بلاد الرافدين
تمهيد
منذ أكثر من 5000 سنة، كانت بلاد الرافدين، المعروفة أيضًا بمنطقة ما بين النهرين، مهدًا لحضارة عريقة تعتمد على النشاط الزراعي وشهدت تطورًا مذهلاً في مختلف المجالات. تمتاز هذه الحضارة بعدة مظاهر من ازدهار النشاط الفلاحي، إلى شريعة حمورابي التي ساهمت في تنظيم المجتمع، وصولاً إلى ازدهار الفنون والعلوم.
النشاط الفلاحي
أولًا، فيما يتعلق بزراعة الأراضي والنشاط الفلاحي في بلاد الرافدين، فقد شهدت المنطقة وفرة في إنتاج المحاصيل الزراعية وتنوعًا فيها. فقد انتشرت زراعة القمح بجانب زراعة النخيل، كما تمت غراسة أشجار مثمرة متنوعة تحت أشجار النخيل، إلى جانب زراعة الحبوب والخضروات. وقد ساهمت وفرة الإنتاج الفلاحي في استقرار عدد كبير من السكان في تلك المنطقة. وتعود أسباب ازدهار النشاط الفلاحي إلى عدة عوامل، منها توفر الظروف الطبيعية الملائمة مثل السهول الخصبة وتوفر المياه اللازمة للري عبر نهري دجلة والفرات، وكذلك المناخ الملائم للزراعة تحت أشجار النخيل. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك عناية من قبل ملوك بلاد مابين النهرين، بمن فيهم حمورابي، في توفير نظام الري الفعال بواسطة قنوات الري والسدود، ووضع قوانين تشجع على الإنتاج الزراعي.
شريعة حمورابي وتنظيم المجتمع في بلاد الرافدين
شريعة حمورابي لعبت دورًا هامًا في تنظيم المجتمع الرافدي. حمورابي، الذي حكم بابل بين عامي 1792 و1750 قبل الميلاد، وضع قانونًا أو شريعة تعتبر إحدى الخصائص المميزة لعهده. تم نقش هذه الشريعة بالكتابة المسمارية على مسلة وتعرف اليوم باسم “مسلة حمورابي” والتي تم عرضها في متحف اللوفر في فرنسا. تحتوي شريعة حمورابي على 282 مادة تنظم مختلف جوانب الحياة. وقد أسهمت هذه الشريعة في تحقيق العدل وتنظيم العلاقات الاجتماعية، حيث تشمل مجموعة من القوانين التي تنظم سلوك الأفراد وتتحدد حقوق المواطنين وواجباتهم وتنظم الممتلكات والتجارة والعقوبات. وقد ساهمت شريعة حمورابي في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والقانوني في بلاد الرافدين.
ازدهار الفنون والعلوم في بلاد الرافدين
تميزت حضارة بلاد الرافدين بتطورها الفني والعلمي. فقد شهدت المنطقة تطورًا في مجال العمارة والنحت والرسم، حيث قام الفنانون والحرفيون بإنشاء أعمال فنية رائعة تعبر عن التقدم الثقافي والتكنولوجي للحضارة الرافدية. كما تمتعت بلاد الرافدين بتقدم علمي في مجالات مثل الرياضيات والفلك والطب. وقد أسهمت هذه التطورات العلمية والفنية في تعزيز مكانة بلاد الرافدين كمركز حضاري مهم في العالم القديم.
خاتمة
بشكل عام، تعتبر بلاد الرافدين حضارة عريقة ومهمة في تاريخ البشرية. فهي شهدت ازدهارًا في النشاط الزراعي، وتميزت بتطور القوانين والشرائع الاجتماعية، وشهدت تقدمًا في المجالات الفنية والعلمية. إرث بلاد مابين النهرين لا يزال له تأثير حتى يومنا هذا، ويعتبر مصدر إلهام للعديد من الثقافات والحضارات في العالم.
أستخلص
استخلص :
- عرفت بلاد الرافدين كمنطقة زراعية منذ فجر الحضارات، ويرجع ذلك إلى ملاءمة وسطها
الطبيعي حيث توجد بها السهول الخصبة وتتوقر بها المياه (دجلة والفرات) وعمل ملوكها على
تشجيع . الزراعة فشوا القنوات وحفروا السدود وجففوا المستنفعات وسنوا القوانين المنظمة
للقطاع. وكان من نتائج ذلك أن اتسعت المساحات القلاحية السقوية لإتتاج الحبوب والخغضر
والتمور،
ظهرت في بلاد مابين النهرين أولى محاولات التشريع وتعتبر شريعة حمورابي الذي حكم البلاد بين
١792 و ١750 ق.م أهم وأشمل هذه القوانين التي نظمت المجتمع الرافدي إذ احتوت شريعة
حمورابي على 282 مادة تغطي مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومنها تنظيم
الزراعة والحرف والتجارة والقضاء.،
أبدع الرافديون في فت الهندسة والمعمار فشيدوا المدن (بابل، آشور، نينوى…) والمعابد
(الزاقورات( والقصور )قصر بابل) مستعملين مواد متنوعة كالطين والآجر وأغداق النخيل. وقد
اعتمدوا في بناء مدنهم تخاطيط متعامدة تتقاطع فيها الشوارع والأنهج.
تنوعت الفنون في بلاد مابين النهرين كالنحت والنقش والزخرف وقد تناولت جوانب دينية ودنيوية
في حياة الإنسان واستعمل فيها الفنانون مواد مختلفة من نحاس وذهب وفضة وطين.
عرفت بلاد الرافدين بإبداعاتها العلمية من رياضيات وفلك وتنجيم وهندسة وطب.. في علاقة
بالحياة الذينية والاقتصادية. وقد كان لهذه الإبداعات إشعاع على بقية الحضارات بالشرق
القديم،