مقال أدبي عن جميل بن معمر اولى ثانوي – محور شعر الغزل في القرن الأوّل للهجرة
موضوع منجزة محور شعر الغزل في القرن الأوّل للهجرة
يقدم لكم الموقع التربوي نجحني مقال أدبي عن جميل بن معمر (5 مواضيع منجزة) للسنة اولى ثانوي من محور الغزل العذري عند جميل التدريب على تصميم التحرير-فرض منجز سنة 1 ثانوي محور شعر الغزل في القرن الأوّل للهجرة . تحرير مقال أدبي سنة أولى ثانوي.
الموضوع1:
ليست العذرية في غزل جميل مفهوما للحب فحسب وإنما هي كذلك أسلوب في التعبير عن المعاني
الغزلية. توسع في القول مدعما عملك بشواهد دقيقة من شعر جميل.
إنجاز الموضوع الأول
أولا: الفهم والتفكيك
1- الفهم:
المعطى – صيغته: صيغة تقريرية تقوم على الموازنة(ليست… فحسب ، و إنما…كذلك ) تقتضي تحليل قسمي المعطى بنفس القيمة – المعجم: مفهوم للحب: المعاني الغزلية صياغة
المعاني : المعالبة الفنية
مجاله :مفهوم الحب العذري
المطلوب:موضوع تحليلي يتطلب تحليلا و تأليفا
نبيل القرقوري
2 – التفكيك:
عناصر المعطى:
– العذرية في مستوى المعاني
العذرية في مستوى الصياغة الفنية
المطلوب: التوسع في هذه العناصر بالدعم برهنة واستدلالا
ثانيا: التصميم
1) المقدمة
*التمهيد: لقد ساهم انتقال مركز الخلافة من الحجاز إلى الشام في توفير جو نفسي ملائم لانتشار الغزل
لكن غزل البادية بقي محافظا على الطبيعة المحافظة لتلك البيئة متميزا خاصة بصفته العذرية.
*طرح الموضوع: لذلك قال أحدهم إن العذرية في شعر جميل هي طريقة في الحب من جهة وفي صياغة المعاني الغزلية من جهة أخرى.
1.طرح الإشكاليات:
هي مظاهر العذرية في مفهوم الحب؟ وكيف تتجلى العذرية في مستوى الصياغة الفنية؟
2- الجوهر
التمهيد بالإجمال: اكتسب جميل شهرته من تميزه بصفة العذرية في شعره حتى عده النقاد رائد الغزل العذري.
التفصيل:التوسع بالبرهتة و الاستدلال.
العنصر الأول: العذرية مفهوما للحب.
الحب العذري هو حب مثالي أبدي يقوم على لقاء بين الأرواح بعيدا عن دنس الأجساد الفانية: تعلق روحي روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهـد.
وهو حب يقوم على وحدانية ،فهو اختيار دائم لا مجال فيه للمحب للارتداد أو الندم لأنه محفور في القلب: أبي القلب إلا حب بثنة لم يرد * سواها وحب القلب بثنة لا يجدى
حب يقوم على صدق المشاعر ، يتبادل فيه الحبيبان مشاعرالوفاء والإخلاص مهما كانت الضغوطات :
ضمنت لها ألا أهيم بغيرها * وقد وثقت مني بغير ضمان
حب لايتعارض مع تعاليم الدين فهوقدر المعشوق، يتطلب التضحية وتحمل ألم المعاناة
والجهاد طلبا للجزاء:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة و أي جهاد غيرهن أريد
التأليف الجزئي والتخلص:
وهكذا فإن معاني الحب عند جميل تتفق كلها حول قيمة واحدة وهي العذرية والمثالية فلا تخرج عن إطار الصدق والتلقائية. هذه المعاني الغزلية لم تكن لتبرز لو لم ينتق لها الشاعر الصياغة الفنية المناسبة ،وتكتسب هذه الصياغة أهميتها لأنها تصدر عن نفس الرؤية العذرية. فكيف يتجلى ذلك؟
العنصر الثاني: العذرية أسلوب في الكتابة (الخصائص الفنية)
تمهيد إن أهم سمة تطالعك في غزل جميل هي العفة التي اعتمدها الشاعر في صياغة معانيه الغزلية
وهي عفة تبرز في عدة مستويات.
في مستوى المعجم
الابتعاد على الوصف الإباحي الفاحش وانتقاء الصفات الحسنة وخاصة الخلقية منها :
وآخر عهد لي حين ودعت * ولاح منها خذ مليح وحجر
اعتماد المعجم الديني وتواتره بطريقة لافتة تؤكد على تجذر هذا البعد في غزل جميل :
فقلت له: فيها قضي الله ما ترى علي وهل فيما قضى الله من ردّ
لقد لج ميثاق مـن الله بيننـا * وليس لمن يوف الله مـن عهـد
سجلات لغوية قريبة من الفطرة والتلقائية، تتسم بالعفوية والصدق لأنها نابعة من الوجدان
خليلي ما ألقى من الوجد ظاهر * ودمعي بما أخفي الغداة شهيـد
يمكنكم أيضا قراءة شرح قصيدة الوداع الأخير
في مستوى الصورة
في صورة الحبيبة: تجنب جميل الوصف المادي الفاضح لمفاتن الحبيبة أو الذي يهتك أسرارها:
سأمنح طرفي حين ألقاك غير كم * لكيما يروا أن الهوى حيث أنظر
في صورة المحب: الاكتفاء بوصف المشاعر الحزينة وتجنب هوى النفس أوالتصريح بالرغبات الحسية:
غريب مشوق مولع باذكاركم * وكل غريب الدار بالشوق مولـع
– ولا تخلو صورة المحب العذري من التنوع فقد استلهم جميل صوره من عدة مرجعيات مثل المرجعية الدينية فتحضر صورة العاشق المجاهد الذي لا يتوانى عن التضحية في سبيل المعشوقة. وتحضر المرجعية البدوية كما في صورة العاشق المحروم فقد شبه نفسه بالنوق العطشي التي لا تستطيع الارتواء ولا يخفى ما في هذه الصورة من نفس عذري لما تعبر عنه من ضروب العذاب والحرمان.وللحرب نصيب في صور جميل فقد تماهي في قصائده مع الأسير المقيد.
تأليف جزئي:فالقصيدة العذرية تقوم على خصائص فنية مميزة تظهر في كل مستويات القول الشعري مثل الصورة أو المعجم مما يجعلها اتجاها قائم الذات في غرض الغزل . محور الغزل :الغزل العذري عند جميل التدريب على تصميم التحرير
التأليف الكلي:
هكذا تصور جميل العذرية صياغة فنية واتخذها نهجا في الغزل فجسدها صورة و معجما و دلالة.
و بذلك يتأكد لنا مدى التكامل بين المعنى والمبنى في غزل جميل فصدق التجربة انعكس على معاني الحب انعكاسه على الصياغة الفنية، إن العذرية اتجاه فني قائم الذات في غرض الغزل، له ما يميزه عن بقية الاتجاهات.
4- الخاتمة
التذكير بأهم بالاستنتاجات: استحق جميل أن يكون رائد الغزل العذري لأنه نجح في إكساب شعره طابعا يطغى عليه الصدق والطهارة والتلقائية. كما وفق في إيجاد الصياغة المناسبة لهذه المعاني .
حكم لكن يبدو أن جميل قد الزم نفسه ما لا يلزم فحرص على النجاح في مستوى الشعر دون أن يحرص على النجاح في تجربة الحب.
فتح الآفاق :فهل أن الغزل العذري بلغ درجة الاكتمال في شعر جميل أم أنه قد تطور بعده ؟
الموضوع2: مقال أدبي عن جميل بن معمر اولى ثانوي
وضع تصميم مفصل لمقال موضوع أدبي حول شعر الغزل عند جميل بن معمر
الموضوع:
تبدو غزليات جميل بن معمر في أساليبها ومعانيها شعرا وجدانيا قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق
حلل هذا الرأي معتمدا شواهد مناسبة من شعر جميل.
أولا: مرحلة التفكيك والفهم
1- قراءة الموضوع قراءة متأنية متمغنة
2- تقسيم الموضوع إلى معطى ومطلوب
. المعطى: تبدو العاشق. . المطلوب: حلك … جميل
3- فهم المعطى: أ. صيغة المعطى: صيغة تقريرية قائمة على جملة فعلية.
ب ـ الاشتغال على الكلمات المفاتيح: – غزليات جميل: انتماء غزل جميل إلى الغزل البدوي.
. في أساليبها: الأساليب الفنية، أساليب التعبير والتصوير./ – معانيها: معاني الغزل (صورة العاشق أساسا)
قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق: نعت لشعر جميل، هو ترجمة فنية لمعاناة الشاعر.
ج – تبين محاور الاهتمام في المعطى: يثير المعطى محوري اهتمام وهما:
1- الأساليب الفنية المعبرة عن المعاناة. / 2- المعاني التي تترجمها .
4- فهم المطلوب: – حلل: التوضيح والتفسير والتوسع/ الدعم: الشواهد المناسبة المنتقاة بدقة.
ثانيا: مرحلة التخطيط
1- الجوهر: أ. مقدمة الجوهر: الإشارة إلى أن غزليات جميل لا تقوم على التغزل بالمرأة والتغلي
بمحاسنها بقدر ما تقوم على تصوير حال الشاعر العاشق النفسية وبناء عالم وجداني. ما الأساليب
الفنية التي توسلها الشاعر؟
ب ـ الأساليب الفنية المعبرة عن معاناة الشاعر العاشق
- الأساليب الإنشائية: – الاستفهام الذي يفيد الحيرة:
أ في الناس أمثالي أحبوا، فحالهم كحالي أم أحببت من بينهم وحدي؟ - الاستفهام الذي يفيد الحسرة: فأي فواد لا يذوب لما أرى وأي عيون لا تجود فتدمع.
- النداء المفيد الندبة والتفجع:فوا حزنا لو ينفع الحزن أهله و وا جزعا لو كان للنفس مجزع
. الدعاء والاستغاثة: يارب حببني إليها وأعطني المودة منها أنت تعطي وتمنع - الأساليب الخبرية: – الجملة الاسمية أغنية الذات المتألمة الشاكية
الصورة الشعرية القائمة على التشبيه: وهي تكشف لوعة الشاعر وصبابته:
“وما صاديات حمن يوما وليلة على الماء يخشين العصي حوان”
“بأكثر مني غلـة وصبابة إ ليك ولكن العدو عدائـ
المعجم: – معجم الحزن :
“فكم غصة في عبرة قد وجدتها فهيجها مني الدموع الذوارف”.
۔ معجم الموت: “لها في سواد القلب بالحب منعة هي الموت أو كادت على الموت تشرف”.
الاستنتاج والتخلص: تنوع أساليب التعبير يكسب قصائد الشاعر ثراء فنيا، كما أن الشاعر قد توسل
هذه الأساليب للتعبير عما يعتمل في دواخل نفسه.
ج – المعاني التي تترجم معاناة الشاعر:
التعلق والهيام والحب الأزلي الأبدي :
“تعلق روحي روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد”
فزاد كما زدنا فأصبـح ناميا وليس إذا متنا بمنتقض العهـد
البين: المعنى الأساسي في شعر جميل، فالوصال يظل حلما يراود الشاعر وأمنية لا تتحقق له
أبدا : “كفى حزنا للمرء ما عاش أنه ببين حبيب لا يزال يروع”
ـ الوفاء وحفظ العهد: لقد لج ميثاق من الله بيننا وليس لمن لم يوف الله من عهد.
الذكرى: الحبيبة غائبة في المكان حاضرة في الوجدان، لا يفتأ جميل يناجيها ويبثها أشواقه:
“إذا ذكرتك النفس ظلت كأنني يقرف جرحا في فؤادي قارف
الشوق: وإن يك جثماني بأرض سواكم ****فإن فؤادي عندك الذهر أجمع ****
ـ الموت: الذي يمثل بالنسبة إلى الشاعر الخلاص “ياحبذا موتي إذا جاورت قبري”.
الاستنتاج: تبدو صورة العاشق صورة مأسوية (الحرمان والمعاناة)
التأليف:
التأكيد على أن الأساليب والمعاني في غزليات جميل كانت تصويرا لدواخل الشاعر، وتعبيرا عن
انفعالاته، وتشكيلا لتجربة عاطفية ملامحها الحرمان والمعاناة.
1-شعر جميل بدوي المنشأ والخصائص والمعاني، فهو يحدثنا عن حياة البادية في قسوة تقاليدها
ونظمها الاجتماعية من جهة وفي إيمانها بالقيم السامية كالوفاء والصدق مثلا من جهة ثانية.
مظاهر الجمال في هذا الشعر: جمالية الحزن وعمق التجربة الوجدانية.
2- الخاتمة: – الخاتمة الخاصة: شعر جميل في أساليبه ومعانيه هو ترجمة فنية لتجربة قوامها
.الحرمان والمعاناة أي أن للغزل وظيفة نفسية.
الخاتمة العامة: التساؤل عن تجربة عمر بن أبي ربيعة (الغزل الحضري)
3- المقدمة: * التمهيد: الإشارة إلى أنه كثيرا ما استوقف الدارسين لشعر الغزل البدوي الطابع
الوجداني العميق الذي يتسم به.
*الموضوع: من ذلك غزليات جميل، فهي تبدو في أساليبها ومعانيها شعرا وجدانيا قائما على
تصویر معاناة الشاعر العاشق.
الإشكالية: ما الأساليب الفنية التي توسلها الشاعر للتعبير عن معاناته؟ وما المعاني التي
تجسدها؟
الموصوع الثالث: محور الغزل
الموضوع
تبدو غزليات جميل بن مَعْمَر في أساليبها ومعانيها شعرا وجدانيا قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق
حلل هذا الرأي معتمدا شواهد مناسبة من شعر جميل.
الاستعداد
ويقوم على الخطوات الثالية
- أ- المسألة المدروسة: شعر 1 الغزل في الحجاز في القرن الأول للهجرة الغزل البدوي
ب – محاور الاهتمام الخصائص الفنية المميّزة لشعر الغزل البدوي / استجلاء أهم معانيه صورة الحبيبة صورة المحب، معاني الغزل صورة المجتمع الحجازي البدوي في القرن الهجري الأول إبداء الرأي في شعر الغزل مبنى ومعنى
ج – تجميع المعلومات * تعريف الغزل ونشأته: الغزل من قولهم “غزل الرجل يغزل غزلا وتغزّل الشاعر أي تغنّى بجمال المرأة وأحسن الحديث إليها واستمالتها رغبة في وصالها وسبيله أن يعمد الشاعر إلى صفات حبيبته فيفضلها ويجعل من تعلقه بها سببا لأشواقه ووجده طلبا للوصال وإمعانا في بيان التذلل والحاجة إليها وهو قديم قدم الشعر فلا
تكاد قصيدة تخلو منه غير أنّه لم يستقل ليكون غرضا قائم الذات إلا في النصف الثاني من القرن الأوّل للهجرة ( في الفترة السابقة كان الغزل جزءا من القصيدة يسمى النسيب) . وارتبطت استقلالية الغزل غرضا بالقرن الأول للهجرة زمانا وبالحجاز مكانا لعدة أسباب لعل أهمها ما عرفه المجتمع الحجازي من ترف ورفاه وفّر للهو أسبابه. وقد اعتبر ذلك
أول ملامح التجديد. ينقسم شعر الغزل إلى نوعين:
1- الغزل البدوي (العذري): نشأ في البادية، اللقاء فيه غير ممكن والوصال لا يتحقق للشاعر لذلك نراه يرسم لنفسه صورة مأسوية قوامها الوفاء وحفظ العهد من جهة والحرمان والمعاناة من جهة ثانية ( شعر فراق/2 – شعر الغزل
الحضري (الإباحي): نشأ في الحاضرة / المدينة متأثرا بما تتسم به حياتها من لهو وترف كما أن اللقاء ممكن والوصال متحقق فنرى الشاعر محتفيا بالجمال الجسدي منصرفا إلى تصوير مغامراته الغرامية.
شعر .(لقاء الخصائص الفنية المميزة للغزل البدوي: – اعتماد الأساليب **** الإنشائية المقترنة بالتعبير عن انفعال الشاعر من ذلك مثلا الأمر (الالتماس)، الاستفهام الذي يفيد الحيرة أو التفجع أو التحسّر أو العتاب … أو التوسل والاستعطاف، الندبة الدعاء، الاستغاثة، الثمني، المدح اعتماد الخبر للتعبير عن الشكوى، وكذلك لتصوير حال الشاعر النفسية … بما فيها من ألم ووحشة ووحدة واشتياق وغربة – التركيب الإسنادي الفعلي يحدّثنا بحكاية العشق الأسطوري الذي جمع العاشق والمعشوقة في علاقة حدّاها الأزل بدءا والأبد منتهى ا … عن لحظة رحيل الحبيبة وجزع الشاعر لها أو يحدثنا
التركيب الإسنادي الاسمي: حديث الذات عن ذاتها أو أغنية الذات .( المتألمة المتوجعة فعادة ما يتوسلها الشاعر في الإخبار عن نفسه (أنا النفسية وبناء لعالم وجداني يتألف من جملة من المعاني التي تبدأ بالفراق وتنتهي بالموت
صورة المحبّ:
الغزل البدوي شعر فراق وهجر الوصال فيه حلم يراود الشاعر وأمنية لا تتحقق له أبدا، غير أ أننا في المقابل من ذلك نرى الشاعر وفيًا مخلصا لا يقدر على السلق يذكر الحبيبة موجع الفؤاد باكيا: صورة المحب صورة مأسوية، فهو الوفي معدنه الإخلاص وحفظ العهد، . وهو المتألم الشاكي الحسرات تسكنه والعبرات تستغرقه معاني الغزل – الحب في شعر الغزل البدوي ميثاق وعهد وقضاء وقدر . وعلاقة أزلية أبديّة، وميل دائم بالقلب الهائم – البين الخطب الموجع الذي أذاب الفؤاد ألما مضنيا وأسال دمع فهمى، هو فاجعة الشاعر وغاية الحزن ومنتهاه وأقساه هو هو المعنى الأساسي، هو كقطب الرحى تدور حوله المعاني الشوق الحنين … الصبابة، التعطش للوصال الهيام الذكرى الألم الشكوى، الموت الغربة سببها جفاء الحبيبة أو رقابة المجتمع الغريب من جفاه الحبيب / الغريب من خانه الرقيب العين
الذكرى باعتبارها آثارا بقيت في النفس من بقايا الأنس ـ الشوق واللوعة. والصبابة – الموت وهو يمثل بالنسبة إلى الشاعر الخلاص صورة المجتمع الحجازي البدوي في القرن الأوّل للهجرة: قسوة تقاليده …. ونظمه الاجتماعية / الإيمان بالقيم السامية (حفظ العهد, معاناة الشاعر العاشق هي التي تجترح القول الشعري، هي القادح على الإنشاء، لذلك كان شعر الغزل البدوي في أساليبه وصوره ومعانيه شعرا وجدانيا هو بمثابة رجع الصدى لهذه المعاناة وتَرْجُمَانا لها. مياسم الجمال فيه اثنان جماليّة الحزن وعمق التجربة الوجدانية. الوجدانية وكأنما فلا يزال القارئ يصغي إلى ما يتردّد في القصيدة من خفقان المشاعر نجوى، وكأن الشاعر قد فني في ذات من يهوى وترهب في محراب الهوى، ذائب الفؤاد باكي العين….
ذلك هو وجه الجمال في الغزل البدوي هي
وظائف الغزل:
الوظيفة الجمالية ( جمالية القول الشعري)، **** الوظيفة النفسية (رسم معاناة الشاعر العاشق)، الوظيفة التأثيرية .. استمالة السامع وجعله ظهيرا للشاعر .
الموضوع 4:
الاشتغال على الموضوع
- مرحلة التفكيك والفهم
.. قراءة الموضوع قراءة متأنية متمعنة 1
تقسيم الموضوع إلى معطى ومطلوب 2
المعطى تبدو … العاشق. **** المطلوب: حلل ****
- فهم المعطى: أ- صيغة المعطى: صيغة تقريرية قائمة على جملة 3 أ
فعلية ب – الاشتغال على الكلمات المفاتيح: * غزليات جميل: انتماء غزل جميل إلى شعر الغزل البدوي
في أساليبها الأساليب الفنّية أساليب التعبير والتصوير. معانيها: معاني الغزل (صورة العاشق أساسا
قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق نعت لشعر جميل، هو **** ترجمة فنية لمعاناة الشاعر
ج ـ تبين محاور الاهتمام في المعطى يثير المعطى محوري اهتمام
: وهما
.. الأساليب الفنية المعبّرة عن المعاناة1
المعاني التي تترجمها 2
. فهم المطلوب
* حلل التوضيح والتفسير والتوسع 4 الدعم: الشواهد المناسبة المنتقاة بدقة ****
مرحلة التخطيط
الجوهر:
أ- مقدّمة الجوهر الإشارة إلى أن غزليات جميل لا تقوم على 1 التغزّل بالمرأة والثغني بمحاسنها بقدر ما تقوم على تصوير حال الشاعر العاشق النفسية وبناء عالم وجداني. ما الأساليب الفنية التي توسلها الشاعر ؟
ب – الأساليب الفنية المعبّرة عن معاناة الشاعر العاشق الأساليب الإنشائية – الاستفهام الذي يفيد الحيرة **** أفي الناس أمثالي أحبّوا فحالهم كحالي أم أحببت من بينهم وحدي الاستفهام الذي يفيد الحسرة
.فأي فؤاد لا يذوب لما أرى وأي عيون لا تجود فتدمع
: النداء الذي يفيد الندبة والتفجع فوا حزنا لو ينفع الحزن أهله * * * * * ووا جزعا لو كان للنفس مجزع
الدعاء والاستغاثة
يارب حتبني إليها وأعطني المودة منها أنت تعطي وتمنع – الأساليب الخبرية – الجملة الاسمية أغنية الذات المتألمة ****
الشاكية
.” غريب مشوق مولع باتكاركم
: الجملة الفعلية تصوّر لحظة البين
جزعت حذار البين يوم تحمّلوا ومن كان مثلي يا بثينة يجزع “
الصورة الشعريّة القائمة على التشبيه وهي تكشف لوعة الشاعر ****
وصبابته: “وما صاديات حمن يوما وليلة
“على الماء يخشين العصي حوان
“بأكثر . غلة مني وصبابة إليك ولكن العدوّ عدانـي
- المعجم – معجم الحزن ****
..فكم غصة في عبرة قد وجدتها فهيجها مني الدموع الذوارف” معجم الموت “لها” في سواد القلب بالحب منعة الموت أو كادت هي على الموت تشرف الاستنتاج والتخلص: تنوّع أساليب التعبير يُكسب قصائد الشاعر ثراءً فنيا، كما أن الشاعر قد توسل هذه الأساليب للتعبير عما يعتمل في دواخل نفسه
ج – المعاني التي تترجم معاناة الشاعر
التعلّق والهيام والحب الأزلي الأبدي *
تعلق روحي روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد”
فزاد كما زدنا فأصبح ناميا وليس إذا متنا بمنتقض العهد
- البين: المعنى الأساسي في شعر جميل، فالوصال يظل حلما **** : يراود الشاعر وأمنية لا تتحقق له أبدا “كفى حزنا للمرء ما عاش أنه ببين حبيب لا يزال يروّع الوفاء وحفظ العهد ****
. لقد لج ميثاق من الله بيننا وليس لمن لم يوف لله من عهد الذكرى الحبيبة غائبة في المكان حاضرة في الوجدان، لا يفتأ**** جميل يناجيها ويبثها أشواقه
“إذا ذكرتك النفس ظلت كأنني يقرّف جرحا في فؤادي قارف ” – الشوق: وإن يك جثماني بأرض سواكم ** * * فإن فؤادي عندك*** الدهر أجمع الموت الذي يمثل بالنسبة إلى الشاعر الخلاص “ياحبذا موتي إذا **** “جاورت قبري
الاستنتاج: تبدو صورة العاشق صورة مأسوية (الحرمان والمعاناة
د التأليف
- التأكيد على أن الأساليب والمعاني في غزليات جميل كانت **** تصويرا لدواخل الشاعر، وتعبيرا عن انفعالاته وتشكيلا لتجربة عاطفية ملامحها الحرمان والمعاناة
شعر جميل بدوي المنشا والخصائص والمعاني فهو يحدثنا عن **** حياة البادية في قسوة تقاليدها ونظمها الاجتماعية من جهة وفي
إيمانها بالقيم السامية كالوفاء والصدق مثلا من جهة ثانية مياسم الجمال في هذا الشعر: جمالية الحزن وعمق التجربة **** الوجدانية
الخاتمة: * الخاتمة الخاصة : شعر جميل في أساليبه ومعانيه هو 2 ترجمة فنية لتجربة قوامها الحرمان والمعاناة أي أن للغزل وظيفة نفسية
- الخاتمة العامة: التساؤل عن تجربة عمر بن أبي ربيعة (الغزل )
.(الحضري – المقدّمة: * التمهيد الإشارة إلى أنّه كثيرا ما استوقف الدارسين 3
لشعر الغزل البدوي الطابع الوجداني العميق الذي يتسم به الموضوع: من ذلك غزليات جميل، فهي تبدو في أساليبها **** ومعانيها شعرا وجدانيا قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق – الإشكالية ما الأساليب الفنّيّة التي توسلها الشاعر للتعبير عن * معاناته؟ وما المعاني التي تجسدها؟
.. التحرير المسترسل تحرير قسم الجوهر
يكون التحرير المسترسل باتباع المراحل التالية
.. تنظيم الأفكار ****
.. صياغتها صياغة دقيقة واضحة بلغة سليمة **** الربط فيما بينها باستعمال الأداة المناسبة ****
- أدوات الربط – النتيجة : إذن، لذلك، وبذلك يفضي بنا ذلك إلى ****
… يمكن أن نخلص إلى خلاصة القول
…
التعليل لأن
…. الاستدراك لكن، إلا أن، غير أن …. التأكيد إن مما لا شك فيه أن
.. المقابلة : لئن… فإن ليس… بل
- الربط بين الفكرة والشاهد يقول، وهو ما نجده في قوله، ومن الشواهد على ذلك، وفي هذا الإطار يمكن أن ننزّل قوله، في قوله.
الموضوع عدد5 : مقال أدبي عن جميل بن معمر اولى ثانوي
الموضوع :
تبدو غزليات جميل بن مَعْمَر في أساليبها ومعانيها شعرا وجدانيًا قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق.
حلل هذا الرأي معتمدا شواهد مناسبة من شعر جميل.
التحرير
المقدمة: يتفق دارسو الشعر العربي القديم على أن الغزل صار غرضا قائم الذات . شعراء القرن الأول للهجرة، وهو نوعان: غزل بدوي وغزل حضري. ولعل ما يميز الغزل البدوي هو أنه شعر هجر وفراق فالوصال حلم يراود الشاعر وأمنية لا تتحقق له أبدا، ولذلك تبدو غزليات جميل بن معمر في أساليبها ومعانيها شعرا وجدانيًا قائما على تصوير معاناة الشاعر العاشق.
فما الأساليب المعبرة عن المعاناة؟ وما المعاني التي تجسدها؟
الجوهر: خلافا لما درج عليه الشعراء في تغزلهم ، لا تقوم غزليات جميل على وصف المرأة والتغني بمحاسنها بقدر ما اتخذها الشاعر ترجمانا لمعاناته، وتصويرا لحاله النفسية. وقد توسل في ذلك أساليب عديدة، من بينها الإنشاء كالاستفهام الذي يفيد الحيرة، ومنه قوله: أفي الناس أمثالي أحبوا فحالهم
كحالي أم أحببت من بينهم وحدي؟
أو الحسرة، وهو ما عبّر عنه جميل في هذا البيت: فأي فؤاد لا يذوب لما أرى؟ وأي عيون لا تجود فتدمع؟
والدعاء والاستغاثة، يقول الشاعر:
يا رب حببني إليها وأعطني المودّة منها أنت تعطي وتمنع
من الأساليب التي تحضر في قصائد جميل أيضا الجملة الاسمية، وعادة ما يستعملها في الإخبار عن نفسه، فلكأنما هو حديث الذات عن ذاتها، أو أغنية الذات المتألمة المتوجعة كما هي الحال في قوله غريب مشوق مولع باتكاركم والجملة الفعلية، من خلالها يرحل الشاعر إلى الماضي، وتحضره ذكرى رحيل الحبيبة ولحظة البين فيقول:
جزعت حذار البين يوم تحمّلوا ومن كان مثلي يا بثينة يجزع
يمتعت منها يوم بانوا بنظرة وهل عاشق من نظرة يتمتع ؟ والجملة الشرطية التي تصور عجز الشاعر عن الهجر، كما عبّر عن ذلك في قوله: وإن رمت نفسي كيف أتي لهجرها؟ أو تصوّر لنا افتراق روحه عن جسده “جثمانه بأرض” غير أرض الحبيبة، و”فؤاده عندها.”
كما أن الشاعر قد اعتمد التشبيه أسلوبا للتصوير الشعري، متخذا بيئته وثقافته مرجعا، ليكشف لوعته وصبابته وتعطشه للوصال، ذلك ما نستشفه من الصورة الشعرية التي نجدها في هذين البيتين:
وما صاديات حمن يوما وليلة على الماء يخشين العصي حوان
بأكثر مني غلة وصبابة إليك ولكن العدو عـدائي
أن تفوتنا الإشارة إلى المعاجم الحاضرة في شعر جميل كمعجم الحزن ومن الشواهد على ذلك قوله :
“فكم غصة في عبرة قد وجدتها فهيجها مني الدموع الدوارف
و معجم الموت، ولا أدلّ عليه من قول الشاعر :
لها في سواد القلب بالحب منعة هي الموت أو كادت على الموت تشرف
ما نلاحظه – إذن – هو تنوع أساليب التعبير، وهو علامة ثراء فنّي، ودليل على عمق تجربة الشاعر. كما أن هذه الأساليب كانت أداة جميل في الإفصاح عن دواخل نفسه، عن معاناته، فإذا قصائده تبدو وكأنها عالم وجداني يتألف من جملة من المعاني التي تبدأ بالحب وتنتهي بالموت.
الحب في شعر جميل علاقة أزليّة أبدية، نجد هذا في قوله:
تعلق روحي روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد
فزاد كما زدنا فأصبح ناميا وليس إذا متنا بمنتقض العهـد
هو قدر الشاعر، وميثاق وعهد من الله ، لذلك نراه يجيب لائمه:
فقلت له على قضى الله ما ترى فيها وهل فيما قضى الله من رد
لقد لج ميثاق من الله بيننا وليس لمن لم يوف الله من عهد
غير أن قدر الشاعر قد حتم عليه الفراق، فكان المعنى الأساسي في شعره هو البين، الحدث الموجع الذي أذاب الفؤاد ألما مضنيا وأسال دمع العين فهمى، هو فاجعة الشاعر وسبب لوعته وغاية الحزن ومنتهاه وأقساه ذلك ما نصغي إليه في قوله:
كفى حزنا للمرء ما عاش أنه ببين حبيب لا يزال يروع
فوا حزنا لو ينفع الحزن أهله وواجزعا لو كان للنفس مجزع
فأي فؤاد لا يذوب لما أرى وأي عيون لا تجود فتدمـع؟
وبالرغم مما يعانيه الشاعر من ألم وحزن وحرمان، فهو غير قادر على السلو والنسيان لأن الوفاء معدنه والإخلاص وحفظ العهد ديدنه يقول :
وإن رمت نفسي كيف أتي لهجرها ورمت صدودا ظلت العين تدمع
فنراه لا يفتأ يذكر الحبيبة ويناجيها ويبثها أشواقه وقد سكنته الحسرات واستغرقته العبرات كقوله
إذا ذكرتك النفس ظلت كأنني يقرف جرحا في فؤادي قارف
وقوله :
غریب مشوق مولع باتكاركم وكل غريب الدار بالشوق مولع
ولعل عاطفة الشاعر تبلغ ذروتها حينما يطلب الموت ويرى في خلاصه ويمتدحه يا حبذا موتي إذا جاورت قبري.
صورة العاشق – إذن – كما تتجلى من خلال هذه المعاني صورة مأسوية، فهو ممزق بين عاطفته واقعه بين الموجود والمنشود. خلاصة القول إن غزليات جميل بما فيها من أساليب وصور ومعان كانت بمثابة رجع الصدى لمعاناة الشاعر العاشق وترجمانا لها، مأتى ذلك هو حتما البيئة البدوية التي نشأت فيها هذه القصائد، فهي تنطق بما يميّز حياة البادية من قسوة التقاليد والنظم الاجتماعية وكذلك ما يميزها من إيمان بالقيم السامية كالوفاء والصدق. ولعلّ سبب خلودها في ذاكرة الشعر العربي هو النفس الوجداني الحزين الذي تتسم به وكذلك عمق التجربة الوجدانية وتتجلى أساسا ذلك الحب المثالي الأفلاطوني الذي يتغنى به الشاعر وفيما تحفل به القصيدة من خفقان المشاعر. ذلك هو وجه الجمال في غزل جميل بن معمر .
الخاتمة:
في شعر الغزل كما يتجلى من خلال نموذج جميل بن معمر هو – إذن – ترجمة فنية لتجربة حب مذاقها الحرمان والمعاناة وذلك لأنه بدوي المنشا والخصائص والمعاني، لذلك فإننا متى قارناه بنموذج عمر بن أبي ربيعة ألفينا بينهما وجوها للاختلاف عديدة، وذلك لأن غزل نشأ عمر أ في بيئة مغايرة تحقق للشاعر فيها اللقاء. فما خصائص تجربة عمر بن أبي
ربيعة؟
موضوع عدد5:
الموضوع
يعشق الشاعر العذري حبيبته فيصف جمالها وصفا عذريا مراعيا سلطة المجتمع البدوي. توسع في تحليل هذا القول مستندا إلى امثلة واضحة مما درست من شعر جميل بن معمر.
التحرير
العشق العذري يُعد واحداً من أبرز الظواهر الأدبية في الشعر العربي حيث يتخذ الحب شكلاً روحياً بعيداً عن النزعات الجسدية. عاش شعراء العشق العذري في ظل مجتمع تحكمه تقاليد صارمة وأعراف ، وهو ما أثر بشكل كبير في تكوين هذا النمط الشعري المتميز.محافظةمن بين هؤلاء الشعراء يبرز جميل بن معمر الذي جسد في قصائدهأ جمل معاني الحب النقي والطاهر تجاه حبيبته بثينة. في هذا السياق، يتناول جميل في أشعاره وصف حبيبته بأسلوب روحاني عفيف، معبراًعن حبه بطريقة تجنبت الوصف الجسدي المادي واكتفت بالتركيز علىا لجمال الروحي.
الإشكالية : كيف يمكن للشاعر العذري مثل جميل بن معمر، أن يعبر عنم شاعر الحب العميق دون انتهاك الأعراف المجتمعية الصارمة التيت منع الاقتراب الجسدي؟ وكيف يمكن أن يتجلى هذا النوع من الحبا لروحي في شعره ليصبح نموذجا يحتذى به في الأدب العربي؟
في شعر جميل بن معمر، يظهر الجمال الأنثوي بوصفه جمالاً طاهراً ونقياً، يتجاوز حدود الرغبة الجسدية ليركز على الروح والقيم السامية. فالعشق العذري عند جميل ليس عشقًا للحواس، وإنما هو تجربة روحانية يغوص فيها الشاعر ليعبر عن حبه بطرق عفيفة ومهذبة. الحبا لعذري عند جميل يُبعد الجسد عن المعادلة تماماً ويستحضر جمالار وحانيا للحبيبة في أحد أبياته الشهيرة، يقول جميل: ” أمر الديار ديارب ثينة، أقبل ذا الجدار وذا الجدارا، وما حب الديار شغفن قلبي، ولكنح ب من سكن الديارا في هذا البيت يتجلّى الوصف العذري للجمال حيث لا يُركز جميل على ملامح بثينة المادية أو الجسدية، بل علىا رتباطه الروحي بالمكان الذي كانت تقيم فيه. يعبر جميل عن حبه من خلال احتفائه بالديار التي مرّت فيها بثينة، مشيراً إلى أن ما يجذبه ليس المادة بل الروح التي تسكن تلك الأماكن.
من السمات البارزة في العشق العذري هو خضوعه التام لسلطة المجتمع التقليدي الذي يفرض قيودًا صارمة على العلاقة بين الرجل والمرأة. يتميز المجتمع التقليدي بتمسكه بالقيم والأعراف، حيث ينظرإ لى الحب بمفهومه المادي كتهديد للانسجام الاجتماعي والأخلاقي ومن ثم، يجد العاشق العذري نفسه محاظا بجدران غير مرئية تمنعه
من الاقتراب من الحبيبة جسديًا، ولكنه يقبل بهذه القيود عن طواعيةو يحترمها، لأن حبه يتجاوز الرغبات الجسدية ويصل إلى مستوى أسمى من التواصل الروحي في هذا السياق، نجد جميلا يقول: ” ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق، ولكن عزيز العاشقين ذليل. في هذا البيت، يعترف جميل أن حبه هو الذي جعله يعيش في حالة من الذل والحرمان، لكن هذا الذل ليس ماديًا أو جسديًا، بل هو نتيجة خضوعه لقيود المجتمع الذي يمنع أي علاقة مادية مع الحبيبة. الحب هنا مرتبط بالقيم الأخلاقية للمجتمع، ويظل العاشق العذري يحترم هذه القيم حتى وإن كان ذلك على حساب رغباته الشخصية.
رغم ما يتميز به العشق العذري من نقاء، إلا أن هذا النوع من الحب يعاني من صراع داخلي دائم. الشاعر العذري يجد نفسه ممزقا بين حب عميق لا يستطيع التخلي عنه وبين مجتمع يفرض عليه قيودا صارمة.
هذا الصراع ينتج عنه حالة من المعاناة النفسية المستمرة، حيث يدرك العاشق أن حبه لن يتحقق أبدًا على المستوى المادي، لكنه يجد في الحفاظ على هذا الحب والالتزام بالأعراف نوعا من الفخر والوفاء.
يقول جميل في إحدى قصائده: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، بواد وحولي إذخر وجليل.
في هذا البيت يعبر جميل عن ألمه العميق من الفراق والحرمان، حيث يتمنى قضاء ليلة واحدة بجوار بثينة في مكان بعيد عن أعين المجتمع. هذا التمني لا يشير إلى رغبة جسدية، وإنما هو تعبير عن الحنين إلى القرب الروحي من الحبيبة، بعيدا عن القيود الاجتماعية التي تفصل بينهما.
رغم أن الحب العذري يعبر عن مشاعر شديدة القوة، إلا أن طابعه
العفيف يجعله نوعا من العبادة الروحية الشاعر العذري يعشق
محبوبته لدرجة التقديس لكنها تبقى دائما بعيدة عن متناول يديه.
بهذا المعنى، يصبح الحب العذري نوعًا من الإخلاص التام، حيث يكزس الشاعر حياته بأكملها لهذا الحب، ويرفض الزواج أو الانخراط في أي علاقة جسدية مع أي امرأة أخرى. يقول جميل: ” إذا قلث ما بي يا بثينة قاتلي من الحب قالت ثابت ويزيدُ في هذا البيت، يتحدث جميل عن قوة حنه لبثينة، والتي تتزايد مع مرور الوقت هذا الحب يبقى ثابتا وعفيفًا، يتجاوز كل مغريات الحياة المادية، ليصبح قوة روحية تتنام باستمرار.
من خلال التزام جميل بالحب العذري، يمكن أن نرى رفضًا ضمنيا
للظروف الاجتماعية التي كانت تمنع المحبين من الزواج لأسباب طبقية أو عشائرية. المجتمع التقليدي كان يفرض قواعد صارمة على الزواج والعلاقات، ما جعل كثيرًا من الشعراء العذريين يعبرون عن حبهم من خلال الشعر فقط. الحب العذري بهذا المعنى يصبح نوعا من المقاومةضد قسوة الواقع الاجتماعي.
إن العشق العذري في شعر جميل بن معمر ليس مجرد حب بين رجل
وامرأة، بل هو تجربة روحية وإنسانية عميقة تعكس التزاما بالأعراف
الاجتماعية، وفي الوقت نفسه، ثمثل صراعًا داخليا بين العاشق
والمجتمع. هذا النوع من الحب يتسم بالنقاء والتقديس، حيث يضع
الحبيب حبيبته في مقام سام يتجاوز كل مغريات الحياة المادية
ويظل العشق العذري شاهدًا على سمو الحب الروحي في مواجهة قيودا لواقع الاجتماعي.