مصادر تلوث الأوساط المائية والمحافظة على سلامة هذه الأوساط والأمراض الناتجة عن تلوث المياه والوقاية منها
مصادر تلوث المياه والامراض تلوث المياه
درس مصادر تلوث الأوساط المائية والمحافظة على سلامة هذه الأوساط والأمراض الناتجة عن تلوث المياه والوقاية منها للسنة السادسة ابتدائي.
تعريف الماء
الماء هو ذلك المركب الكيميائي السائل الشفاف الذي يتركب من ذرتين هيدروجين وذرّة أكسجين، ورمزه الكيميائي: (H2O). ويحتل الماء 71% من مساحة الكرة الأرضية، ويتواجد بالصور التالية: المحيطات، الأنهار، البحار، المياه الجوفية، مياه الأمطار، الثلوج، ويتواجد أيضًا في الخلية الحية بنسبة 50-60%، وفي عالم النبات والحيوان أيضًا. ولا يتوقف وجود الماء عند هذا الحد، بل يمتد إلى العالم الخارجي (خارج نطاق الكرة الأرضية) في الغلاف الجوي حيث يكون على صورة بخار ماء.
تنقية المياه
تنقية المياه هي عملية إزالة الملوثات من المياه الخام. والهدف من ذلك هو إنتاج مياه صالحة للاستهلاك البشري (مياه الشرب). يمكن أيضًا أن تصمم لتلبية الاحتياجات الطبية والصيدلة والمواد الكيميائية والتطبيقات الصناعية.
تنقية المياه قد تزيل جسيمات الرمل، وجزيئات المواد العضوية، والطفيليات، والبكتيريا، والطحالب، والفيروسات، والفطريات، والمعادن مثل الكالسيوم والسيليكا والمغنيسيوم، والمعادن السامة مثل الرصاص والنحاس والكروم وغيرها.
يمكن أن تكون بعض عمليات تنقية المياه انتقائية لإزالة الروائح غير المرغوب فيها (مثل كبريتيد الهيدروجين) والتغيير في الطعم (إزالة المعادن) وتحسين المظهر (إزالة الحديد)، عادةً ما تحدد الحكومات معايير جودة مياه الشرب وتتطلب هذه المعايير الحد الأدنى/الأقصى للملوثات وتتضمن عناصر رقابة لإنتاج مياه الشرب.
في العديد من البلدان، تتطلب معايير الجودة كميات محددة من المطهرات (مثل الكلور أو الأوزون) في المياه بعد محطة معالجة المياه للحد من خطر إعادة تلوث المياه في نظام التوزيع. وكان وباء الكوليرا أحد أوائل الأمراض التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتلوث مياه الشرب. فقد أصيب حوالي 17000 شخص في مدينة هامبورج الألمانية بوباء الكوليرا خلال صيف عام 1829م، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن نصف تلك الأعداد. وتبين أن المصدر الرئيسي للوباء كان تلوث مصدر المياه في تلك المدينة.
تعتبر عملية التطهير باستخدام الكلور واحدة من أولى العمليات التي استخدمت لمعالجة المياه بعد عملية الترشيح، وذلك للقضاء على بعض الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات، وقد أدى ذلك إلى الحد من انتشار العديد من الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه مثل الكوليرا وحمى التيفوئيد. تشمل عمليات المعالجة الأخرى استخدام عمليات لإزالة صعوبة الماء مثل التليين وإزالة العكر مثل عمليات الترويب.
مسببات عملية تلوث المياه
تعتبر المياه العذبة من أهم الموارد الطبيعية التي يتعامل معها الإنسان بشكل مباشر، حيث يشربها ويستخدمها في طعامه ونظافته الشخصية والمنزلية. ولكن، يشهد العالم في الآونة الأخيرة تدهوراً كبيراً في مصادر المياه العذبة، وذلك بسبب عدم توجيه قدر وافر من الاهتمام لها.
تعتبر خزانات المياه التي يستخدمها الإنسان في حالة عدم وصول المياه للأدوار العليا من أهم العوامل التي تسبب تلوث المياه العذبة. فقد يتم ترك هذه الخزانات دون تنظيفها بصفة دورية، مما يعد غاية في الخطورة.
كما يعد قصور خدمات الصرف الصحي والتخلص من مخلفاته أيضاً من العوامل المؤدية إلى تلوث المياه العذبة. فتحتوي مياه الصرف الصحي على أنواع من الجراثيم والبكتيريا الضارة، نتيجة للمخلفات التي تلقى فيها ولا تحلل بيولوجياً، مما يؤدي إلى انتقالها إلى مياه الأنهار والبحيرات.
تسبب المصانع والصناعات التحويلية أيضاً في تلوث المياه العذبة، حيث تتخلص من مخلفاتها السائلة بدون معالجة في مياه المصارف الزراعية والترع. ويؤدي هذا التلوث إلى تفقد المياه حيويتها وتدهور بيئة تكاثر الأحياء الدقيقة التي تقوم بعمليات التمثيل للمواد العضوية الخارجة مع المخلفات الصناعية. كما تتكون طبقة كثيفة من الشحوم فوق مياه المصارف، وتسرب المواد الملوثة والمعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية.
يجب على المجتمعات والحكومات اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المياه العذبة والتحكم في التلوث، عن طريق تطوير خدمات الصرف الصحي والتخلص من المخلفات بشكل صحيح، وتشجيع المصانع والصناعات التحويلية على استخدام تقنيات تخليص المخلفات السائلة بطريقة صحيحة ومعالجتها. كما يجب علينا جميعاً العمل على ترشيد استخدام المياه العذبة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
نتائج تلوث المياه على صحة الإنسان
مرض الكوليرا
تتسبب بعض الأمراض في الإنسان نتيجة تلوث المياه، ومن أبرز هذه الأمراض مرض الكوليرا. يحدث هذا المرض عندما يتم تناول الطعام الملوث بجراثيم الكوليرا أو شرب المياه الملوثة بفضلات البشر والحيوانات، وتتمثل الأعراض في الشعور بآلام في الظهر والأطراف، والإسهال والتقيؤ. يمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق النظافة وتجنب تناول الطعام الملوث وشرب المياه الملوثة.
الحمى التيفية
كما تسبب المياه الملوثة بمرض الحمى التيفية، والذي ينتقل عن طريق تناول المياه الملوثة بفضلات البشر والحيوانات، أو تناول الخضروات والفواكه التي تروى بمياه ملوثة. تتمثل الأعراض في الحمى والصداع وآلام في الأمعاء. يمكن الوقاية من هذا المرض بشرب المياه النظيفة وغسل الخضروات والفواكه الطازجة قبل تناولها.
البوصفير
كما يمكن أن يتسبب تلوث المياه بمرض البوصفير، والذي يسبب التهاب الكبد وأعراضه اصفرار البشرة والعينين وفقدان الشهية. يتم العدوى بواسطة المياه الملوثة والفضلات الحيوانية والبشرية. يمكن الوقاية من هذا المرض بالتلقيح ومراقبة الأغذية والنظافة.
ويؤثر تلوث المياه أيضًا على الحياة البحرية، حيث تساعد مخلفات الزراعة والأسمدة في مياه الصرف على نمو الطحالب والنباتات المختلفة، الأمر الذي يؤثر على الثروة السمكية ويسبب تكاثر الحشرات مثل البعوض والقواقع التي تنقل العديد من الأمراض. وتتسبب حوادث السفن ونشاط النقل البحري في تلوث المياه بالنفط ومشتقاته، مما يؤثر على الحياة البحرية والبيئة بشكل عام.
تلوث المياه البحرية
يتسبب التلوث البحري في تلوث المياه بمختلف أنواعها، ويمكن أن ينجم عن عدة أسباب، منها التلوث الناتج عن حوادث السفن والناقلات والتي تتسم بانتشار سريع واسع النطاق حيث يمكن أن يصل مدى تأثيره إلى مسافة تبعد 700 كيلومتر عن منطقة التسرب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث التلوث بسبب مصادر أخرى مثل مخلفات الصرف الزراعي والمخلفات الصناعية وبقايا المبيدات الحشرية.
يؤدي التلوث البحري إلى تأثيرات سلبية كثيرة، ومن أبرزها تسببه في الإصابة بأمراض عديدة للإنسان، مثل الالتهاب الكبدي الوبائي والكوليرا والإصابة بالنزلات المعوية والتهابات الجلد. كما يؤثر التلوث البحري على الكائنات الحية الأخرى، مثل الثروة السمكية والطيور النافعة والشعاب المرجانية، ويؤثر ذلك بالتالي على الجذب السياحي والثروة السمكية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب مياه الأمطار في تلوث المياه، حيث ينزل المطر خالياً من الشوائب، ولكنه يتعرض للتلوث بمجرد ملامسته للهواء، وتنتج الملوثات الصلبة والغازية من المصانع والآلات والسيارات، وهذا يؤدي إلى تلوث المياه والتربة والكائنات البحرية.
بشكل عام، يمكن الحد من تلوث المياه عن طريق تشجيع الممارسات الصحيحة للتخلص من المخلفات والنفايات والمياه الملوثة، وتحفيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الحد من التلوث، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والحيوانات والنظم الإيكولوجية في المحيطات والمسطحات المائية الأخرى.
مياه الشرب والمحتوى المعدني وغير المعدني بها
يمكن إعادة صياغة المقال على النحو التالي:
يعد تلوث المياه بالمواد السامة أحد التحديات الكبرى التي تواجه البشرية في العصر الحديث، حيث يتعرض الإنسان للتسمم بالعديد من المعادن والمواد الكيميائية عند تناوله للمياه الملوثة. ومن بين هذه المواد السامة:
- الزئبق: يعتبر التركيز الزائد لهذا المعدن في مياه الشرب مؤشراً على تلوث الماء بالزئبق، ويمكن أن يتسبب في التسمم الحاد عندما يزيد تركيزه في جسم الإنسان عن 80 ملغم. وتشمل أعراض التسمم بالزئبق النميمة في الأطراف والشفاه واللسان، وضعف التحكم في الحركة، والإصابة بالعمى، وتأثيره على الجهاز العصبي، وتغيير في الجينات وولادة أطفال مصابون بالشلل.
- الفلور: هذه المادة مستخدمة في تنقية مياه الشرب، ويجب ألا يتجاوز تركيزها 1 ملغم/لتر، حيث تعتبر مفيدة لأسنان الإنسان حيث تمنع من تسوسها. ومع ذلك، إذا زادت عن الكمية المسموح بها للزيادة (أي تكون بتركيز 1.5 ملغم/لتر)، فإنها يمكن أن تؤدي إلى ظهور البقع البنية أو تفتت الأسنان.
- الكلور: تستخدم هذه المادة في تطهير مياه الشرب، وزيادة نسبتها في الماء يؤدي إلى تفاعل المركبات العضوية في الماء مع الكلور، مما يزيد احتمالات الإصابة بأمراض السرطان.
- الرصاص: تعتبر النسبة المسموح بها من هذا المعدن في مياه الشرب 0.1 ملجم/لتر، وإذا زادت هذه النسبة يحدث التسمم بالرصاص، ويأتي تلوث مياه الشرب بالرصاص من أنابيب التوصيل المنزلية. وتشمل أعراض التسمم بالرصاص الآلام في الجهاز الهضمي مصاحبًا بالقيء، والتشنجات في الجهاز العصبي قد يؤدي إلى حدوث شلل بالأطراف، والصرع، والغيبوبة، وتأثر اللثة بظهور خط أزرق مائلاً للسواد.
- الزرنيخ: يمكن أن يصل إلى مياه الشرب من المبيدات الحشرية أو من فضلات المصانع، ويمكن أن يؤدي إلى التسمم الحاد عند تناوله بكميات كبيرة. وتشمل أعراض التسمم بالزرنيخ الإصابة بالغثيان والقيء وآلام في البطن والإسهال، وقد يتسبب في التهاب الكبد والكلى والرئتين، وفي حالة التعرض لكميات كبيرة جدًا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
تختلف طرق التلوث بالمواد السامة في المياه، ومن بينها الصناعات والمبيدات الحشرية والنفايات الطبية وتلوث الهواء والمياه الجوفية. وتعتبر التدابير الوقائية والتحكم في المصادر الملوثة هي الوسيلة الأكثر فعالية للحد من تلوث المياه بالمواد السامة وحماية الصحة العامة. ويمكن استخدام تقنيات متطورة لمعالجة المياه الملوثة وتنقيتها، مثل الترشيح العكسي والأشعة فوق البنفسجية والأوزون.