السلسلة الغذائية – السنة السادسة ابتدائي
السلاسل الغذائية
بحث حول السلسلة الغذائية – السنة السادسة ابتدائي.
تَنقسم الكائنات الحية حسب طريقة الحصول على الغذاء إلى مجموعتين رئيسيتين:
المجموعة الأولى:
تُعرف باسم المنتجات أو ذاتية التغذية، وتقوم بتصنيع الغذاء بواسطة عملية التركيب الضوئي. تبدأ هذه العملية عندما يمتص اليخضور (الكلوروفيل) أشعة الشمس، وتستخدم النباتات هذه الطاقة لجمع ثاني أكسيد الكربون الذي يتم امتصاصه من الجوّ، والماء الذي يتم الحصول عليه من التربة، لتصنيع الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والسليلوز. كما تطلق الأوكسجين نتيجة عملية التركيب الضوئي. يُعدّ التمثيل الضوئي عملية إنتاج ضخمة تتفوق على كلّ صناعات الإنسان، ويُقدّر أنّ حوالي 200 مليار طن من الكربون الموجود في غاز ثاني أكسيد الكربون يتم تحويلها إلى مواد نباتية سنويًا، وهو ما يعادل إنتاج 500 مليار طن من مواد نباتية صلبة.
المجموعة الثانية:
تُعرف المستهلكات باسم الكائنات التي تتغذى على الكائنات الحية الأخرى، وتصنّف المستهلكات الرئيسية بناءً على مصادرها الغذائية إلى ثلاثة أصناف كالتالي:
آكلات النباتات:
وتُعدّ المستهلكات الأساسية التي تتغذى مباشرة بشكل كامل أو جزئي على النباتات. فالطيور، على سبيل المثال، تتغذّى على الحبوب وأوراق النباتات، والغزلان تأكل الأعشاب والأغصان، والحشرات تتغذى على كافة أجزاء النباتات. أمّا في الماء، فالبلاكتون الحيواني يتغذّى على البلاكتون النباتي.
آكلات اللّحوم:
وتتغذّى هذه المستهلكات على الحيوانات الأخرى، وتصنّف بأنّها مستهلكات من الدرجة الثانية. وتختلف هذه المستهلكات بناءً على نوع الحيوانات التي تتغذّى عليها، فمثلاً، العناكب والطيور التي تتغذّى على الحشرات أكلة النباتات تصنّف بأنّها مستهلكات من الدرجة الثانية، في حين أنّ الطيور الجارحة كالصقر الذي يأكل الثعابين وسمك القرش الذي يأكل الأسماك الأخرى تصنّف بأنّها مستهلكات من المستوى الثالث أو أعلى.
المتعددة التغذية:
أو تُعرف بآكلة كلّ شيء، تتغذّى على النباتات والحيوانات على حدّ سواء، وتشمل هذه المستهلكات الإنسان والحيوانات الكالشة مثل الخنازير والجرذان والثعالب.
تُضاف إلى الأصناف الثلاثة المذكورة سابقاً، صنف آخر هو المفتّتات، وهي الكائنات العضويّة التي تتغذى على بقايا المواد النباتيّة والحيوانيّة. وتحتوي المفتّتات على صنفين من الكائنات العضويّة: الفطريات والبكتيريا. تحتل الفطريات والبكتيريا دورًا هامًّا في تحليل المركبات العضويّة المعقّدة إلى مركّبات غير عضويّة دقيقة، وتتحلّل هذه البكتيريا والفطريات ثانية لتشكل غذاء للديدان والحشرات التي تعيش في التربة والماء.
في السلسلة الغذائيّة، ينتقل الغذاء من المنتج إلى المستهلك في المستوى الثالث أو الرابع أو الخامس. وتكوّن العلاقات الغذائيّة في الطبيعة شبكة غذائيّة معقّدة ومتداخلة، حيث تأخذ العلاقات الغذائيّة صورة شبكة يطلق عليها الشبكة الغذائيّة. وعندما يقلّ عدد الكائنات الحية في الشبكة الغذائية، تتحوّل المستهلكات إلى افتراس أنواع أخرى من الطعام، وبذلك يخفّ الضغط على الكائنات الحية الأولى، وتتكاثر أعدادها، وتعود المستهلكات إلى افتراسها مرّة أخرى في خطوة تحافظ على توازن الشبكة الغذائية واستمراريتها.
يتبع في الأوساط الطبيعيّة توزيعًا هرميًّا لعدد الكائنات الموجودة، حيث يكون عدد الكائنات المنتجة أكبر من الكائنات المستهلكة من الدرجة الأولى، وعددها يتجاوز عدد الكائنات المستهلكة من الدرجة الثانية، ويتواصل هذا التوزيع الهرميّ لأعلى السلاسل الغذائيّة. ويُعرف هذا التوزيع بـ “هرم الأعداد” في السلاسل الغذائيّة.
ويضمن هذا التوزيع الهرميّ توازنًا طبيعيًّا هشًّا بين الكائنات المكوّنة للوسط الطبيعي، حيث تعتمد الكائنات الأعلى في السلسلة الغذائيّة على الكائنات الأدنى فيها، وتُعيد تلك الكائنات للوسط الطبيعي ما استهلكته من موارد. ومع ذلك، فإنّ تدخلات الإنسان السلبيّة على الأوساط الطبيعيّة وتدهور البيئة يمكن أن تؤثّر على هذا التوازن وتؤدي إلى اضطرابات في السلاسل الغذائيّة وتهديد استمراريتها.
أمثلة لسلاسل غذائية:
توجد العديد من السلاسل الغذائية في الطبيعة، وتختلف حسب نوع البيئة والموئل الحيوي. وفيما يلي بعض الأمثلة على السلاسل الغذائية:
- سلسلة غذائية في الغابات: النباتات تنتج الطاقة الشمسية وتستخدمها الحشرات كمصدر للطاقة والغذاء، وتستهلكها الطيور والثدييات التي تغذيّ على الحشرات.
- سلسلة غذائية في البحار: يتغذى الكثير من الحيوانات البحرية على الطحالب والنباتات البحرية، ويستهلكها بدورها الأسماك الصغيرة، ويتغذى عليها الأسماك الكبيرة والثدييات المائية.
- سلسلة غذائية في الصحراء: يتغذى الحيوانات الصحراوية الكبيرة، مثل الإبل والجمال، على النباتات الصحراوية، ويتغذى الحيوانات الصغيرة على النباتات الأخرى والحشرات.
- سلسلة غذائية في الشمال القطبي: تعتمد حيوانات الشمال القطبي، مثل الدببة القطبية والثعالب القطبية، على الحيوانات الصغيرة، مثل البطاريق والأسماك الصغيرة والرخويات.
هذه بعض الأمثلة على السلاسل الغذائية المختلفة التي تتواجد في الطبيعة. ويمكن أن تتفاوت السلاسل الغذائية بحسب نوع البيئة والمنطقة الجغرافية التي تتواجد فيها.
تأثر السلاسل الغذائية بالتلوث والتغيرات المناخية
تتأثر السلاسل الغذائية بشكل كبير بالتغيرات المناخية والبيئية، ويمكن أن تتسبب هذه التغيرات في تغيرات واسعة في تركيب السلاسل الغذائية واستدارتها. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها التغيرات المناخية على السلاسل الغذائية:
1- تغير درجات الحرارة: يمكن أن تؤثر التغيرات في درجات الحرارة على مراحل نمو النباتات والحيوانات، وبالتالي على تركيب السلاسل الغذائية. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيرات في موسم زهرة النباتات، وبالتالي يؤثر ذلك على الحشرات التي تتغذى عليها ويتبعها تأثيرها على الحيوانات الأكبر في السلسلة الغذائية.
2- تغيّر في الأنماط الجوية: تغيّر في الأنماط الجوية، مثل الأمطار والرياح، يمكن أن يؤثر على توافر المواد الغذائية وبالتالي على تركيب السلاسل الغذائية. فمثلاً، في حالة نقص الأمطار، يمكن أن يؤثر ذلك على نمو النباتات وبالتالي يؤثر على الحشرات والحيوانات التي تتغذى عليها.
3- تأثير الكوارث الطبيعية: يمكن أن تؤثر الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف، على تركيب السلاسل الغذائية واستدارتها. فمثلاً، يمكن أن تؤدي الفيضانات إلى تغيرات في المناطق الرطبة وتركيز النباتات، مما يؤثر على الحشرات والحيوانات التي تعتمد عليها في الغذاء.
4- تأثير التلوث والتدمير البيئي: يمكن أن يؤثر التلوث والتدمير البيئي، مثل تلوث المياه وتدمير الحياة البرية، على تركيب السلاسل الغذائية واستدارتها. فمثلاً، يمكن أن يؤدي تلوث المياه إلى تلف الطحالب والنباتات البحرية، مما يؤثر على الأسماك والثدييات المائية التي تعتمد عليها في الغذاء.
هذه بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها التغيرات المناخية على السلاسل الغذائية. ويجب مراعاة هذه التأثيرات عند اتخاذ قرارات بشأن الحفاظ على الأوساط الطبيعية.