درس في الفلسفة للأستاذ بشير الماجري محور الإنيّة بالغيريّة
ملخص محور الإنيّة بالغيريّة
درس قدمه الأستاذ بشير الماجري على القناة الوطنية التربوية ضمن دروس الفلسفة بعنوان “المضامين الإيتيقيّة لعلاقة الإنيّة بالغيريّة”.
-نحن لا نعيش إلّا مع الآخرين ضمن أفق إنسانيّ يحمل مضامين إيتيقيّة ويتأسّس ذلك في شكل مشروع منفتح.
-يتدرّب الإنسان على أخلاقيّات الانفتاح على ذاته ومع ذاته ليكشف أنّه ليس ذاتا فحسب بل هو ذات وآخر.
-التدرّب على اكتشاف الآخر يمرّ من ذواتنا حتّى لا يتحوّل هذا المشروع إلى اقتحام يستهدف الأنا.
-المفارقة التي يعيشها الإنسان أنّه بقدر ما يدّعي امكانيّة تغييب الآخر بقدر ما تزداد الرغبة في استحضاره.
ألا نتخيّل الآخر عند اشتياقنا له؟
ألا يتسلّل الآخر إلى ”حديقتنا السريّة“ بتعبير غاستون برجيه
عند افتقاده؟
ألا نفترضه وكأنّه بيننا ونحن الذين لم نلتقيه أبدا؟
ألم يحدث أنّنا التقينا بآخر نراه لأوّل مرّة وكأنّنا ننازع الآلهة في صفة خلقها وأنّه قد كانت لنا حياة في غفلة من ”سيلان الحياة الجارية“.
-في منطق السؤال تسكن التفاصيل نحو تعقّل السؤال والبحث عن الاعتراف بالآخر لا من جهة صيغته كاستفهام انطولوجي وإنما من جهة ثقل الاستفهام الايتيقي.
البحث في قيمة الآخر استعادة لسؤال مهجّر وشريد: ماذا بعد الاعتراف؟ هل يظلّ الآخر آخرا أم هو يصنع لنفسه من القيمة المُوجعة لإنسانية الإنسانية؟
ومن الأسماء القيميّة ما ينسينا صيغته الأصليّة كآخر؟
-ماهو هذا اللّحاف أو الغلاف القيمي الذي صنعته البشريّة لنفسها كماهيات أو جواهر حوّلتنا إلى سكّان جدد للقيمة؟
ألا يجب القول أنّ الإثبات القيميّ للآخر لا علاقة له بجغرافيّة الانطولوجيا وإنّما بثقل المعنى بحجم صعوبة التعايش إذا ما أردنا له أن يكون فنّا وبتضييق علاقات الصراع حينما لا نريد لها أن تكون حربا.
إنّه ”النموذج المشترك“ بتعبير هيدغير.
•-إنّ الاكتفاء بالسؤال عن الإعتراف قد يتحوّل إلى سؤال استنقاص إذا لم ندفع بالسؤال إلى أقصاه نحو السؤال لا عن القيمة فحسب بل السؤال عن قيمة القيمة بتعبير جيل دلوز. •-الانتقال من السؤال عن الاعتراف إلى السؤال ”عمّ“ بعد الإعتراف بالآخر؟
•-إنّ الاكتفاء بالسؤال عن الإعتراف قد يتحوّل إلى سؤال استنقاص إذا لم ندفع بالسؤال إلى أقصاه نحو السؤال لا عن القيمة فحسب بل السؤال عن قيمة القيمة بتعبير جيل دلوز. •-الانتقال من السؤال عن الاعتراف إلى السؤال ”عمّ“ بعد الإعتراف بالآخر؟
•يستند تقدير قيمة الغيرية إلى مستويات من المعنى ومن المضامين الإيتيقيّة فلم يعد الأمر يتعلق بالبحث في قيمة الآخر وإنّما أ صبح الأمر يتعلّق بالبحث في أصل القيمة أو قيمة الأصل بتعبير دلوز أو إثبات لقيمة الآخر برصد قيمة ما له قيمة.
أثر القيمة في الآخر كانسان ما ينتجه من قيمة إيتيقيّة في علاقته بالإنسان.
-تتضايف سجلّات القيمة رغم ما يظهر من تباين بينها واختزالا للتنوّع الإيتيقي في مجال القيم نشدد على ثلاثة أنواع من القيمة وهي: الصّداقة التي يتضايف فيها معنى المحبّة، ثمّ المسؤوليّة التي يتضايف فيها معنى الحريّة وثالثها العناية ويتضايف فيها معنى التقدير للآخر.
كلّ نوع من هذه القيمة لا يستقيم إلّا من جهة المعنى كتجربة عمليّة وفعلية ترتقي إلى مرتبة التعايش والتشارك والتقاسم التي تستدعي الآخر حتّى لا تُنْسَفُ هذه القيمة.
يمكن النظر إلى الصّداقة من جهتين: من جهة ذاتها كقيمة مثلما هو الأمر في الفلسفة الكلاسيكيّة مع أرسطو، ومن جهة نقيضها وهو العداوة مع نيتشه.
ما تمارسه الذات من انشغال بذاتها يتبرّر ضمنيّا بانشغال الذات بالآخر وهو ما يؤكّد أنّ الصداقة هي أكثر من علاقة مع الآخر إنّها أسلوب عيش مشترك. •فكيف تظهر الصّداقة وهي التي تمثّل جوعا إنسانيا إلى الآخر؟
-أساس الصّداقة هي الفضيلة لدى أرسطو. -الصداقة الحقيقية ليست عاطفة ذاتيّة وإنّما هي عاطفة منبثقة من المحبّة كخير.
– عندما يتمنى الناس الخير لمن يحبّون ومن أجلهم فلا يكون ذلك نابعا من المشاعر بل يكون انسجاما مع الخير.
-إنّ خير الواحد امتداد لخير الآخر. كلّ منهما خير للآخر.
يقسّم أرسطو في كتابهL’Ethique à Nicomaque الصّداقة إلى ثلاثة أنواع: •صداقة غرضها اللذّة يهدّد مشاعر هذا النوع من الصّداقة الزوال والعطب . •صداقة من أجل المصلحة وتبادل المنافع. •صداقة غرضها الفضيلة وهي الصداقة الأرقى والأسمى.
حيثما ولّى الإنسان وجهه فثمّة قيمة يعيش بها إلى حدّ أنّ العداوة ذاتها تصبح مولّدة للقيم هكذا تستدرجنا إرادة القوّة إلى الاحتفال بالحياة.
ترجّنا فلسفة نيتشه لتلحق بنا كعادتها كدمات أخلاقيّة وصدمات إيتيقيّة حينما يتحوّل مفهوم العداوة الخلاقة إلى نموذج لإبداع القيم.
لا جدوى من حكمة القوي وقوّته إذا لم يستمدّ منها استقواءه على الأغيار.
ضمن سجلّ إيتيقي آخر يكشف مفهوم المسؤوليّة عن مضمونه الإنساني في إثبات هذا الثقل القيمي الذي تستمدّ منه علاقة الإنيّة والغيريّة كثافتها.
يلتقي الإنسان مع الآخر أكثر من مرّة وكلّها لقاءات مثبتة للمضامين الإنسانيّة فيها ليكون منطلقها أنطولوجيا ولكن ثوابتها إيتيقية.
-لا يجب نسيان الوجود مرتين حتى لا تسقط كائنات الوجود في النسيان مرة أخرى.
ونحن نتذكر الوجود نتذكر الإنسان كقيمة فيه.
-تبحث فلسفة هيدغر عن تصوّر للوجود أصيل الذي يتحدّد معناه من خلال ما يسمّيه الدازاين أو الكائن هناك أو الوجود الإنساني الخاص والمتموقع في زمان مخصوص وفي مكان معيّن.
-يمثّل الدازاين مدخلا لإرساء مقوّمات أنطولوجيا عامّة للوجود.
-يستعيد مفهوم الوجود حضوره بعد أن أسقطته الإنسانيّة في النّسيان.
”الوجود مازال ينتظر بعد أن يصبح جديرا بأن يفكّر فيه الإنسان“.
-الإنسان راع للوجود.
ما الإنسانويّة؟
يجيب هيدغير هي التأمّل والإنشغال بالكيفيّة التي يكون بها الإنسان إنسانا وليس لا إنسانا.
أن يكون الإنسان لا إنسانا حينما يمكث خارج ماهيته.
-العناية تخصّ الانهمام الأصيل أي كينونة الآخر وليس المقصود من هذا شيئا ما يهتمّ به يرام به مساعدة الآخر على أن يصير شفّافا في انهمامه وعلى أن يصبح حرّا ”من أجل نفسه“.
-نحن لا نغادر الايتيقا لأننا لا نغادر الوجود. -نحن لا نغادر المعنى لأننا لا نغادر الإنسان فينا. -ولا نغادر الآخر إلا إسما لأنه الأنا ذاتها.