المهدية عاصمة الفاطميين بإفريقية – درس تاريخ السنة الخامسة ابتدائي

درس المهدية عاصمة الفاطميين بإفريقية للسنة الخامسة ابتدائي. درس من دروس التاريخ للسنة 5.

تأسيس المهدية على يد الفاطميين:

في القرن الرابع الهجري(303ه)، أسس الفاطميون دولتهم الإسلامية العظيمة التي انتشرت من خلالها ثقافتهم وحضارتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي. كانت الدولة الفاطمية في المهدية، التي أسسها الخليفة الأول للدولة الفاطمية، عبيد الله المهدي، هي المركز الحضاري والسياسي الرئيسي للدولة الفاطمية.

تعد المهدية تحفة معمارية فريدة من نوعها، وهي النتاج الرائع لتصميم وتخطيط الفاطميين. تم بناء المهدية على مساحة واسعة، وتتميز بالعديد من المباني المهمة التي يمكن للسياح زيارتها اليوم.

من بين هذه المباني، يتميز القصر الرئاسي بأنه منطقة مغلقة كان يتم استخدامها لإدارة شؤون الدولة. وتشمل القصر الرئاسي بركة كبيرة من الماء والحدائق الخضراء الجميلة. ويمكن للزوار الآن زيارة القصر والتجول فيه.

كما تشتهر المهدية بالعديد من الأسواق والمتاجر التي تبيع السلع الحرفية التقليدية التي كان يتم إنتاجها في المهدية. ومن بين الأشياء الشهيرة التي تم إنتاجها في المهدية، السجاد الفاطمي الرائع والزخرفة الفاطمية الفريدة من نوعها.

علاوة على ذلك، فإن المهدية تحتوي على العديد من الجوامع والمدارس التي كانت تستخدم لتعليم العلوم.

يشار إلى أن دولة المهدية الفاطمية تميّزت بالتسامح الديني والحرية الفكرية، حيث كانت تجمع بين المذاهب الإسلامية المختلفة وتعمل على إرساء نظام يحترم حقوق الأقليات الدينية والفكرية. كما كانت الدولة الفاطمية تعمل على تعزيز العلوم والثقافة والفنون، حيث شهدت المهدية في عهد الفاطميين نهضة ثقافية وعلمية كبيرة، وقد أسسوا العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية التي تركت بصمتها في تاريخ المنطقة.

ولكن مع مرور الزمن، تراجعت قوة الدولة الفاطمية في المهدية وانحسرت نفوذها، وقد تعرضت المنطقة للغزو الخارجي من الأسبان والتي كانت تهدف إلى السيطرة على الموانئ الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط. وفي عام 1159 ميلادية، سقطت المهدية في يد الأسبان بقيادة الملك النصر الأول، وانتهت حكم الدولة الفاطمية في المنطقة.

في الختام، تاريخ الدولة الفاطمية في المهدية يمثل إرثًا تاريخيًا هامًا للمنطقة، حيث أن الدولة الفاطمية لعبت دورًا مهمًا في تأسيس المدينة وتنمية الثقافة والعلوم والفنون، كما أنها قامت بإرساء نظام يحترم حقوق الأقليات الدينية والفكرية وتعزيز الحرية الدينية والفكرية. وبالرغم من تراجع نفوذ الدولة الفاطمية في المهدية وسقوطها في يد الأسبان، فإن إرثها التاريخي ما زال حاضرًا في المنطقة ويمثل جزءًا هامًا من تاريخها المجيد.

أهم معالم مدينة المهدية الفاطمية:

تعتبر المهدية واحدة من أهم المدن التي شهدت حضارات قديمة في تونس، وقد عرفت المدينة نهضة فاطمية ملحوظة في العصر الإسلامي. وقد أحدث الفاطميون عدداً من المعالم الهامة في المهدية التي تجعلها تاريخية وجميلة.

من أهم المعالم الفاطمية التي أحدثها الفاطميون، هو الحصن الذي أنشأوه والمرسى الذي كان فريدًا من نوعه، حيث قاموا بحفر الحجر وجعلوه يشبه الحصن للمراكب الحربية، وكان على فم المرسى سلسلة من الحديد يرفع أحد طرفيها عند دخول السفن ويعاد كما كانت. كما قاموا بإنشاء دار الصناعة التي تعتبر من عجائب الدنيا، وكانت تضم أفرانًا وورش عمل لتصنيع الأدوات والمعدات المختلفة.

وعلاوة على ذلك، قام الفاطميون بحفر المخازن في الأرض لتخزين الحبوب، وحفروا الجباب (جمع جابية) لتخزين الماء بالإضافة للجوامع التي كانت تدرس العلوم الدينية. وكانوا يقومون بالمحافظة على هذه المعالم القيمة بشكل جيد، حيث كانت تشهد عمليات صيانة دورية للحفاظ عليها وتأمينها.

ومن الجدير بالذكر أن المهدية اليوم تضم العديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تجعلها وجهة سياحية مميزة في تونس، وتشتهر بأسواقها النابضة بالحياة وشواطئها الجميلة التي تجذب الزوار من مختلف الأماكن في العالم.