تحليل موضوع أدبي عن محور “حدث أبو هريرة قال”
تحليل موضوع أدبي عن محور “حدث أبو هريرة قال”: مقال لموضوع : عرف محمود المسعدي الأدب قائلا:” الأدب مأساة أو لا يكون، مأساة الإنسان يتردد بين الحيوانية الألوهية”.أبرز مظاهر العلاقة بين هذا المفهوم ومسيرة أبي هريرة.
الإصلاح:
ينتظر من التلميذ أن يوفر القدرات التالية :
1-1: القدرة على الفهم:
المعطى/الأدب/ مأساة: أي فكرة الصراع و ما عبرت عنه من تردد.
المأساة تنحصر في صراع الإنسان بين بعدين فيه: بعد حيواني# بعد إلهي.
المطلوب: استخراج مظاهر هذا الصراع و هذه المأساة في مسيرة أبي هريرة الوجودية.
1-2: القدرة على التفكيك :
يحتوي نص الموضوع على عنصرين:
·
ے تجليات الحيوانية و الألوهية في مسيرة أبي هريرة.
مواطن التردد و الصراع بينهما.
1-3: القدرة على التحليل :
1-1-3: المقدمة
التمهيد: من قبيل طرح القضية في إطار اختلاف مفهوم الأدب ووظيفته لدى الأدباء والنقاد
-طرح الموضوع بتعريف المسعدي للأدب بكونه يعبر عن مأساة الإنسان المتردد بين الحيوانية و الألوهية أي يتصارع فيه بعد حيواني بكل أبعاده الحسية وبعد إلهي بكل ما في الألوهية من أبعاد.
تحديد مجال الموضوع وهو تجليات حضور هذا المفهوم في مسيرة أبي هريرة بطل رواية “حدث أبو هريرة قال”
2-1-3: الجوهر :
تجليات الحيوانية و الألوهية :
أ ـ الحيوانية و هي تبرز في مظاهر منها:
إقرار أبي هريرة بأن الكلب أشد وفاء من الإنسان.
إقبال أبي هريرة على تلبية رغبات الجسد بالطعام و الشراب و الجنس مع ريحانة و ظلمة.
حضور عديد الحيوانات في الرواية هي خادمة لأبي هريرة خاضعة له مثل الفرس و النجيبة.
الببغاء الذي يغني في مجلس أبي هريرة وما يعكسه من تعلق الإنسان ببعده الغريزي الحيواني تواتر التشابيه التي تربط بين صفات الإنسان وصفات الحيوان من ذلك(..ذئبا ينهش ذئبا).
ب-الألوهية وهي تبرز في مظاهر منها :
تشبه أبي هريرة بالإله في تجربته مع أحياء العرب (هاته الأرض نحن خلقناها وهاته السماء نحن نصبنا عمادها فأقمناها)
طلب أبي هريرة إماتة الجسد والغرائز والاقتراب من الألوهية في تجربة الغيبة مع ظلمة الهذيلية(وأشار إلى ظله: هروبي من هذا)
تشبه أبي هريرة بفرعون في طلبه الألوهية.
بحث أبي هريرة في تجربة البعث الآخر عن معانقة المطلق والارتفاع إلى السماء(أنا الحق يناديك أنا الحب يناغيك أنا الشوق طغى فيك )
مظاهر التردد بين الحيوانية و الألوهية :
يعاني أبو هريرة من عدم القدرة على حصر كيانه في الجسد وغرائزه، وتظهر هذه المشكلة في علاقته بريحانة، حيث يرفض البعد الحيواني في هذه العلاقة ويبحث عن منزلة أسمى. ومع ذلك، يتردد في علاقته بظلمة، فهو يتوق إلى المطلق ولكنه يجد صعوبة في نسيان الجسد والغرائز الحيوانية.
ويتجسد هذا التردد في بنية الرواية، حيث تفتتح بحديث عن البعد الحيواني في أبو هريرة وتختتم بحديث عن البعد الإلهي في البطل. كما تجسد التردد في الشخصيات التي يرتبط بها أبو هريرة، فريحانة تمثل البعد الحسي الحيواني، بينما تمثل ظلمة البعد الإلهي.
وتجسد التردد أيضًا في الأماكن والأزمنة، حيث يرتبط شروق الشمس والصحراء بالحس والارتفاع إلى مقام الألوهية. وبسبب هذا التردد، يتردد أبو هريرة في علاقته بالجماعة، حيث يحاول إثبات ألوهيته فيهم وفي الوقت نفسه يعجز عن القضاء على صفاتهم الحيوانية. وهذا يجعله يشعر بالإحباط والتردد في علاقاته الإنسانية.
القدرة على التأليف :
تتجلى مسيرة أبي هريرة في صراعه المستمر بين منزلتين، وهو يتردد بينهما مما يخلق للبطل بعدا مأساويا ويجعل وجوده ذا غاية ومعنى. يتركز هذا الصراع حول البعد الحيواني والإلهي في الإنسان، وهو ما يشكل جوهر القصة.
ويؤكد هذا الصراع على فكرة أن قيمة جهد أبي هريرة لا ترتبط بالنتيجة التي يصل إليها بقدر ما ترتبط بمحاولته البحث عن منزلة أسمى رغم القيود التي تشد الإنسان إلى حيوانيته. وهذا يجعل من مسيرته رحلة ملحمية ومعنوية، حيث يتمثل الجوهر الحقيقي للقصة في هذا الصراع المستمر الذي يواجهه الإنسان في محاولته للوصول إلى المنزلة الإلهية والتخلص من قيود حيوانيته.
الخاتمة :
تتضمن رواية أبي هريرة تأليفا عاما يتمحور حول البعد الوجودي والإنساني، وهو ما يجعل القضية المطروحة في الرواية ذات أهمية كبيرة. فالرواية تسلط الضوء على صراع الإنسان الدائم بين البعد الحيواني والبعد الإلهي في وجوده، وعلى الرغم من صعوبة هذا الصراع، إلا أنه يجعل وجود الإنسان ذا غاية ومعنى.
وتبرز أهمية القضية المطروحة في الرواية في جعل مفهوم الأدب مرتبطًا بالالتزام بمنزلة الإنسان في الوجود وعلاقته بالقوى الكونية. فالإنسان يجد نفسه دائمًا محاصرًا بين قيود حيوانيته ورغبته في الوصول إلى المنزلة الإلهية، وهذا يجعله يبحث عن معنى وغاية لوجوده. ومن خلال هذه القضية، تتيح الرواية للقارئ فهم مكانة الإنسان في الوجود وأهمية بحثه عن الإلهي في وجوده.تحليل موضوع أدبي عن محور “حدث أبو هريرة قال”
ويفتح الاهتمام بالقضية المطروحة في الرواية الباب للتساؤل عن حدود مفهوم الالتزام في الأدب وعن مكانته بين مفاهيم أخرى للالتزام، فالرواية تسلط الضوء على أهمية الالتزام بمنزلة الإنسان في الوجود، وهو ما يجعل الرواية تحمل رسالة مهمة للقارئ وترفع من مستوى الأدب في مجتمعنا.