كنت تراه في ورشته وقد انغمس في عمله بكل جوارحه دون أن يبالي بالتعب، ينشر الخشب بالمنجر حينا او يقص الألواح بالمنشار حينا آخر او يدق المسامير بالمطرقة ليثبت بها جوانب منضدة او كرسي او خزانة… وكم كان يسعد حين
ينكب بكل فكره و قلبه و عضلاته على العمل وما كان أطيب العرق وهو يتصبب من جبينه فيمسحه بمنديل او بيده مثل ما يفعل الفلاح.
انه يشعر انه يصنع شيئا رائعا لا يستطيعه غيره : انه يحول قطع الحطب المهملة إلى تحف رائعة أو قطع اثاث غالية الثمن.