إنتاج كتابي حول حماية الحديقة العمومية
يقدم لكم الموقع التربوي نجحني إنتاج كتابي حول حماية الحديقة العمومية. الموضوع المنجز يقدم في صيغة pdf قابل للتحميل والطباعة بكل سهولة ويسر.
التحرير
كانت الحديقة العمومية المجاورة لحينا متنفسا لنا، نقصدها أوقات الفراغ نرشف منها النسمات المنعشة العطرة ونستمتعبالهدوء والسكينة بعيدا عن ضوضاء الشوارع والأحياء.
وذات يوم، كنت في الحديقة العمومية منتشيا بنسائم محملة بأطيب أريج و الأشجار تتمايل مثقلة بالبراعم و الأزهار و الأطيار تصدح فتملأ الأجواء نشيدا. و فجأة، شد انتباهي سلوك طفل في مثل عمري تقريبا يمر بين الأشجار و الأزهار ملوحا بعصا شمالا و يمينا فتسقط الأزهار و الأغصان و الأوراق جثثا
هامدة لا روح فيها على الأرض.
يا إلاهي ماذا أرى!؟ أهكذا نجازي المكان الذي يأوينا و يرحب بنا و يوفر لنا الهدوء و السكينة و الهواء النقي و الجمال!؟
ترکت كتابي على المقعد و ركضت نحوه فزعا. وصلت إليه لكنه تجاهلني وواصل
سیره حاولت ان أكظم غيضي و أمسكته من يده بلطف وقلت:
– لماذا تتلف ممتلكات الحديقة يا صديقي؟
– لست صديقك أولا، ثانيا لـم أتلف لا ممتلكات و لا أثاث.
تمالكت أعصابي و قلت:
« – ألا تعرف أن الحديقة العمومية متنفس المدينة ورئتها. المساحة الوحيدة التي تضحك فيها الطبيعة بكل براءتها و أصالتها؟ كيف سولت لك نفسك أن تقتل بعصاك جمال المكان وروعته؟
– لم أقصد ذلك، كنت أسير على على غير هدى. غاضبا على نفسي و على حالي.
أجد صعوبة في فهم الدروس و الامتحانات على الأبواب و أريد أن تفرح أمي بنتائجي وليس من معين لي. لذلك كنت أسير شارد الذهن. أعتذر عما صدر مني..
تحادثت معه فعرفت أنه يتيما يحاول أن يدخل الفرحة على والدته بنجاحه.
اتفقنا على أن نلتقي أوقات الفراغ في مكتبة الحديقة العمومية نراجع معا دروسنا وأفسّر له الغامض من المعلومات وأوضح له ما صعب عليه.
وتعاهدنا على أن نحمي حديقتنا من أيدي العابثين. فهي جنتنا التي تنمو فيها عقولنا و أجسامنا. ومن واجبنا أن لا نعبث بممتلكاتها و لا نجتت ازهارها و نباتاتها. و يجب علينا أن نحافظ على نظافتها و نساهم في تجميلها و تحسينها.