نشاط تأليفي: الشعر الوطني- شعر الشابي مثالا
محور الشعر الوطني الأولى ثانوي
نشاط تأليفي: الشعر الوطني- شعر الشابي مثالا. نشاط للسنة الأولى ثانوي . يمكنكم أيضا قراءة شرح نصوص محور الشعر الوطني الأولى ثانوي.
الخصائص الفنية
لقد تميزت قصيدة الشابي بتنوع أساليبها و خصائصها الفنية و ذلك خدمة لمضمون القصيدة الوطني سواءِا كان الخطاب موجها للمستعمر أو للشعوب المضطهدة
الإيقاع
لقد تميز الإيقاع في قصيدة الشابي بحماسيته و ذلك بفضل الأوزان التي أحسن انتقاءها و من أهمها المتقارب التام و الأوزان الطويلة وذلك ليسهل انتشارها و تلحينها و تخليدها و قد برز ذلك في العديد من قصائده مثل “إرادة الحياة””إلى
طغاة العالم””تونس الجميلة”…إضافة إلى أنه قد تمرد على وحدة الروي كما برز في قوله
“حذار فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجن الجراح
تأمل هنالك…أنى حصدت | رؤوس الورى و زهور الأمل”
و أيضا وحدة التركيب …
الحقول المعجمية
لقد كثرت في قصائد الشابي المعاجم و تعددت لعل من أبرزها معجم الطبيعة زاهية مزهرة كانت او ثائرة مثل قوله
“رويدك لا يخدعنك الربيع و صحو الفضاء و ضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام . وقصف الرعود و عصف الرياح”
و كذلك المقابلة بين عدة معاجم مثتل معجمي الموت و الحياة كما برز في قوله
“و من لم يعانقه شوق الحياة . تبخر في جوها و اندثر”
و أيضا معجمي النضال و القمع
“كلما قام في البلاد خطيب | موقظ شعبه يريد صلاحه
ألبسوا روحه قميص اضطهاد فاتك شائك يرد جماحه “
و العديد من المعاجم الأخرى مثل معجم النور و الضياء
“إلى النور فالنور عذب جميل إلى النور فالنور ظل الإله”
و معجم الغزل و الحب
“لا أبالي وإن أريقت دمائي . فدماء العشاق دوما مباحة”
الأساليب البلاغية
لقد وظف الشاعر في قصائده أساليب بلاغية عدة من أبرزها الاستعارة و ذلك لأنه أراد توسل الرمز لإيصال مضمون القصيدة
“وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الأسى في رباه”
و أيضا التشبيه “خلقت طليقا كطيف النسيم وحرا كنور الضحى في سماد”
إضافة إلى الكناية و المجاز بأنواعه…
الأساليب الشرطية التلازمية
لقد توفرت بشدة في قصائد الشابي و ذلك لأن تواترها يخدم أمرين أولهما البعد الحجاجي الذي انتهجه الشاعر و ثانيهما النزعة الحكمية.
“إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”
“ألا انهض و سر في سبيل الحياة . فمن نام لم تنتظره الحياة”
ثنائية الإنشاء و الخبر
لقد أجاد الشاعر توظيف هذه الثنائية التي استحضرها بعيدا عن المعاني الأصلية ليؤكد المعنى البلاغي للإنشاء بأساليبه والخبر و في الغالب أفادت هذه الثنائية غضبا من جمود شعبه و رضوخه للمضطهد.
“فمالك ترضى بذل القيود .| و تحني لمن كبلوك الحياة”
“ألا انهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة”
و أيضا لكشف جرائم و أعمال المستعمر الدنيئة
“سخرت بأنات شعب ضعيف .| وكفك مخضوبة من دماه”
و توعده باستقلال و نصر قريبين
“سيجرفك السيل سيل الدماء و يأكلك العاصف المشتعل
المعاني المميزة للشعر الوطني
معنى الوطنية
*حب الوطن و التعلق به و الولاء له فللوطن بمثابة الحبيب الذي يفصح له العاشق عن الحبّ الذي يكنّه له فيقول مستعملا معجما غزليا
“أنا يا تونس الجميلة في لجج الهوى قد سبحت أي سباحة”
*الدفاع و الذود عن الوطن
*الاستعداد للتضحية و الاستشهاد في سبيله
“لا أبالي و أريقت دمائي . كدماء العشاق دوما مباحة”
*تحريره من القمع و الاستبداد و هذه المعاني غير متنافرة بل متكاملة تتحقق الحرية
“ضيع الدهر مجد شعبي ولكن سترد الحياة يوما وشاحه”
التشهير بجرائم المستعمر
يعتبر هذا المعنى الذي يكشف حقيقة المستعمر المضطهد من أهم المعاني الوطنية فهو يدل على وعي و رغبة في التوعية فهذه الجرائم تصنف ضد الإنسانية لأنها تطال البلاد.
“و سرت تشوه سحر الوجود و تبذر شوك الأسى في رباه”
و العباد “تأمل هنالك…أنى حصدت | رؤوس الورى و زهور الأمل”
الدعوة إلى التمرد و النضال
وردت صريحة كما وردت ضمنية أما الصريحة حين وجه الخطاب مباشرة إلى
الشعب محفزا إياه ليسترد حريته ووطنه الذي سلب منه
” ألا إنهض و سر في سبيل الحياة . فمن نام لم تنتظره الحياة”
“فمالك ترضى بذل القيود .| وتحني لمن كبلوك الجباه؟”
و أما الضمنية فهي عندما يخاطب المستعمر و ضمن خطابه رسالة للشعوب
“سيجرفك السيل سيل الدماء | و يأكلك العاصف المشتعل”
التبشير بغد أفضل
من الملاحظ أن قصائد الشابي لا تنتهي إلا متفائلة آملة مبشرة بالحرية و الاستقلال. متنبئة بغد أفضل بل أيضا تؤكد أن النضال وحده قادر على تحرير الوطن إن كانت نتيجته الاستشهاد
“إلى النور فالنور عذب جميل .. إلى النور فالنور ظل الإله “