موضوع إنشائي عن مرض الأم
موضوع إنشائي منجز عن مرض الأم.
الموضوع:
تعرضت أمك إلى وعكـة ألزمتها الفراش أحدثـت في الدار فـوضى تكاثـفت الجـهود للـحفاظ عـما كان يسـود البـيت مـن نظام و انسـجام
أكتب نصـا سرديـا تروي فيه ما حدث مبيـنا أثر وجود و غياب الأم في حياتك.
التحرير:
كل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم. تلك هي أمي فأنا أحتار إن كانت أمي هي النور أم أن النور هو أمي بوجودها لا ينشغل لنا بال ، ولا يثقل لنا كاهل ، ولا يصعب علينا أمر ، كل العراقيل تذلل وكل الواجبات تؤدى …لا تنام حتى ننام ولا تستريح حتّى نستريح تفرح لفرحنا وتحزن لحزننا . وتسعد لنجاحنا وتدفعنا إذا تقاعسنا ….فكانت حياتنا نعيما وهدوءا.
وفي صباح لم تشرق له شمس ولم يعبق له عطر لم يتناه إلى أسماعنا صوت أمية استغربنا غيابها وهرعنا إليها نطمئن عليها فإذا بالعظيمة طريحة الفراش تتأوه . توجسنا وقرعت قلوبنا صدورنا . فأمي لا تلزم الفراش إلا لأمر جلل . قال أبي بصوت امتزج فيه الجد بالخوف وابتسم ابتسامة متكلفة محاولا إخفاء ما يبطن من قلق ليطمئننا :” لا تقلقوا أمكم
مريضة . لكنها ستتجاوز المحنة وتغلب العدو وفي انتظار ذلك لن ندخر جهدا في العناية بها ” دوت كلماته في أذني دوي الرعد فأنا لا أقوى على رؤية أمي واهنة ضعيفة فأمي تلك الفراشة التي تملأ البيت بألوانها الزاهية . وتلك النخلة التي تشيع في الدار صخبا بحركاتها الخفيفة صوتها نعم شجي يداعب أوتار قلبي . وماهما إلا يومان حتى عمت المنزل فوضى عارمة .
وانقلب المكان الذي كان يعبق بالعطر والجمال إلى مطرح تبغضه النفس ولا يطيبفيه المقام . فانتفض أبي معاتبا ، موجها أمرا بأن يهتم كل بشؤونه ولا يحدث اختلالا . وكمأدركنا ثقل دور أمي فقد كانت تشقى في ما كنا تنعم برغد العيش . وكانت تتكبد عناء لنهناً بالراحة أه يا أمي ما أجلدك إسبحان الذي وهبك كل هذه القوة لتصبري .مرت أيام سوداء في ظلمة الليل لا طعم ولا سكن فيها تقاسمنا فيها الأدوار بل وتنافسنا على قضاء شؤون أمنا فقد
كانت فرصة لنرد بعض جميلها وكنا نصلي ونبتهل إلى الله كي تسترد الحبيبة عافيتها و سالف نشاطها … تكفل أبي بتهيئة الطعام الذي تحبه مهجة قلبه . والتزمت أختي بنظافة الغرف وتعطيرها بالبخورالفاخر الذي يشرح صدر أمي . وعمدنا جميعا ترتيب أدواتنا وإنجاز واجباتنا في كنف النظام فذاك يسعد قلب أمي . أنا فاهتممت بقضاء كل ما تحتاجه الغالية وتنفيذ ما تأمرني به دون تلكؤ أو تهاون ولم أنس أن أسري عنها بالملح ونقل ما يدور في الجوار حتى لا تخفى عنها خافية.
مر الأسبوعان ومع مرورهما تنفسنا الصعداء فقد انحسر عن نفوسنا الشعور بالقلق عن صحة أمنا فقد تماثلت للشفاء .ومنذ تلك الحادثة ما عاد عبء المنزل حكرا على أمي بل تعلم كل فرد أن يهتم بشؤونه حتى تظل ريحانة المنزل تعبق بالعطر . صحيح أن الأم شمعة تنير دروبنا المظلمة . وقلبها كعود المسك يضوع شذاه ولكن تلك الشمعة لا يجب أن
تنطفئ بجحودنا وأنانيتنا وذلك القلب يجب أن يظل نابضا بحبنا وامتناننا.