إنتاج كتابي : عيد ميلاد أمّي
يقدّم لكم الموقع التربوي نجحني إنتاجا كتابيا عن عيد ميلاد الأم.
الْمُنَاسَبَةُ : عِيدُ مِيلَادٍ / نَجَاحٌ / حَفْلُ تَكْرِيمٍ
– الزَّمَانُ : تَارِيخُ الْمِيلادِ / آخِرُ السَّنَةِ… فِي الْمَسَاءِ
الْإِطَارُ الْمَكَانِيُّ : فِي الْمَنْزِلِ / فِي مَنْزِلِ الْجَدّة
الشَّخْصِيَّاتُ الْمُسَاعِدَةُ. – الأُخْتُ- الْأَخُ
الْعَنَاصِرُ الْأَسَاسِيَّةُ :
– التَّحْضِيرُ لِحَفل التكريم
– مُفَاجَأَةُ الشَّخْصِيَّةِ وَرَدَّةُ فِعْلِهَا
أكمل القراءة من هنا
أَسْرَتِي مُتَآلِفَةُ الْأَفْرَادِ، يَلْفُهُمْ رِدَاءُ الْعَطْفِ وَالْمَحَبَّةِ؛ أُمِّي نَبْعٌ لَا يَنْضَبُ مِنَ الْحَنَانِ، تَسْهَرُ عَلَى رَاحَتِنَا، تَنْصَحُنَا وَتُرْضِعُنَا التَّحَابُبَ وَالتَّرَاحُمَ… تَتْعَبُ لِنَزَتَاحَ .. أَمَّا أَبي فَعَمُودُ الْأَسْرَةِ، هَادِيُّ الطَّبْعِ هُوَ مُرْشِدُنَا وَقُدْوَتُنَا وَمَصْدَرُ قُوَّتِنَا …
يَعْمَلُ وَيُجْهِدُ نَفْسَهُ لِتَوْفِيرِ مُتَطَلِّبَاتِ الْعَيْشِ الكَرِيمِ…..
ذَاتَ يَوْمٍ لَمَّا كُنَّا بِالْمَنْزِلِ وَأُمِّي فِي الْعَمَلِ، تَقَدَّمَ كَبِيرُ إِخْوَتِنَا وَقَالَ : « اِقْتَرَبَ يَوْمُ عِيدِ ميلاد أُمِّى مَا رَأَيْكُمْ لَوْ نَحْتَفِلُ بِهِ وَيَكُونَ مُفَاجَأَةً لَهَا.»
أَجَابَتْ أُخْتِي بِلَهْجَةٍ دَافِئَةٍ : « وَنِعْمَ الْفِكْرَةُ، سَنْدْخِلُ الْفَرْحَةَ فِي قَلْبِهَا.»
رَاقَتْنَا الْفِكْرَةُ وَلَمْ تُعُوزْنَا الْإِرَادَةُ عَلَى تَنْفِيذِهَا وَتَقَاسَمْنَا الْأَدْوَارَ : تَكَفَّلَ وَالِدِي بِإِحْضَارِ الْمُرَطَّبَاتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ، وَنَحْنُ الْأَبْنَاءُ وَزَعْنَا مُهَمَّاتِ تَنْظِيمِ الْمَنْزِلِ وَتَزْيِينِهِ.
الْيَوْمَ يَوْمُ عِيدِ مِيلَادِ أُمِّي، خَرَجَتْ وَالِدَتي كَعَادَتِهَا لِلْعَمَلِ بَاكِرًا… فَاسْتَغَلَّتْ أُخْتِي الْكُبْرَى الْفُرْصَةَ وَقَامَتْ بِتَنْظِيفِ الْمَنْزِلِ ، وَنَمَّقَتْ قَاعَةَ الْجُلُوسِ فَفَرَشَتْهَا بِالْبُسُطِ، وَغَيْرَتْ السَّتَائِرَ بأُخْرَى جَدِيدَةٍ وَعَلَّقْنَا الشَّرَائِطَ الْمُلَوْنَةَ وَبَالُونَاتِ حَمَرَاءَ وَصَفْرَاءَ
وَبَيْضَاءَ… وَرَتِّبْنَا الطَّاوِلَةَ، وَضَعْنَا مِنْ مَشْرُوبَاتِ الْعَصِير أَحْلَاهَا، وَمِنَ الْغِلَالِ أَشْهَاهَا وَمِنَ الْمَلَاعِقِ وَالْكُؤُوسِ أَفْخَرَهَا… وَاشْتَرَيْنَا الْهَدَايَا لَمْ تَكُنْ هَدَايَا مُرْتَفِعَةَ الثَّمَنِ وَلَكِنَّهَا هَدَايَا تُعَبُرُ عَنْ مَكَانَةِ الْأُمِّ في قُلُوبِنَا…
وَقَبْلَ عَوْدَةِ رَبَّةِ الْبَيْتِ جَاءَ أَبي بِالْمُرَطَبَةِ، فَزَادَتْ الطَّاوِلَةَ رَوْنَقًا وَفَاحَتْ رَائِحَتُهَا… وَمَا
هِيَ إِلَّا دَقَائِقُ حَتَّى رَنَّ الْجَرَسُ… بِلَا شَكَّ وَقْتَ عَوْدَةِ أُمِّي…
كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ فَرِحٌ طَرِبٌ مَزْهُو، فُتِحَ الْبَابُ، وَمَا إِنْ وَلَجَتْ قَاعَةَ الْجُلُوسِ حَتَّى انْبَهَرَتْ بِمَا رَأَتْ وَجَعَلَتْ تُغَمْغِمُ وَتَقُولُ : « مَا هَذَا !… مَا الْمُنَاسَبَةُ؟!» غَنَّيْنَا لَهَا بِصَوْتٍ رَحِيمٍ أُغْنِيَةَ عِيدِ الْمِيلَادِ… فَشَعْ مِنْ عَيْنَيْهَا الْعَسَلِيْتَيْنِ بَرِيقُ فَرَح. وَخَصَّتْنَا
بعِبَارَاتِ الْمَدْحِ وَالشُّكْرِ وَالْفَخْرِ بِعَائِلَتِهَا. تَقَدَّمْنَا نَحْوَهَا نُقَبِّلُهَا وَنُهَنْتُهَا. تَرَقْرَقَتْ عَيْنَا
أُمِّي بِدُمُوعِ الْفَرَح وَقَالَتْ وَالْابْتِسَامَةُ تَعْلُو مُحَيَّاهَا :
« يَا لَهَا مِنْ مُفَاجَأَة أَنْتُمْ ذُخْرُ حَيَاتِي… أحِبُّكُمْ جَمِيعًا.»
وَاصَلْنَا سَهْرَتَنَا، وَتَعَالَتْ ضَحَكَاتُنَا وَتَنَاوَلْنَا مِنَ الْحَلَوِيَّاتِ مَا لَذَّ وَطَابَ، وَتَبَادَلْنَا الْمُلَحَ وَالْفُكَاهَاتِ… مَا أَمْتَعَهَا مِنْ سَهْرَةٍ ثُمَّ وَبِصَوْتِهَا الرَّقِيقِ الْحَازِمِ حَتْتْنَا قَائِلَةً : « لَا تَنْسَوْا مُرَاجَعَةَ دُرُوسِكُمْ قَبْلَ النَّوْمِ فَالْحَيَاةُ عَمَلٌ وَكَدٌ وَجَدٌ.»