الوسط البيئي
الوسط البيئي والسلسلة الغذائية السادسة ابتدائي
1- الوسط البيئي ومكوناته :
الوسط البيئي هو مكان تتوفر فيه خصائص معيّنة.
أمثلة : الصحراء. الغابة, البحر, الشطء البحيرة. الجبل…
يتكوّن الوسط البيئي من مجموعة من العناصر حيَّة وغير حيّة توجد بينها علاقات وتفاعلات. العناصر الحيّة : الحيوانات , النّباتات.
- العناصر غير الحيّة : مواطن العيش (اليابسة أو الماء) – العوامل المناخيّة (الحرارة – الضُوء – الزّياح – الأمطار-الرطوبة)
- العلاقات :
- علاقات غذائية.
- علاقات حمائية.
ويمثل الشكل الموالي مخطّطا يوضّح النظام البيئي في بحيرة صغيرة.
1 – عوالق نباتيّة – 2 – عوالق حيوانيَّة – 3 – نباتات خضراء – 4 – الماء – 5 – حيوانات عاشبة (حلزون) – 6
- حيوانات لاحمة (أسماك) – 7 – بكتيريا – 8 – ديدان في طين القاع.
ففي هذا الوسط البيئي (البحيرة) نجد المكوّنات الثّالية :
1 – مواد معدنية (غير عضويّة) كالماء وثاني أكسيد الكربون والنتروجين وفوسفور وهواء ومواد غذائية أخرى.
وهي المكوّنات غير الحيّة في الوسط , وهي ضروريّة لعمل النّظام البيئي وإن قابليَّة الاستفادة من هذه المكوّنات هي التي تحدّد معدل عمل النّظام البيئي كاملا.
2- عوالق نباتيّة ونباتات خضراء طافية ومغمورة. ويتحصر وجودها في المنطقة التي يصلها ضوء الشمس, إضافة للنّباتات المنتشرة حول البحيرة وفي المناطق قليلة العمق منها. وهذه الأحياء الخضراء (لأنها تحتوي على صباغ اليخضور) هي مصانع الغذاء في هذا النّظام البيئي وتسمى الأحياء المنتجة.
3- جماعات حيوانيّة. تعتمد في غذائها. على النّباتات وتسمّى المستهلك من | ن الدّرجة الأولى. وجماعات حيوانيّة تعتمد في غذائها على الحيوانات التي ذى على النّباتات وتسمّى بأكلات اللّحوم أو المستهلك من الدّرجة الثّانية.
4- مجموعة من المحلّلات أو المفككات وتضم مجموعة من البكتيريا والفطريات المائيّة. حيث توجد هذه الأحياء في البحيرة كلّها وبخاصَّة في القعر, وتتغدّى هذه الأحياء على النّباتات الميّتة وعلى جثث الحيوانات أو مخلفاتهاء فتقوم بتحرير العناصر الكيميائيَّة إلى الوسط ليُعاد استعمالها من جديد.
نستنتج مما سبق :
أن مكوّنات الوسط البيئي الأربعة مترابطة فيما بينها ويعتمد كلّ منها على الأخر اعتمادا وثيقا. فالأحياء الخضراء تقوم بصنع الغذاء معتمدة على ضوء الشّمس مصدرا للطاقة. وعلى العناصر الغذائيّة والماء كموادٌ أُوْليَّة. حيث تتم عمليَّات انتقال الطاقة والمادة بين مكونات النّظام البيئي , فهذه الأحياء الخضراء تكون غذاء للحيوانات آكلة العشب وهذه الأخيرة تكون غذاء لآكلة اللّحوم.
وبعد موت وتفسّخ الأحياء الميّتة وفضلاتها تفقد الطّاقة ولا يُعاد استعمالها نظرا إلى تبدّدها خلال مراحل هذا النّقل, والشّكل التالي يوضح مسارات كلّ من المادّة والطّاقة في النّظام البيئي.
2-السلاسل الغذائيّة داخل الوسط البيئي :
تنتقل المادّة والطاقة من كائن حي إلى آخر عبر مسارات تعرف بالسّلاسل الغذائية. فمثلا : إن طائرا كالصقر قد يتغذى على ثعبان كان قد أكل ضفدعة تكون بدورها قد تغذت على حشرة تغذت هي الأخرى على بعض النّباتات.
فالصّقر في هذا المثالء قد لا يفترسه أي حيوان آخر ولكنّه حتما سيموت يوما ما فتصبح جثته في متناول البكتيريا والفطريات التي تتغذّى بها وتحلل تلك الجنّة محولة إيّاها إلى مواد بسيطة تختلط بالتّربة وتصبح قسما من مكّناتها، وتمتصّ النّباتات الخضراء تلك المواد البسيطة, فتعود المواد لتُستعمل من جديد. ويُعرف هذا التّتابع الاستهلاكي للمادّة والطاقة بالسلسلة الغذائيّة ويُمكن التعبير عن السلسلة الغذائية في المثال السَابق كما الآتي :
وفي مثال البحيرة السَّابق الذكر نجد سلسلة غذائيَّة مشابهة للسلسلة المتعرّض إليها آنفا.
نلاحظ من المثالين السّابقين أن كلّ سلسلة غذائيَّة تتكوّن من أحياء منتجة وأحياء مستهلكة وأحياء مفكّكة.
3- التوازن البيئي :
مفهوم الثوازن البيئي :
إنَ المحيط الحيوي مجموعة من الأنظمة البيئيَّة المترابطة الموجودة
على سطح الكرة الأرضيَّة. والجدير بالملاحظة أن النّظام البيئي يُعدَ نظاما كثير التعقيد نظرا إلى العلاقات المتعدّدة الموجودة بين
الأنواع الحيّة المكوّنة له من جهة وبينها وبين العوامل غير الحيّة من جهة أخرى. حيث تشكلٌ هذه العلاقات نظاما متكاملا متميّزًا بالاستمرار والتّوازن.
إن الركيزتين الأساسيتين للاستمرار والتوازن هما المادة والطاقة. فتفاعل الطّاقة مع المادّة غير العضويّة يعطي مادة عضويّة تبنىمنها أجسام الأحياء والّتي تتحلّل بدورها لتعود مرّة ثانية إلى الحالة غير العضويّة؛ وهكذا يتكرّر استخدام المادة. فالمادة إذن في حالة دوران دائم بعكس الطاقة. ولكن السّمس تمدّ الأرض بالطاقة بصفة مستمرة.
ولتوضح مفهومي التوازن البيئي واختلاله نقترح المثال التّالي الذي يجسَّده المخطّط الآتي :
نلاحظ أن الحلزون في الجزء – أ- يموت بسبب قلّة الغذاء وعدم توفر الأكسجين. وفي الجزء -ب- يموت الطّحلب لعدم كفاية ثاني أكسيد الكربون ( CO2 ) الضروريّ للتَركيب الضوئي أَما في الجزء – ج- حيث يوجد الحلزون والطّحلب معا فيتشكل نظام متوازن نظرا إلى توفر الغذاء والأكسيجين بحيث يحصل كلّ منهما على حاجته من الوسط.
تكون الأنظمة البيئيَّة الطُبيعيَّة بحالة توازن وعندما يتدخّل الإنسان في هذه الأنظمة سواء بإدخال تقنيات جديدة (ريّ المناطق الجاقة مثلا) أو إخراج عناصر بيئيَّة (قطع الغابات مثلا) يودي هذا التدخّل إلى اختلال التوازن , وإعادته تعتمد على درجة التّخريب أو التّحديل اللذين قام بهما الإنسان
ويتضْمَّن مفهوم التّوازن البيئي أمرين : التوازن الحيوي والتوازن غير الحيوي.
1- التوازن الحيوي داخل الوسط البيئي
يشكل الغذاء المحور الأساسي الذي ترتكز عليه صور العلاقات بين الأحياء في النَّظم البيئيّة (علاقة متغذٌ ومتغدّى عليه) . ولكي تجد الأحياء ما تتغذى عليه لا بِدّ أن يزيد الإنتاج من المتغدّى عليه على حاجة المتغذي كي تبقى العلاقة بينهما في حالة توازن.
وإذا حدث أن زادت أعداد كائن حي على حساب أعداد كائن حي آخر جاء كائن جديد يفترسه أو يتطفل عليه. ليحدٌ من تكاثره ليعود التوازن من جديد .
ولا يمكن أن يستمرٌ هذا المفترس (أو الطَفيلي) بحيث يحدٌ من درجة ة تكاثر الأحياء لدرجة تخلَ توازنها مع الأحياء الأخرى.
لأنّ لهذا المفترس أعداء من الكائنات الأخرى تتطفل عليه أو تفترسه لتحدٌ من فاعليئّة. لهذا لا نجد المفترسات تسود وكذلك الشأن بالنّسبة إلى الطفيليات. وعلى هذا النّحو تسير العلاقات الغذائيَّة بين الأحياء بحكمها ميزان في إحدى كفتيه الأحياء الآكلة وفي الكقّة الأخرى الأحياء المأكولة فإذا زادت أعداد المأكول فلا بدّ أن تزيد أعداد الآكل الذي تحدّ من زيادته فوق الحدّ الطبيعي أعداء حيويّة له.
التوازن اللآأحيائي :
إضافة إلى تفاعل الأحياء مع بعضها فإنّها تتفاعل مع العوامل اللاأحيائيّة أيضا من هواء وماء وتربة. وإن أيّ تغيّر في أحد العناصر اللاأحيائيّة ينعكس أثره على الأحياء. وبالتّالي ينعكس على التّوازن البيئي. ويختلّ التوازن البيئي بالأسباب الآتية :
الرّعي الجائر واحتطاب الشجيرات وفلاحة أراضي المراعي عوامل تؤدي إلى جرف التربة وخفض قدرتها على استيعاب مياه الأمطار وبالتّالي خفض إنتاجيتها.
التوسع غير الرشيد في الأراضي الزراعية وتكثيف الإنتاج الزراعي قصد زيادة الإنتاج مع تجاهل الأسس البيئية. أَدّى إلى انخفاض إنتاجيّة هذه الأراضي نتيجة تملّح التّربة أو ارتفاع منسوب الماء الأرضي فيها وبالتّالي خروج هذه الأراضي من نطاق الإنتاج كليًا.
إخراج مساحات هامَّة من الأراضي الزّراعيَّة من دائرة الإنتاج بإقامة المنشآت عليها للسّكن والمصانع والطُرق وللمطارات وغيرها.
الصيد المكتّف سواء منه البحري أو البرّي كان أداة هامَّة في تراجع كثير من الأنواع الحيوانية وانقراض بعضها.
الزّيادة في الفضلات الصَناعيَة أَدَى إلى تلوث مياه البحر والأنهار والأودية والتّربة .
7 – زيادة إنتاج واستخدام الوسائل الحديثة في النّقل أو في الاستعمالات المنزليَّة والعامة أَدَى إلى إنتاج فضلات سامَة لؤثت البيئة.
8 – الزّيادة الكبيرة في عدد السكّان في العالم أدى إلى زيادة الفضلات بمختلف أنواعها وتلويث البيئة بشكل كبير دون أن يرافق ذلك تنظيم أو تخطيط رشيد.
9 – التجارب النوويّة وما رافق ذلك من إقامة منشآت لاستخدام الطّاقة الذريّة والنوويّة في الأغراض السلميّة والعسكريّة أَدّت إلى تلوّث البيئة واختلال التوازن البيئي.
10 – ومن أسباب اختلال التوازن البيئي؛ على نطاق محدود. إدخال حيوان جديد إلى البيئة دون تخطيط مسبّق وعلى سبيل المثال أن أحد سكّان هاواي أدخل إليها بعض الأرانب فلمًا وجدت الغذاء الكافي والمناخ الملائم وقلّة الأعداء توالدت بكثرة وانتشرت في الأراضي الزّراعيَّة وغير الزّراعيَّة فأتلفت الغطاء النّباتي وبرزت مشكلة هي البحث عن وسيلة للإقلال من عددها وكان الحل إطلاق الذئاب لتتكاثر وتتغذى على الأرانب.
1 – استخدام المبيدات بإفراط ودون دراسة علميّة. أَدَى إلى اختلال التّوازن البيئي ومثال ذلك رشّ أشجار الفاكهة بالمبيدات الكيميائيّة لمقاومة حشرة تتطفل عليهاء أَدَى إلى إصابة هذه الأشجار بحشرات أخرى كانت تتغذى بها الآفة الّتي رتت الأشجار لمقاومتها. كما أن رشٌّ المبيدات بالطائرات أدّى إلى تناقص بعض الطيور أو انقراضها كالصقر و الحدأة مما سبّبٍ زيادة أعداد العصافير وتلوث الأوساط المائية. كما أَدَى القضاء على الصّقور والبوم في بعض البيئات إلى انتشار الفئران التي أصبحت تهدّد الغطاء النّباتي .
إعادة التوازن للوسط البيئي :
لإعادة التوازن البيئي لا بدّ من إيقاف وسائل الإخلال به ونورد فيما يلي الوسائل التي تضمن إعادة التّوازن البيئي.
1- التخطيط في استعمال الأراضي. أي استعمالها بحسب ملاءمة إمكانياتها.
2- الإدارة الرّشيدة للمصادر الطّبيعيَّة المتجدّدة (الماء – التربة – الغابات والمراعى – الحيوانات البريّة والمائيّة)
3- الإدارة البيئيّة لأراضي الغاباتات والمراعي عن طريق المحافظة على تعدّد الأنواع النََّاتيَّة فيها.
4 – الإدارة البيئية للموارد المائيّة (تقسيم المشاريع المائيّة إلى قسمين : مشاريع لتخزين المياه خلف السّدود. ومشاريع لتسريع جريان المياه في الأنهار أو القنوات)
5- تنظيم الصيد البحري للحفاظ على أنواع الأحياء البحريّة وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الصيد البرّي.
6 – إقامة محميّات للحيوانات التي بدأت تنقرض لتتكاثر وتقوم بدورها في الأنظمة البيئة.
7- مكافحة التلوث بكلٌ أنواعه.
8 – إنشاء الأحزمة الخضراء حول المدن ومصدّات الرّياح حول المزارع في مناطق هبوب الرياح.