فقرات للإثراء في الإنشاء من محور الحي -السابعة أساسي
يقدم لكم الموقع التربوي نجحني مجموعة من فقرات للإثراء في الإنشاء من محور الحي -السابعة أساسي.
البيت المهجور
حقا لكم خفت من ذلك البيت في حينا بل إنه كان مصدر رهبة وأي رهبة. فهو يشبه منازل أفلام الرعب. أبوابه مكسورة ونوافذه قاتمة متسخة الزجاج وأكوام
القمامة تحيط به كانه مكب نفايات حتى اني خلته في ما سبق مسكونا بالأشباح وظل هذا الهاجس يراودني وقتا طويلا. وذات يوم كنت مازة من أمام ذلك البيت لا
بتاع بعض الحاجات من متجر قريب فتوقفت وفكرت كثيرا قبل أن أصل إلى قرار حاسم.. لا بد أن أتخلص من خوفي وان اثبت لنفسي أن ما أفكر فيه وهم ولا علاقة له بالواقع فأخذت نفسا عميقا وتسلحت بشجاعة كبيرة قبل أن تطأ قدمي عتبة الباب وأدلف إلى الداخل. أجلت عيني في المكان وشككت للحظة اني في الكهوف المخيفة في باطن الأرض أو في مكان من تلك الأمكنة المفزعة التي كانت جدتي تصفها لنا عندما تروي لنا خرافاتها المرعبة حتى تجعل قلوبنا الصغيرة تخفق بسرعة.
أحد سمعت صوتا ورايت حركة فأغلقت عيني للحظة ثم ما لبثت أن استعد رباطة جاشي وفتحتهما من جديد . وامعنت النظر فلم أر شيئا. وصعقت عندما وجدت نفس فجأة إزاء ولد حافي القدمين رث الثياب لم أكن أعلم من اين اتى وكل ما اعرفه اثني أطلقت ساقي للريح وقفزت عتبة الباب قفزا ولم التفت ورائي إلى ان وصلت إلى المنزل.
ومنذ ذلك اليوم لم أعد أمر من هناك إلا – برفقة شخص كبير.
لكنني تشجعت يوما فصارحت صديقتي بمخاوفي وآلامي فتفاجأت أنها تعاني مثلي من الخوف. فقررنا تحدي خوفنا واكتشاف سر البيت المهجور. فقصدناه ذات يوم فدفعنا الباب بحذر فانفتح. فولجنا خائفين ورحنا نتقدم نحو بابه الرئيسي فجأة برز أمامنا رجل بدين يسألنا بهدوء عما نريد. فصدمتنا المفاجأة ورحنا نصرخ بكل عنف ونحن نحاول الهرب فطمأننا وهذأ من روعنا وأذهب عنا الخوف. فسألناه
عن هويته فأعلمنا أنه المالك الجديد للمنزل. ولما سألنا عن سبب صراخنا أخبرناه ب الحقيقة. فضحك وقال بأن المنزل كان ملكا لأحد الأثرياء وقد غادر البلد منذ زمن
وأن السكان تجنبوا الاقتراب منه لأنهم يخشون سلطته. لكن الوضع تغير الآن بعد أن اشتراه وقد لاحظنا فعلا ذلك التغير فقد تفاجأنا يوما بالباب مفتوحا على مصراعيه وبالنواف كذلك ولاحظنا حركة تنظيف داخله ثم ما لبثنا أن شاهدنا أثاثا قديما يخرج ويستبدل بآخر جديد .
وبعد ايام وصلت أسرة المالك الجديد ويالفرحتنا لقد كان له أطفال في سننا سرعان ما تطورت العلاقة بيننا فصرنا ندخل الحديقة ونلهو ونلعب طويلا. فيالها من ذكريات.
عبق الحي
في حيي تعبق أنفاس الخزامي والرياحين. وأينما أجلت نظرك طالعتك البيوت النظيفة الجميلة تتحدث في صمت عن ذوق أصحابها واهتمامهم ب الأشجار والأزهار.
في حيي عرفت الحب والأمان واللعب. فيه بدا وعيي بالعالم من حولي. وفيه تجسدت أمامي معاني الطبيعة البشرية في التعارف و التعايش والاجتماع. فما هو إلا – منبع لكل عاطفة نبيلة سرى طيبها في نفسي عندما كبرت. منه تعلمت معنى الإخلاص والولاء للأرض وللوطن..
حينا العتيق جسد واحد. تمثل عناصره المعمارية وسوقه ومدرسته وكتابه ومسجده وشوارعه وبطحاؤه وكل أركانه أعضاءه التي إن اشتكى احدها تداعى لاشتكائه باقي الأعضاء بالسهر والحمى.. أما روحه فهي العلاقات الرابطة بين سكانه وهي تلك الألفة التي يندر أن تجد لها مثيلا في
الأحياء العصرية..
ذكريات الطفولة
فجأة نفض النسيان غباره عني وأعادني بالذاكرة إلى أيام طفولتي، إلى أيام خلت ومضت کومض البرق. هي لحظة خاصة جدا اعيشها الآن، لحظة تعيدني إلى سنوات بعيدة جدا ، حاولت ركوب قطار الذكريات طالبا العودة إلى المحطات الأولى في حياتي، والتوقف عند
المحطات القريبة التي توفر لي قدرا من الامان النفسي، و أجمل ما في التقدم بالعمر أنه يجعلك تستصغر أمورا كثيرة كانت تستهلك طاقتك ومشاعرك يوما ما !
كم جميلة هي ذكريات الطفولة، فالجميع لديه تلك الذكريات. إنها حالة من الحنين تداعب مشاعرنا وجزء لا يتجزأ من ذاكرتنا ، فلا أحد يستطيع اختراع طفولت أو شراءها من محلات لبيع الألعاب !
ساعود إلى خزان الذكريات وبراميل الذاكرة قبل أن يجف ماؤها وتموت خلاياها، أنفض الغبار عنهما، فكم هي الصور والمشاهد التي تختزنها ذاكرتي ، فانا لا زلت احتفظ في سجل ذاكرتي مرحلة طفولتي ، التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة ،إنها منقوشة على رخام المخيلة لا تقوى عليها السنون، هي قدر لا مفر منه، هي حالات شعورية تداعب عواطفنا وافكارنا !
ساعود إلى دفاتري المحشوة بالذكريات العتيقة أتكن عليها وكان حديثا ووشوشات تدور بيننا ! تشققات الجدران في أركان بيتنا تروي حكايات قديمة ، جديدة، متجددة لرحلة البناء و الدفء والحنان، خيوط العناكب تقرا شيخوخة الجدران والنوافذ والأبواب!
کنا صغارا نلهو وتلعب ولا ندري ماذا تخفي لنا الحياة في الأيام القادمة، كنا نلهو بالحياة ، دون أن نعلم ان الحياة ستلعب بنا عندما نكبرا ترسخت حارتي في عقلي وقلبي وعيني ، كان الطعام يسكبه الجار لجارد، الجيران يتعاطفون ، فرح واحد يخص الجميع ، والحزن مشترك .
النسوة يعرن المصوغ الذهبي في المناسبات دون خوف من استغلال أو سرقة أو إنكار ، الرجال يحافظون على أعراض نساء الحارة كأعراضهم ، الأرملة والفقيرة لا تعرف من أين تأتيها لوازم واحتياجات البيت والأولاد .
يا للأسف الحارة الآن فقدت هويتها وأخلاقها !
العيد في حينا
إن يوم عيد الأضحى يقترب. وبدأ العد التنازلي وعمت مظاهر الفرحة والبهجة البيوت. وجلبة صياح الكباش وتجاوبها في معزوفة مشتركة بات اللحن المطرب
للسامعين. ولعل أسعد المخلوقات كلهم هم الأطفال فنحن مستعدون دوما لتقديم الخدمات حتى وإن كانت مرهقة ما دامت في خدمة كبش العيد فترانا نتمايل بحزمة العلف التي نشتريها من العم مفتاح فلا ح الحارة الذي يفتح دكانه خصيصا لبيع العلف والفحم في هذه المناسبة.
وكنا نقضي يومنا منشغلين عن العالم بكباشنا فما إن يشرق صباح يوم جديد حتى نهرع بها إلى بطحاء الحي نتباهى بقرونها الطويلة وصوفها الناعم وشرائطها الملونة. ونمضي وقتا أشبه بالحلم نمرح مع الخرفان نطعمها تارة وندعها لتتناطح تارة أخرى.
غير أن بيتا واحد حافظ على صمته وهدونه والتزم فيه أطفاله منزلهم. فلم يشاركوا في هذه الجلبة ولا في هذه الاستعدادات. وكأنهم لم يسمعوا بأمر العيد.
حتى وإن صادف خروج أحدهم فإنه سرعان ما يختفي وكأنه يخشى شيئا ما. حز في نفسي أن يختفي صديقي سعيد ابن جارنا المسكين وأل يشاركنا فرحة العيد واحترت في أمري وسألت اختي فهي صديقة مريم أخت سعيد فقالت في
اسى:”إن أبا سعيد قد أصيب بمرض أقعده عن العمل وزوجته المسكينة لا تستطيع شراء كبش لأولادها فالموارد نضبن وعيشهم بات صعبا.”
ألمني الخبر واحسست أن المسألة تخصني وأخذت أفكر كيف السبيل لإدخال الفرحة على البيت التعيس؟تهت وراء أفكاري ولم ألب أن صحت:” وجدتها.. وجدتها..”
وهرعت دون أن أشعر إلى البطحاء اجتمع باصدقائي أخبرهم بقصة جارنا المسكين وأحاول أن أشعرهم بقيمة التضامن والتعاون في هذه المناسبات.
حديقة الحي
تتوسط حينا الصغير منطقة خضراء كأنها قطعة من الجنة. هواؤها يشفي العليل وجمالها ينعش المعافى ، كنا قد غرسنا فيها أشجارا فينعت واشتدت وصارت متشابكة الأغصان،فاتخذتها الطيور المزقزقة مقرا أمنا أما الزهور الملونة فهي تضيف بهجة على المكان لذلك ترى الفراشات هنا وهناك محلقة سعيدة.
هذه الحديقة الغناء تميز حينا عن بقية الأحياء، ولها مكانا أثيرا في قلوبنا. فقد لعبنا فيها وتسابقنا إلى أن جرى الدم في عروقنا وتوزدت خدودنا وانبسطت اساريرنا.
لقد كانت ملجني عندما أحس بالملل والضيق أو أحسست بالحاجة إلى مطالعة كتاب أو قراءة مجلة.
وذات يوم بينما كنت في جمع من الأصحاب نمضي وقتا مفيدا: هذا يتصفح كتابا و الآخر يلعب مع صديقه لعبة الشطرنج إذ بمجموعة من الشبان الفاضيين المزمجرين
يقبلون علينا وفي ايديهم فؤوس وفي عيونهم شرر يتطاير. وشرعوا يقطعون الا غمان ولم تسلم الورود والزياحين من شرهم فقد داسوها بالأقدام وأخذوا يعبثون
هالنا ما يحدث وعقدت ألسنتنا وشلت أطرافنا فلم نستطع الدفاع عن الفناها والفتنا.
بكل شيء.
جنتنا التي ولفا رأونا نرمقهم بنظرات السخط والاشمئزاز من فاحش صنيعهم انهالوا علينا ضربا بأغصان الشجر وهم يضحكون ملء أشداقهم وانصرفوا غير عابنين بالامنا.
صاح أخي الصغير “لقد أفسدوا كل شيء الأشجار، الورود، النباتات العطرية،
اعشاش العصافير لم يتركوا شيئا . لماذا فعلوا هذا؟
كان الحزن يملأ نفسي ويعتصر فؤادي كنت كمن يمزق من داخله . قال منين ماتت حديقتنا التي كنا نرعاها كامل اوقات فراغنا”.
ساد الصمت ونكست الرؤوس فلم استطع كبح جماح نفسي المتألمة فقلت:” لا تيأسوا يا أصدقائي .. إن ما فعلوه بحديقتنا شنيع ولكننا سنفعل المستحيل لنفيد
لها الحياة. فقال الأصدقاء بصوت واحد:” موافقون.. هيا بنا إلى العمل والكد وسننجح بإذن الله”.
قررنا أن نبدأ في العمل دون تباطؤ . فقسمنا الأدوار بيننا وحضرنا المستلزمات
واقتنينا المشاتل المناسبة ثم شرعنا في العمل.
ولما أنهينا علقنا لافتات مليئة بحكم ومواعظ ينهل منها كل ذي لب سليم، وجعلنا ننظر بفخر واعتزاز إلى ما صنعته أيادينا المتقنة.