الصين: لمحة عن تاريخها وشعبها
سنستعرض في هذا المقال الصين: لمحة عن تاريخها وشعبها .
الصينيون :حياة الصين و تاريخها ,عبر ألاف السنين من تاريخ الصين، وشعبها يتقبل المعاناة، وكأنها لا تعدو أن تكون حقيقة اخرى من حقائق الحياة، مثلها مثل الميلاد أو الموت. ففي الشمال، قاسى المواطن الصيني من الفيضانات ومن الجفاف، وفي الجنوب، كانت معاناته من الأعاصير، ولم يتوقف المرض لحظة عن مهاجمة الفلاح الصيني، الذي يعاني من نقص التغذية. أما البلاد جمعاء، فمعاناتها كانت من التضخم السكاني، الذي امتص مواردها، ومن المجاعات التي هلك فيها الملايين جوعا. أما الأمر الأخير، وما هو بأخر الأمور، فكان استغلال اصحاب الأراضي الأشرار للفلاحين، أستغلالا قاسيا لا هوادة فيه ولا رحمة.
لكن ذلك كله لم يجعل من الصينيين شعبا ضعيفا لا حول له ولا طول ، فلقد كانت كبرياؤهم في الواقع عظيمة، فهم يدركون أن تاريخهم اطول تاریخ قومي لأمة في العالم، حيث يمتد للوراء ما يربو على ألفي عام قبل ميلاد المسيح، وفي القرن التاسع عشر، اعتبر الأوروبيون الغربيون من البرابرة، وكان المتوقع أن يركع السفراء البريطانيون أمام امبراطور الصين، وان يضربوا رؤوسهم في الأرض، دلالة على الاحترام. وبالرغم من ان الفلاحين كانوا أميين، أضناهم العمل الزائد والجوع غالبا، الا ان حياتهم القاسية، لم تستذلهم او تسخطهم – تلك الحياة التي ظلت تسير هكذا فترة طويلة، وكأن الأمر لم يعد يعنيهم.
وفي القرن التاسع عشر، أصاب الصينيين بلاء جديد، ذلك هو العدوان الأجنبي، وكان ذلك لاخراج الصينيين من جمودهم، فاستقرت بريطانيا في هونج کونج Hong Kong ، بعد ان اندفعت في سلسلة من الهجمات المدمرة، بينما بدأت اليابان وروسيا ايضأ، في إلقاء نظرات نهمة على جارتها الضخمة. واذا ما كان على الصين أنذاك أن تبقى على قيد الحياة، فعليها أن تتقبل الاصلاح. وفي عام ۱۹۱۲ اطيح بأسرة مانشو Manchu الحاكمة، وحلت الجمهورية محل الامبراطورية، لكن ذلك لم يكن كافيا. وبعد الحرب العالمية الأولى، نشب صراع مرير بين جناحين في الجمهورية الوطنيين بقيادة تشيانج كاي شيك Chiang Kai-shek، وتنظيم شیوعي صغير في شمال الصين بقيادة ماوتسي تونج Tse-tungMao وهكذا انضمت كوارث الحرب الأهلية، الى مجالي الرعب الكامنة في الفقرة الطبيعي، وفي العدوان الأجنبي. وبطريقة ما، ظل الشيوعيون متماسكين بالرغم من اضطرارهم ذات مرة الى الفرار، في مسيرة طويلة تربو على ۹۹۰۰ کیلومتر، امام جيش تشيانج كاي شيك الذي كان يتعقبهم، وخلال مسيرتهم نحو الشمال التي استمرت عاما كاملا، فقدوا سدس عدد هم البالغ أول الأمر ۲۰۰,۰۰۰، واشتبكوا – بلا مبالغة – في مئات المناوشات الصغرى مع قوات تشيانج كاي شيك.
لكن الجناحين المتصادمين، ما لبثا أن اتحدا في هدنة غير مستقرة، ليواجها هجمات اليابانيين الجديدة، وخطر الحرب العالمية الثانية. وخلال تلك الحرب ، فقدت الصين من سكانها أكثر مما فقدته دولة أخرى في العالم، باستثناء الاتحاد السوفييتي. ويرجع الفضل في امداد الشيوعيين الصينيين بالقوة بقدر غير محدود ، الى ما أوقعته الحرب من كوارث، والى العون الذي قدمته روسيا الشيوعية، ورد الفعل ضد اليابان الفاشية. وقد استمرت الحرب الأهلية، بعد انتهاء الحرب العالمية. وفي عام 1949، دفع بحكومة الصين الوطنية من داخل الحدود الأصلية الى فورموزا Forinosa ، وتشكلت جمهورية الصين الشعبية، متخذة من بكين عاصمة لها .
الصين: لمحة عن تاريخها وشعبها
اما الحكومة الشيوعية اليوم، فانها تقوم بعمل بالغ الجدة في الصين، هو الحكم عن طريق العقيدة Dogma ، اكثر من الاتجاه الى العادات والتقاليد. وكان الفضل الجهود القائد الصيني ماوتسي تونج، لما طرأ من تغيير على الأرض، والصناعة، والدين، والزي، والتعليم، بل وكل شيء في الواقع، لاكساب الصين الصبغة الحديثة وللتأكد من أن الأسى الداخلي الدفين، قد غاب عن حياة الصين وتاريخها.