إنتاج كتابي بعنوان :عـودة القطيـع
إنتاج كتابي بعنوان :عـودة القطيـع. يمكنكم أيضا قراءة موضوع إنتاج كتابي: تضامن أهل القرية.
ما ألذ وقع حوافر القطيع عائداً عند الغروب . فهو كحفيف أوراق الخريف الصفراء ، أو كتساقط المطر على السطوح في الليلة الهادئة . موكب يتقدم في صمت بين حارسين : الراعي من خلف ، والتيس من الأمام ، والكلب بينهما يروح ويجيء . علق الراعي على كتفه سطلاً وجراباً وشد في وسطه ناياً لا يفارقة في ذهاب أو إياب . وحمل في يده عصا لا يتخلى عنها أبدأ يعرضها كالرمح ، يرفعها طوراً ويمدها فوق كتفيه طوراً آخر . ولا يتعكز عليها إلا عند صعوده الجبال.
.يصف الراعي قطيعه كالعسكر وإذا شردت عنزة يناديها باسمها فتعود إلى مكانها بين القطيع ، أما إذا عصته فالويل لها من حجر يصوبه نحوها فلا يخطئها أبداً . يتقدم القطيع بطء . فلا تسمع من صوت إلا رنين الجرس المعلق في التيس ، وللتيس في مشيته مهابة ووقار فهو لا يلتفت أبدأ كأنما يعد نفسه زعيماً أو قائداً ، وإذا حاول أحد وفاقه أن يسبقه ينكره بقرنه العظيم فيتراجع إلى الخلف . فمن رأى التيس يتقدم القطيع في كبرياء ظله يفكر في حل مسائل خطيرة وهو من حين لآخر يحرك جرسة كأنما يعلن عن قدومه ويدعو الناس لاستقباله.
إنتاج كتابي بعنوان :عـودة القطيـع
