المساهمين في ذلك.
أسرد ما وقع واصفا الحركة التي طرأت على الحي بفضل هذا التآزر النبيل بين سكان الحي.
التحرير:
تمهيد عام : الحيُّ هو الفضاء الذي ترعرعت فيه، ولي فيه ذكريات حُلْوَةٌ، طيبة، وهو مثال للتضامن والتآزر بين متساكنيه، فقدُ…..
تنزيل الموضوع : الحدث القادح :
. دَعَتْ جَمْعِيَّةُ العَمَلِ التَّضَامُنِيِّ بِالحَيَّ إِلَى جَمْعِ التَّبَرُّعاتِ لِفَائِدَةِ ضِعَافِ الْحَالِ مِنْ مُتَسَاكِنِيهِ مِنَاسَبَةِ الْعَوْدَةِ الْمَدْرَسِيَّةِ،
فَأَقْبَلَ النَّاسُ بِالإعَانَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ وَكُنْتُ بِمَعِيَّةِ وَالِدِي مِنَ الْمُسَاهِمِينَ فِي ذَلِكَ.
التخلص : فما هي المشاهد التي علقت بذهني؟ وما قيمة هذا التآزر بين سكان الحي؟
الجوهر :
البنية الثلاثية
وضع البداية
المناسبة : العودة المدرسية
مثال : “ها قد انقضت العطلة الصيفية وحلّت العودة المدرسية، وها هم أطفال الحي مستبشرون بسنة دراسية جديدة….”
سبب الدعوة إلى التبرع:
مثال : “… وكان في الحي بعض الأسر المعوزة التي لا تكاد تحصل قوتها اليومي، بل إنّ بعض المناسبات مثل العودة
المدرسية كانت تمثل كابوسًا ثقيلا. فقد نزلت العودة المدرسية على هذه الأسر مثل وزر ثقيل لا يقدرون على حمله، فهم ينؤون به ویرزحون تحت گلگله….
الدعوة إلى جمع التبرعات :
مثال : “فما كان من” جمْعِيَّةِ العَمَلِ التَّضَامُنِي بِالحَيِّ إلا أن دعت إلى جمعِ التَّبَرُّعَاتِ لِفَائِدَةِ هذه الأسر ضعيفة الحال.
فازدان الحي باللافتات المعبّرة عن هذ الغرض واشرأبت الأعناق إلى ما كتب في هذه اللافتات وما فيها من
شعارات وأقوال مأثورة تستحثّ الهمم الصادقة إلى المبادرة بمد يد المساعدة وجرى الحديث سريعا بين متساكني
الحي كنسمة من نسمات الصبح تبشر بيوم سعيد.
سياق التحوّل :
إقبال الناس بالإعانات : اعتماد) الوصف القائم على الحركة) :
مثال : “هب جل المتساكنين إلى تلبية هذه الدعوة النبيلة، فكان البعض يحمل حزمة من الكُتُبِ القديمة، والبعضُ
الآخر قد جمع الكتب المدرسية المستعملة، وراح يُسلّمها إلى أعضاء الجمعيّة. وكان هؤلاء يرتبون الإعانات
ترتيبا يساعدهم على تسليمها إلى مستحقيها. وكنت أشاهد أهل الحي يقبلون زرافات وينصرفون زرافات
كأن لم يبق في البيوت أحد لم يُساهم في إنجاح هذا العمل الإنساني. وكان كل متبرع تعلو محياه ابتسامة
عريضة تدل على انشراح نفسه لما قام به من جليل الأعمال بطواعية وعفوية صادقة”.
وضع الختام :
مساهمتي في ذلك بمعية والدي :
مثال :
الخاتمة :
“أما أنا، فقد عرضت على أبي أن يُساهم في هذه الحملة بقدر من المال حتى يتمكن أطفال هذه الأسر من
شراء الكراسات والأقلام وغيرها من اللوازم المدرسية. فما كان منه إلا أن وافق بكل فخر واعتزاز شاكرا لي
هذه المبادرة النبيلة التي تُعبّر عن مدى تعاطفي مع أبناء الحي من أقراني الذين من حقهم أن يزاولوا
تعليمهم شأنهم شأن أي طفل في هذا الوطن الذي يتسع للجميع بل كلّ أطفال المعمورة. ودعاني إلى أن
أجمع بعض القصص والملابس التي لم أعد في حاجة إليها وأن أرتبها في صندوق حتى أساهم أنا أيضا بما
لدي في هذه الحملة فأكون عنصرا منخرطا في هبّة الناس كالموجة الواحدة لا مجرد خطيب على الربوة”.
قيمة التضامن بين متساكني الحي:
مثال: “إن التضامن لفظ لا تكتشف معناه الحقيقي إلا عندما ترى أقرانك من أبناء العائلات الفقيرة، وقد علت
محياهم البسمة والفرحة والسرور والحبور وهذا الإحساس الذي يغمرك وأنت تراهم مقبلين على الدرس لا
يعادل إحساس إذ يتملكك شعور بأنّ لوجودك معنى وهو مشاركة الآخرين بهجة الحياة وكرامتها”.
موضوع في المدينة العتيقة
نص الموضوع:
قضَيتَ عطلة الربيع مع جدك في حي عتيق بالمدينة القديمة.مختلف عن الحي العصريّ الذي تقطنه.
ارو كيف عشت هذا الحدث.
وضع البداية:
‘- زيارة الجدّ الفاطن بالمدينة العتيقة
سياق التّحوّل
- اكتشاف عالم جديد مُختلف عن الحيّ العصري الذي يقطنه الراوي
- خصائص المعمار
- انعكاس ذلك على العلاقة بين السكان.
- مثال: حضور الراوي حفل زفاف وتقاسم المتساكنين المهمّات والأدوار.
علاقة أطفال الحيّ بعضهم ببعض ( مختلف الألعاب التي يتعاطونها: الغميضة.لعبة الكجّات كرة القدم في البطحاء…)
- الوجه الآخر للحي ( الفوضى والخصومات )
وضع الختام
الإعجاب بمعمار الحيّ وأخلاق سكانه.
المقدمة
لعل أروع ما في الحياة تنوعٌ مظاهرها واختلاف وجوهها و تعدد سير أهلها باختلاف الأزمنة والأمكنة حتّى لا تكاد تجزم بفضل بعضها على بعض.
أدركت هذه الحقيقة يوم تحوّلت من حينا العصري ذي العمارات الشاهقة لقضاء بعض أيام العطلة في بيت جِدّي بالحي العتيق.فما هي خصائص هذا العالم العتيق ؟ وما الذي يميزه عن حيْنا العصري؟
الجوهر
تصعب المقارنة بين الحيين:بقدر ما كانت شوارعنا واسعة.وبناياتنا شاهقة:كانت البيوت في الحيّ العتيق متلاصقة والطرقات ضيْقة ومتعرّجةوالطريف في مثل هذه الأحياء أن كل الحاجيات قريبة؛ تجد ساحة فيها جامع تتفرّع عنه أزقة فيها كل ما يحتاجه المرء من بقال أو جزار أو حمّام أو حلاق أو مقهى فلا يحتاج أهل الحي إلى شيء خارج حيهم٠
وقد انعكس هذا المعمار على طبيعة العلاقة بين أفراد الحي فتلاصق بيوتهم وقرب بعضها من بعض جعلهم كالعائلة الواحدة وفيما بينهم أواصر المحبّة والتآزريهبون لنجدة بعضهم بعضا في السراء والضراء فالحي عائلة واحدة ممتدة الأطراف. يشعر الفرد فيها بالإطمئنان كيف لا وهو يعلم أن في له في أهلها سند في الأتراح والأفراح .
لقد حضرت بالصدقة حفل زفاف في الحي رأيت تقاسم المتساكنين المهمّات,فتعهد بعضهم بضرب الخيام في النسحة وزينها بالفوانس الملونة والأشرطة المزركشة, وذلك فتح بيته لجمع المساعدات التي تهاطلت من كلّ صوب وحدب من مياه معدنيّة ومشروبات غازية
وخضر وغلال متنوعة.أما النسوة فقد عمدن إلى كنس الحي بأكمله والتّخلص من فضلاته بجمع الأوساخ في أكياس بلاستيكيّة ضخمة أخذها أحد سكّان الحي على شاحنته الصغيرة بعيدا وفي نفس الوقت تكفل بجلب الكراسي والطاولات ونصبها تحت الخيمة,فاستغربت
للأمر وتعجبت مما أرى وأسمع ألأن الأمر في حينا مختلف. فنحن لا نكاد نعرف بعضنا بعضا ولو كنا في حاجة ماسة لذلك. يمنعنا الخجل وربما الكرامة الزائفة. نحن جيران غرباء عن بعضنا بعضا مجرد أرقام، فأبواب الشقق لا نكاد نراها والسكان قلما تبادلوا الحديث.
وإذا ماحتفل أحدهم بزواج يكون في نزل أو قاعة مخصصة لذلك بعيدا عن الحي وإذا حدث ختَانٌ ففي المشفى أو المصحة الخاصة.وأحيانا يحدث كل هذا دون أن نتفطن له .
ولمًا أبديت إعجابي وتعجبي مما أسمع وأرى أعلمني بعض المتساكنين أن هذه الحركة وهذا النشاط يتضاعفان في بعض المناسبات الدَينيّة خاصّة في شهر رمضان إذ يتحول الحيّ في الليل إلى مهرجان ءفيها حلقة توسّطها مهرج ارتدى ثوبا غريبا وأتى من الأقوال والأفعال ما يضحك الحاضرين وانتصبت هناك أرجوحات بسيطة لكنّها بخسة الثمن تحلق الأطفال حولها منتظرين أدوارهم. وفي الركن الآخر منصة عليها فرقة للإنشاد الديني أو مسرحيّة للأطفال. إلى غير ذلك من الأنشطة المتنوعة.
وكم استغربت حين وجدت أطفال الحيّ يجتمعون كلّ مساء في البطحاء.يمارسون ألعابا مختلفة؛غريبة في بساطتها .منها لعبة الخذروف ولعبة الكجّات والغميضة .وقد يِتَخْذْ البعض قطعة من الخشب يثبت في أسفلها أربع عجلات فتتحول عربة أو سيَارةِ صغيرة أو ما شئت من وسائل التنقل وقد يتخذون في الأرض حفرة صغيرة يصوّبون تجاهها قطعا نقديّة.ومن يوفق في إيداعها الحفرة يكون الرابح؛ ولعلّ أكثر اللعب انتشارا في مثل هذا الحي لعبة كرة القدم. يجتمع الأطفال كل يوم في الساحة فيشكلون فريقين لكلّ زيه يخوضون مباراة. تستغرق الساعة أو بعض الساعة ؛وكنت ترى المتفرجين؛على اختلاف سنّهم أطفالا وشبابا وكهولا:يشجّعون هذا الفريق أو ذاك ويصيحون إثر كل لقطة طريفة أو هدف. أمّا الفتيات فلهن العابهن الخاصة بهن منها لعبة المربعات ترسم على الأرض بالطبشور أو نحوه ,.قفزن عليها في حركات رشيقة.أو لعبة شد الحبل إلى غير ذلك ببينما كانت أغلب الألعاب في حيّنا داخل البيوت.بل في غرفة مغلقة تنفرد فيها بالكمبيوتر أو الهاتف الجوال أو غيرهما من الوسائل التي تتيح لنا الألعابٌ الإلكترونيات قد تستغرق ساعات.مما يعمُق القطيعة مع الآخر ويزيد في الفرد حب العزلة والوحدة ؛أين هذه الألعاب الإلكترونيّة الباردة من ألعاب الحي
العتيق التي تتقد نشاطا وحيويّة وحيوبة؟ وما أبعد الشقّة بين علاقة الأطفال في حينا والحي الشعبي.
الحي العتيق رغم ضيقه وبعض مشاكله الت تنطلق بين الحين والآخر يظل رائعا بالتقاف متساكنيه وتضامنهم ما جعل منهم عائلة واحدة يفرحون لفرح أحدهم ويحزنون لحزنه. ولا يعني هذا أنّ الحي آمن كل الأمان يوفر الظروف المثاليّة للعيش فقد يعترضك
بعض الأوساخ الملفاة هنا وهناك .وبعض الأتربة المكدّسة أمام المنازل وقد تندلع من حين لآخر خصومات بين الأطفال أثناء اللعبء وقد تشمل الكبار أحياناويكون ذلك لأتفه الأسباب إما نجدة لأحد الأبناء أو غيرة على جار قريب أو لأن أحدهم الفضلات أمام بيت
جاره وقد دفعني الفضول يوما للتجول في أطراف الحيّ ففوجئت بازدحام لا مثيل له كأنه يوم الحشرءلا يمر به المرء إلا بعد عناء ومشفقة.وقد انتشر الباعة على الطوار يفرشون الأرض ببضاعة متنوعة من أحذية ومعاطف وفساتين ولعب وبضائع التي يعسر حصرها أوذكرها يعرضونها على المارة ويصدعون آذانهم بأصوات عالية مزعجة. وقد تنشب من حين لآخر خصومات بينهم من أجل الانتصاب فيستتجد كلا الطرفين برفاقه وأصدقائه فتتحول إلى معركة جماعيّة تستعمل قيها كل الأسلحة ولا يعود الهدوء إلا بعد تدخل الشرطة.
وتندسٌ بين الباعة طائفة من النشالين يخاتلون المارة فإذا ما صادقوا شيخا أو عجوزا عليه علامات الغفلة نشلوةه أو اختطفوا ما بيده في سرعة البرق ثم يلوذون بالفرار ولا تعثر لهم على أثر.
صحيح ححينا راق ونظيف. طرقاته ومبلطة وسيّاراته فخمة.وأغلب سكانه من الميسورين لكنه يفتقر إلى الحرارة كأنه تمثال قدّ على أحسن شكل ونحت على أجمل صورة يكاد ينطق لكن بلا حرارة ولا روح .اعتلجت كلّ هذه في المعاني في نفسي وأنا في حي
جدّي العتيق. لكثي عندما عدت إلى حيْنا أعجبني هدوءه ونظافته.وعدّلت من موقفي تجاهه.واقتنعت أنّ لكل حي خصائصه.وأن الحي ليس مجرّد بناءات متلاصقة بسبطة أو
فخمة بل هو مجموعة من المتساكنين تشذهم مجموعة متشابكة من علاقات تقوى وتشتدّ أو تضعف حسب طبيعة الأفراد.
الخاتمة: تدريب في الإنشاء محور الحي -السنة السابعة أساسي
سواء أكان الحيّ عتيقا أو حديثا فإنّه يظلّ مدرسة تعلّم الناس التآزر وحسن الجوار والتعايش.
العودة لصفحة شرح نصوص محور الحي🏙️