شرح نص في الجريد – الثامنة أساسي – محور المدينة والريف
شرح نص في الجريد 8 اساسي
شرح نص في الجريد للسنة الثامنة أساسي من محور المدينة والريف. نص من نصوص العربية 8 اساسي.
التقديم المادي :
نص وصفي سردي بعنوان في الجريد يندرج ضمن المحور الاول المدينة و الريف للكاتب التونسي البشير خريف. مقتطف من كتاب الدقلة في عراجينها.
الموضوع:
يصف لنا السارد الحياة في الجريد و مختلف الانشطة كل صباحا. مبرزا طبيعة شواغل اهله في موسم جني التمور .
الوحدات حسب معيار وصف الحياة في الجريد :
1- من البداية الى تتحرك الاسباب: الحديث عن الجريد بصفة عامة .
2- بقية النص: انشطة اهالي الجريد بصفة مفصلة.
افهم:
الموصوف: الجريد الواصف: السارد قناة الوصف: البصر / الذوق / السمع و الشم.
2- معجم الحركة الدال على انبعاث الحياة في الجريد من جديد: نشطوا ، يفد ، تضج ، تتحرك ، تعمر ، تتجمع ، ذهبت ، حللت ، يعمل.
3- نوع الجمل التي وظفها السارد في الكشف عن الانشطة التي يشهدها الجريد المستيقظ: جمل فعلية ، تحتوي النعت و الحال ، جمل اسمية.
4- طبيعة شواغل اهل الجريد في هذا الموسم: البحث و الاستفسار عن ثمن انواع التمر الاستفسار عن احوال البيع و المبادلات داخل السوق الاستفسار عن اسعار الجنان و الاراضي الاستفسار عن الخضر و الغلال.
5- المواضيع: المبادلات المعجم المستعمل: معجم الحركة و معجم الاستفسار و معجم التبادل السكان: المعجم المستعمل : معجم الحركة و معجم السؤال و معجم العمل الطقس.
المعجم المستعمل: معجم المطر و الحرارة و التقلب الانشطة : المعجم المستعمل: معجم التنوع و التبادل و الحركة المباهج: المعجم المستعمل : معجم العمل و معجم الحركة.
6- التحولات الطارئة على مشهد الحياة في الريف : كثرة الوافدين و الزائرين و السكان و الضيوف وجود فنادق في الريف كثرة المبادلات التجارية: العرابين و الشركات.
رؤوس الاموال ، المساومات ، عقد مؤامرات و التجسس وجود مقاهي و مدارس وجود مشاريع و اخصائيون في الاقتصاد وجود بنائون و حدادون و نجارون.
أنتج:
حين لاحت تباشير الصباح يخرج الفلاحون من اوكارهم سعيا للعمل الدؤب و للمشاركة خاصة في جني التمور بمناسبة حلول هذا الموسم الذي يعتبر احدى مباهج اهل الجريد. فينتشر الاهالي رجالا و نساء و شبان مكافحين على مدى الواحات رغم قساوة الظروف محملين بالادوات الازمة و التي سترافقه طيلة هذا الموسم.
يشمر كل فرد على ذراعيه : قماش سميك يفتر تحت أشجار النخيل لحماية التمور المتساقطة من التعفن او الالتصاق بالرمل لكي لا يقلل من صلاحياتها. فيهتم شبان صغار بتغطية سطح الاتربة واحدة تلوى الاخرى فبدت الجنان و كانها زربية حاكت خيوطها يد صنيعة و فأوس و ادوات للترطيب و بعضها لقطف التمور و بعضها للتمور اللينة او الجافة . رجال يقفون تحت ظلال النخيل يقدمون المساعدة لكبار الفلاحين المتخصين في جني التمور و بعد هذه الخطوات المهمة يقع تجفيف حبات التمر. ثم ياتي اخصائيون لتفقد التمور و التاكد من صلاحيتها ثم تنقل شاحنات عظمى اكياس التمر المجفف الى السوق و تعرض للبيع و تبدأ المساومات و المؤامارات ليصل التمر يشهي النفس و يغذي الروح.
أتوسع: الحياة في البادية
لبادية تشير إلى المناطق الصحراوية والقاحلة التي تفتقر للنباتات الكثيفة والماء. يعيش الناس في البادية وفق طرق حياة متكيفة مع الظروف القاسية للبيئة. إليك بعض المعلومات عن الحياة في البادية:
- الموارد الحيوية: يعتمد الناس في البادية على الموارد الطبيعية المحدودة المتاحة، مثل الماء والنباتات المتناثرة والحيوانات البرية. يستخدمون الحيوانات في الرعي والصيد واستخراج الموارد الأساسية.
- الاستدامة: تعتمد الحياة في البادية على استخدام الموارد بشكل مستدام والحفاظ على التوازن البيئي. يتعلم الناس في البادية كيفية الاستفادة الأمثل من الموارد المتاحة وتجنب الإسراف والتلوث.
- الهجرة والتنقل: نظرًا لعدم توفر الموارد الدائمة في مناطق البادية، يلجأ الناس إلى الهجرة الموسمية أو التنقل بحثًا عن مواطن جديدة للرعي أو البحث عن مصادر الماء والغذاء.
- السكن: يقيم السكان في البادية في خيام أو مساكن بسيطة تتيح لهم الحماية من العوامل الجوية القاسية. يعتمدون على تقنيات البناء المحلية والمواد المتاحة في المنطقة.
- الثقافة والتراث: يتميز سكان البادية بثقافاتهم الفريدة وتراثهم التقليدي. تشكل المهارات الحرفية والأنشطة التقليدية مثل الغناء والرقص والحكايات جزءًا مهمًا من حياتهم وهويتهم.
حياة البادية تحمل تحديات فريدة وتعتمد على قدرة الناس على التكيف والاستدامة في وجه الظروف الصعبة. يتطلب البقاء في البادية المرونة والمعرفة العملية للاستفادة من الموارد المتاحة والحفاظ على الروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط الناس في هذه المناطق القاسية.
النص:
:نص في الجريد
يَسْتَيْقِظُ الجريدُ النّائمُ على أبْوابِ الصّحراءِ، أشْعَثَ، أغْبَرَ، يَسْتَيْقِظُ كَمَنْ نُفِخَتْ فيهِ الرُّوحُ وَ يَنْبَرِي النّاسُ في نَشَاطٍ مَحْمُومٍ، مُشَوّشٍ، مُضْطَرِبٍ، شأنَ الكُسَالَى إذا ما نَشِطُوا. وَ يَفِدُ التّجّارُ بِمَحَافِظِ نُقُودٍ مَلْأى وَ تَضِجُّ البَلْدَة بالزّائرينَ فَتَعْمُرُ الفَنادِقُ و يَكْثُرُ الضُّيُوفُ و تتحرّكُ الأسْبَابُ.
يَبْدأ خَرْصُ الغِلالِ و المُسَاوَمَاتُ، و تتألّفُ الشّرِكاتُ فَيَقْتَرِضُونَ و يَقْبِضُونَ العَرَابينَ فَتَتَجَمّعُ بَيْنَ أيْديهِمْ رُؤوسُ أمْوَالٍ: مِنْهَا الحقيقيُّ و منْها الوَهْمِيُّ وَ يَعْقِدُونَ المُؤامَرَاتِ و يَتَجَسَّسُونَ، و لا حَديثَ في الغابَةِ و البَلَدِ، في الشّارِعِ و في البيْتِ، في المَقْهى و في الفُنْدُقِ إلاّ حَدِيثُ التَّمْرِ. وَ السّعْرُ كَمِقْيَاسِ ضَغْطِ الدّمِ، تَرْتَعِشُ إبْرَتُهُ نُزُولاً و صُعُودًا، و لأقلِّ ارْتِعَاشَةٍ رَجّة و صَدًى. المُقْبِلُ مِنَ السّوقِ، و العَائدُ مِنَ الغابَةِ، و الوارِدُ على البَلْدَةِ و الصّادِرُ مِنْها، و التّاجِرُ في دُكّانِهِ، و الطّالِبُ في مَدْرَسَتِهِ، و المرأةُ مِنْ وَرَاءِ مِنْسَجِها:
بِكَمْ أصْبَحَ البُسْرُ الحُلْوُ؟
بِكَمْ أمْسَى العَلِيقُ؟
هل باعَ فُلانٌ؟
كمْ خَرَصْتَ في الجنّةِ الفُلاَنيَّةِ؟
لوْ تَرَكَ فُلانٌ غَلَّتَهُ إلى العَشِيَّةِ لَرَبِحَ كَذا.
هلْ تُشارِكُنا في شِرَاءِ الجَنَّةِ الفُلانِيَّةِ؟
أسَلِّمُ إليْكَ غَلَّةَ الجَنَّةِ الفُلانِيَّةِ فَكَمْ تُرْبِحُني؟
بيْعٌ في الهَواءِ و سَمْسَرَة و مشاريعُ مُتشعِّبَة
و إذا هُمْ بَيْنَ عَشِيّةٍ و ضُحاها، أخِصّائيّونَ في الاقْتِصَادِ، تَجِدُ الحِكْمَةَ عِنْدَ أيٍّ كانَ. و أيٌّ كانَ يَدُلُّكَ، باعْتِدَادٍ، عَلَى سِرِّ النّجَاحِ، و يَشْرَحُ لَكَ، بابْتِسامَةٍ عَليمَةٍ، أمْثَلَ الوسائلِ لاسْتِجْلابِ الثّرْوَةِ بِلا شيءَ.
عَلَى أنّهُمْ، أبدًا في وَجَلٍ مِنْ تقَلُّبَاتِ الجوِّ. فإنْ أمْطرتْ دقائقَ فَوقَ ما ينبغي يتبلّلُ التّمْرُ و يتعفّنُ، فلا تقْبَلُهُ السُّوقُ و لا يَسْتَسيغُهُ الطّاعِمُ. فعَلَى صَاحِبِهِ أنْ يسْتأجِرَ مَنْ يُريحُهُ منهُ. و إن أشَعّتْ الشّمسُ مُتواصِلَةً، حامِيَةً، و فَرغتِ السّماءُ فَصَفَتْ صَفَاءً بلاَ أمَلٍ، يَجِفُّ و يَيْبَسُ، فلاَ يَزِنُ و يُصْبِحُ كالنُّخالَةِ. فالمُرَادُ شَمْسٌ حامِيَةٌ بِمِقْدارٍ، و رَشٌّ رقيقٌ بمِقدارٍ، و ندًى لطيفٌ بمقدارٍ، إذنْ يَسْلَمُ التّمرُ، فيجيءُ طرٍيًّا، لامِعًا في لونِ الكَهْرَباءِ، يتراءى نَوَاهُ وَسَطَ هَالَةٍ مِنَ اللُّبَابِ الشَّفّافِ، دَسِمًا، حُلْوًا، عَطِرًا، يَسُرُّ النّاظِرِينَ، و يُغذّي الآكِلينَ.
إذنْ تَجِدُ وَرَقَ النُّقُودِ حَيْثُما ذَهَبِتَ و أيْنَما حَلَلْتَ، لدى الشُّبّانِ و الأطفالِ و النِّسَاءِ، و باعةِ الحَلْواءِ و باعةِ الفُولِ في طريقِ الغابَةِ، يتَفَكَّهُونَ بها و يَعْبَثُونَ. و في الشِّتاءِ تُقَامُ الأعراسُ و يَعْمَلُ البَنّاؤونَ ترْميمًا و بِناءً و يَتْبَعُهُمْ النّجّارُونَ و الحدّادُونَ، و تُخْزَنُ مُؤَنُ العامِ و يَكْتَسُونَ و يَقْضُونَ مَجَالِسَ طيّبَةً حَوْلَ السّامُورِ، يَهْضِمُونَ ما تحصّلُوا عليْهِ، ثمّ يَذهَبُ قَرُّ الشّتاءِ و يتنفّسُ الرّبيعُ بمِثلِ أنْفَاسِ الصُّبْحِ و في الأكيَاسِ صَبَابَة تُصْرَفُ. فيَمُرُّ العيْشُ يسيرًا.
البشير خريّف – الدّقلة في عراجينها – ص.ص: 27-28