ان الفيروسات جد صغيرة لدرجة اننا حين نود أن نتحدث عن حجمها، فمن الضروري استعمال وحدة خاصة للطول تسمى«ملليمیکرون»، ويساوي الملليمكرون Millimicron واحد على مليون من الملليمتر. وأكبر الفيروسات، وهي التي تسبب الجدري Smallpox يصل قطرها الى حوالي ۲۵۰ ملليميكرون، أما فيروسات شلل الأطفال Poliomyelitis فتعتبر من أصغرها، ويبلغ قطرها فقط حوالي ۲۷ ملليميكرون. ولأن الفيروسات بهذا الصغر، فليس من الغريب انها تستطيع أن تمر بسهولة من ثقوب المرشح. وقد هجرنا الآن اصطلاح « الفيروس القابل للترشيح» واستعضنا بدلا منه كلمة « فيروس »فقط.
وتركيب الفيروسات بسيط جدا اذا قورن بکائنات مثل الكائنات الوحيدة الخلية. وأهم أجزاء الفيروس هو محوره (قطبة Core)، وهو من مادة تسمى حمض النيوكليك Nucleic Acid . وهذا المحور محاط بطبقة من البروتين Protein يظهر انها تعمل كدرع واحد لحامض النيوكليك.وتحتوي بعض الفيروسات الأكبر على تشكيلة من المواد الأخرى، ولكن ليس من المعروف حتى الآن أي الوظائف تؤديها هذه المواد.
ومن أهم سمات الفيروسات انها تعيش على انسجة الكائنات الأرقی ، وتعدي Infect بعض الفيروسات الإنسان والحيوانات ذات الدم الدافيء، وبعضها يعدي النباتات، بل إن بعضها يعدي الجراثيم. وبمجرد دخول الفيروس في جسم عائلة Host المحدد، فانه يجد طريقه الى خلية من خلايا الأنسجة، ويبدأ في التكاثر هناك. وهذا التكاثر «داخل الخلية Intracellular Multiplication وانتشار الفيروس
الجديد الى خلايا أخرى، وهما المسؤولان عن علامات وأعراض Symptoms الأمراض الفيروسية. ومن الطريف أن نلاحظ أنه رغم أن بعض الفيروسات يمكنها أن تظل « حية» لفترة طويلة في الهواء والتراب والماء، الا انها لا تكون قادرة على النمو و التكاثر الا بعد ان تدخل في احدى الخلايا.
وعلى عكس معظم الجراثيم، فان الفيروسات لا تتأثر بفعل الأدوية المضادة اللحيويات Antibiotics ، ولهذا السبب فان علاج العدوى الفيروسية ليس ناجعا الى حد ما. ولكن لحسن الحط فان الكثير من أمراض الفيروسات الخطيرة رغم ذلك يمكن منعها في الوقت الحاضر عن طريق التطعيم Vaccination.
