انتاج كتابي: العودة المدرسية
إصْلَاحُ الْإنْتَاجِ الْكِتَابِي حَولَ العَودَة المَدْرَسيَّة:
إِنَّهُ يَوْمُ الْعَوْدَةِ الْمَدْرَسِيَةِ، استيقظتُ فِي بُكْرَةِ الصُّبْحِ عَلَى غَيْرِ عَادَتِي فَهْوَ الْيَوْمُ الْمُنْتَظَرُ بَعْدَ عَطَلَةٍ صَيفَيّةٍ مُطَوَّلةٍ. فَتَحْت نَافِدَةً غُرْفَتِي أَسْتَنْشِقُ نَسَائِمَ الصَّبَاحِ الْوَاهِنَةِ فَلَمَحْتُ بِسَاطُ السَّمَاءِ الْأَزْرَقَ مُمَتَدًّا عَلَى سُطُوحِ الْمَنَازِلِ الْمُجَاوِرَةِ وَقَدْ أَنَارَتْ الشَّمْسُ حَوَاشِيَهُ، كَانَتِ الْعَصَافِيرُ تَصْدَحُ الْحَانَ الْغَبْطَةِ كَأَنَّهَا تَحْتَفِلُ مَعِي بِعودَتِي فَالْعَالَمُ كُلُّهُ فِي فَيْضِ مِنَ السَّعَادَةِ وَ الْحُبُورِ. جَهَزْتُ نَفْسِي وَ اَرْتَدَيْتُ أَبْهَى مَلَابِسِي وَ تَعَطَرْتُ بِأَزْكَى عُطُورِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَحْثُ الخُطى وَكَلّي شَوقُ إلى الالتحاق بِزُمْرَةِ الصَّحْبِ وَ لُقْيَا الْمُرَبِّي وَ حُضْنِ الْمِقْعَدِ.
تَلَفْتُ الْمَدْرَسَةَ بِمَعيَّةِ خِلاني فَهَبَتْ عَلَى الْمَكَان نَفْحَةٌ مِن الْحُتِ فَهَاهِيَ الْحَيَاةُ الْهَامِدَةُ تَنْتَعِشُ فِي الْغُصُونِ النَّابِلَةِ فَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ عَلَى قَدَمٍ وَ سَاقٍ تَجَمَّعْنَا
وَسَطَ سَاحَةِ فَيْحَاءَ ، جُدْرَانَهَا مَزَوَقَةٌ و أروقتها مُنمَّقَةٌ … نَتَجَاذَبُ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ وَنَتَبَادَلُ الْمُلَحَ وَقَدْ تَهَلَتْ أَسَارِيرُنَا بِشَرًا وَ تَلَالَأَتْ عُيُونُنَا بِوَمَضَاتِ الْبَهْجَةِ ثُمَّ انْتَشَرْنَا فِي أَرْجَاءِ الْمَكَانِ نَتَجَوَّلُ وَ نَمْرَحُ تَارَةً وَ نَرْقُصُ عَلَى نَغَمَاتٍ مُوسِيقِيَّةِ شَجِيَّةٍ تَارَةً أُخْرَى وَإِذَا الدُّنْيَا مِنْ حَوْلِنَا نَغَمْ حُلْوٌّ سَاحِرٌ ، فَجَلْجَلَتْ ضَجَةٌ وَ نَشَبَتْ يَقَظَةُ عَارِمَةٌ. وَ كُمْ أَتْلَجَ صَدْرِي وَ بَعَثَ فِي نَفْسِي الظُّمَانِينَةَ وَجودُ الْمُدِير وَ الْمُعَلِّمِينَ الَّذِينَ تَوَسَطُوا السَّاحَةَ يَسْتَقْبِلُونَنَا بِوُجُوهِ هاشَةٍ بَاشَة.
رَنَّ الْجَرَسُ، فَأَصْطَفَفْنَا بِنِظَامٍ وَ دَبَّتْ السَّكِينَةُ فِي كَامِلِ الْأَرْجَاءِ، حَيَيْنَا الْعَلَمَ عَلَى أَنْغَامِ النَّشِيدِ الْوَطَنِيّ ثُمَّ وَلَجْنَا أَقْسَامَنَا حَيْثُ تَعَزَّفَنَا عَلَى مُعَلِّمِنَا وَ وَعَدْنَاهُ بِمُوَاصَلَةِ الْعَمَلِ فِي طَرِيقِ الْعِلْمِ وَ الْمَعْرِفَةِ بِكُلّ جِد وَ ثَبَاتِ.
يَالَهُ مِنْ يَوْمٍ مُمَيَّزِ، هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي قَضَيْنَاهُ مَعَا فِي الْفُكَاهَةِ وَ الْمُزَاحِ وَالاسْتِمْتَاعِ بِحَفْلِ بهيج …مَا إِنْ نَقَلْتُ إِلَى أُمِّي أَحْدَاثَ يَوْمِي وَ مَشَاعِرِي الْجَيَّاشَة حَتَّى تَمَنَّتْ لِي سَنَةً مُكَلِّلَةَ بِالنَّجَاحِ.