حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة السنة التاسعة أساسي. يمكنكم أيضا قراءة ملخص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة.
وإذا أردنا أن نتحدث بإيجاز عن دور المرأة فى المجتمع الذى تسوده الحضارة الغربية المعاصرة وهو ما يرد مباشرة حين تطلب المقارنة أو يطلب المثال حين يكون هذا الدور محلاً للمناقشة أو البحث. ونستطيع أن نشير إلى أن المرأة فى العصر الحديث بدأ دورها يظهر فى المجتمعات الأوروبية منذ عشرات السنين فحسب فهو دور حديث نسبياً. وقبل عصر النهضة الأوروبية (الذى يمكن اعتبار بدايته فى القرن السادس عشر الميلادى) لم يكن للمرأة دور إجتماعى بل كان يسيطر على المجتمع الفكر التوراتي والذى تحمل نصوصه قدراًكبيراً من الإمتهان والتقليل من المرأة ذاتها وليس من دورها فحسب.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
ثم جاء بعد ذلك عصر النهضة الصناعية وقد كان لهذا العصر تأثير بالغ على المرأة فى أوروبا بوجه خاص؛ إذ دخلت المرأة سوق لعمل بجانب الرجل لتساعده ولكي تضمن لنفسها مورداً للرزق أيضا. واضطرت لترك بيتها والخضوع لسلطة رجل آخر ليس زوجاً ولا أباً ولا أخاً بل صاحب عمل.
ولا حاجة بنا للتفصيل فى شأن ما أصاب المرأة من تعاسة وشقاء وتعرض للقهر إلى جانب تدنى الأجر وسوء المعاملة والذى كان فى جملته جانباً مما يعانيه الرجال أيضاً فى بداية عصر الإنقلاب الصناعى فى أوروبا. كما أننا لسنا في
حاجة إلى بيان ما أدى إليه ذلك من أضرار لحقت الأسرة كلها الرجال والنساء والأطفال أيضاً فى هذه المرحلة لا يمكن الحديث عن دور المرأة فى المجتمع الأوروبى فقد كانت مجرد أداة فى مجتمع الإنقلاب الصناعي.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
يزيد على ذلك أن عمل المرأة استمر فى فرض لون من ألوان الرق والسيطرة عليها فى غياب رعاية اجتماعية وإنسانية.
حرية بدون ضوابط
ولقد ترتب على تعدد الآراء التى ظهرت للاعتراض على ما تقاسيه المرأة من عناء وشقاء أن بدا الإهتمام بقضية المرأة؛ وبداً التشريع الغربى يأخذ طريقه إلى محاولة إنصافها وإزالة العقبات والقيود التى عانت منها. لقد نالت المرأة الأوروبية كثيراً من الحقوق التى تحميها من سلطان الرجل داخل الأسرة وفى المجتمع.
ولكن هذا الاتجاه الذى ساد منذ بداية القرن العشرين اتخذ طريقاً خاطئاً, لقد كان أعظم الاهتمام موجها إلى منح حريتها
تجاه الرجل- الزوج والأب وليس تجاه المجتمع فى علاقاته المعقدة- مع المرأة بالذات- وسارع الجميع إلى الاعتراف للمرأة- بما عدوه من حقوقها الأساسية- حرية الاختلاط مع الرجال وحرية الانتقال والاتصال بلا ضوابط وحرية الرأى والسلوك واحتراف أى مهنة مهما كانت شاقة أو مهينة؛ هذا هو الخطأً المنهجى الذى وقع فيه التيار الداعى إلى إنصاف المرأة فى عالمنا المعاصر والذى ترتب عليه فى نظرنا كل ما كشفت عنه المؤتمرات الدولية والإحصاءات التى عرضت عليها من معاناة المرأة فى أداء دورها الاجتماعي.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
لقد عقدت مؤتمرات دولية عديدة فى العقدين الأخيرين من هذا القرن تستهدف مساعدة المرأة بإقرار حقوقها واكتشاف السبل لرفع معاناتها وفتح الطريق أمامها لتؤدى دورها الإجتماعى الذى تستحقه والذى يعود بالتقدم والإزدهار على المجتمع كله؛ وقد تولت منظمة الأمم المتحدة عقد هذه المؤتمرات إدراكا من المجتمع الدولى لأهمية القضية وتقديراً لدور المرأة في المجتمع المعاصر» وقد اعتمدنا فيما أوردناه فى البحث (على تقرير هذا المؤتمر (المؤتمر العالمى الرابع المعنى بالمرأة).
مغالطات ينبغى كشفها:
إن المرأة فى عالمنا المعاصر يحوط دورها فى المجتمع كثيرمن اللبس والغموض مع العديد من المغالطات التى ينبغى كشفها. فالمرأة فى المجتمع الغربى ما زالت تشقى وتعيش وتعانى بما ترتبه معاناتها من آثار سلبية جسيمة على الأسرة؛ الخلية الأولى التى يصلح المجتمع كله بصلاحها ويفسد بفسادها.
المرأة فى المجتمع الغربى تظهر لنا وكأنها تملك حريتها وحقوقها كاملة. وهى على رأس العمل فى كثير من المواقع الهامة والمؤثرة- وزيرة وسفيرة وأستاذة فى الجامعة ورئيسة وزراء أيضاً .وذلك فى المجتمعات التى تأثرت إلى حد كبير بوضع المرأة فى المجتمعات الغربية بالذات- ومن ذلك مجتمعات إسلامية عديدة؛ ومع أن ذلك حقيقة واقعة وتصب فى صالح المرأة.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
إلا أننا يجب أن نبحث دور المرأة فى المجتمع من خلال عشرات ومئات الملايين من النساء؛ كما تظهر لنا المرأة فى
المجتمعات الغربية وهى تملك حريتها فى علاقتها الأسرية وعلاقتها الاجتماعية؛ حرية الانتقال والاتصال والزى والعمل والتعليم. ولكن وضع ودور المرأة الحقيقى يظهر لنا من خلال ما تكشف عنه وثائق وأوراق وإحصاءات المؤتمرات الدولية؛ وهو يبدو فى كثير من الأحوال على خلاف الصورة التى أشرنا إليها من قبل والتى يشوبها الغموض والزيف فى
أحيان كثيرة.
وثيقة مؤتمر بكين:
تقول وثيقة التطبيق يجب علينا ألا ننسى أن على المرأة أيضاً بجانب الانخراط في ميادين العمل المختلفة واجبات أساسية وعائلية نحو زوجها وأطفالهاء ولكن إذا استطاعت التوفيق بين عملها وبين العائلة فهذا يعد شيئاً مقبولا وهذه الواجبات العائلية لا تمنعها من المساهمة ولو بعض الشئ فى الحياة الاجتماعية.
وفى الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الاقتصادى والاجتماى التابع لمنظمة الأمم المتحدة خلال شهر إبريل سنة 1995 م فى مدينة نيويورك برزت قضايا العنف ضد المرأة واحترام كرامتها الأصلية؛ وظهرت قضية فقر المرأة والأسرةٍ التى تعولها. وهى نسبة كبيرة من مجموع الأسر فى المجتمع؛ كما ظهرت الحالة المزرية لوضع المرأة في بعض المجتمعات- جرائم التعدى على المرأة واغتصابها- وتدنى أجرها- وعدم الحصول على حقوقها فى مجالات العمل وإجبارها على التنكر لأمومتها وحقها فى رعاية أطفالهاء وزيادة الأمراض السرية التى تتعرض لها المرأة وارتفاع نسبة الطلاق إلى 1640 من عدد الزيجات.
فى بعض الولايات الأمريكية وزيادة حالات الإجهاض والمواليد غير الشرعيين (نحو مليون طفل سنة 1979 م فى الولايات المتحدة).
وإلى جانب ذلك لم تتأكد حقوق المرأة فى الأجر المساوى لأجر الرجل عن العمل الواحد ولا فرص العمل المساوبة فى مجالات العمل المختلفة.
ثانياً: الإسلام والحقوق الإجتماعية للمرأة:
يرتبط دور المرأة المسلمة فى المجتمع بدورها داخل الأسرة أشد الارتباط بل إن الأمرين معا تشملهما منظومة تشريعية واحدة ترسم صورة واضحة لرسالة المرأة ودورها في الأسرة وواجبها نحو المجتمع الذى تعيش فيه؛ ولسنا فى حاجة إلى بيان ما تكفله المنظومة التشريعية الإسلامية للمرأة من حقوق داخل أسرتها وما تمليه عليها من واجبات نحوها, إن المرأة فى الإسلام قرينة الرجل وشريكته الكاملة فى الكرامة الإنسانية (ولقد كرمنا بنى آدم) وهى تحمل معه أمانة الخلافة الإنسانية: ( وإذ قال ريك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ) .
كما أن بين النساء والرجال ولاية متبادلة فى المجتمع المسلم (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) والجزاء على العمل واحد (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). والنساء ” شقائق الرجال ” كما ورد فى الحديث الشريف.
وفى نطاق هذه النصوص القرآنية وما يبينها من أحاديث الرسول أوضحت الشريعة رسالة المرأة فى الحياة ورسمت دورها داخل الأسرة وفى المجتمع بما يكفل لها كرامتها الإنسانية ويحفظ لها حقوقها ويعود بالنفع عليها وعلى الأسرة والمجتمع الذى تعيش فيه.
حق التعليم واكتساب المعرفة
لا شك أننا نجد فى تعاليم الإسلام التى وردت فى القرآن الكريم أو السنة النبوية دعوة للتعلم واكتساب المعرفة إذ هو الوسيلة الأولى لمعرفة الدين والاستدلال على أصوله وأركانه الأساسية… ومنذ نزول القرآن الكريم كان التعلم والمعرفة هدفاً للمسلمين عامة- لا بطريقة معينة أو لطائفة خاصة فلم يكن للرجال دون النساء أو لرجال الدين وحدهم كما هو الشأن فى كل الحضارات القديمة- كانت الدعوة إلى الإسلام فى جوهرها تعتمد على التعليم وزيادة المعرفة الإنسانية لدى الناس…
ومن الأدلة القاطعة على صدق ذلك أن أول آية من القرآن الكريم وحملها الوى إلى النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) هى (اقرأ باسم ربك الذى خلق) والسورة التى بها هذه الآية هى سورة العلق.
وقد دعا القرآن الكريم فى عشرات الآيات وفى سور عديدة إلى العلم والتفكير فى الكون بما يحتويه من عجائب المادة والخلق الإلاهى؛ ونجد القرآن الكريم- وهو يحرص على التسوية بين الناس جميعاً ويؤكد هذه القاعدة الأصيلة:
نجده مع ذلك يفرق فى وضوح بين قيمة الإنسان الذى يعلم وبين الذى لا يعلم.
فيقول تعالى: ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فالعلم وطلبه والحق فيه وتفضيل العلماء على غيرهم أمر مؤكد فى القرآن. ولن تجد صعوبة بعد ذلك التوجيه الدينى- فى طلب العلم والاهتمام به كواجب ديني- فى القول بأن المرأة المسلمة مطالبة بالعمل بمقتضاه-وفى حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) وبعض الروايات فيها زيادة ” ومسلمة ” ولم يكن هناك مطلقاً خطاب بطلب قاصراً على الرجل وحده سواء فى آيات القرآن الكريم أو فى السنة النبوية؛ فكانت الآيات والأحاديث عامة وتتوجه إلى الرجل والمرأة على السواء..
لأن حق التعليم واكتساب المعرفة يعده الإسلام من الحقوق المتعلقة بكيان الإنسان ذاته؛ والتى لا يتصور أن يكون فيها تفرقة كما قدمنا.. فهذا الحق مرتبط بالتسوية الأساسية فى التكليف والجزاء للرجال والنساء ويستوى فى ذلك طلب العلوم والمعارف الدينية وغير الدينية مما ينفع الإنسان.
فلم تكن ثمة معرفة قاصرة على الرجال كعلم الدين فى الدين فى الحضارات السابقة وبلغ من حرص النساء على طلب العلم أن طلبن من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. مساواتهن الكاملة فى التعلم منه مباشرة- ولم تتردد المسلمات الأوليات فى السؤال عما يعنيهن عن أمر الدين والدنيا والتوجه إلى الرسول )صلى الله عليه وآله و سلم) بالسؤال.
هذه نقله حضارية لم تكن قائمة من قبل وكانت بعض النساء لايترددن فى سؤال الرسول واستيضاحه ما يقول أو حتى الجدال فيه وقد أورد القرآن:
قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتك إلى الله والله يسمع تحاوركما إن ولا شك أننا لا نستطيع أن نحصر الشهيرات من النساء اللاتي كن على قدر كبير من العلم فى المجتمع. وتبوأت أمهات المؤمنين كأم سلمة رضى الله عنها و غيرها مكانة علمية رفيعة فى نظر المسلمين والمسلمات؛ إذ كان يؤخذ عنهن حديث الرسول.
وخلال عشرات قليلة من السنين ظهرت المرأة المسلمة راوية الحديث الشريف والداعية إلى الله على بصيرة.. والأديبة والشاعرة والفقيهة وكان ذلك فى بداية القرن السابع الميلادى..
ويقول الأستاذ الشيخ/ محمد عبده- إنه إذا كان ما يجب على المرأة أن تتعلمه من أحكام العقيدة والدين محدداً.. فإن ما يطلب منها أن تتعلمه لنظام بيتها وتربية أولادها ونحو ذلك من أمور الدنيا يختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال. كما يختلف ذلك بالنسبة إلى الرجال.. ونلحظ أن هذا الرأي يستند فى جوهره إلى عدم التفرقة بين الرجل والمرأة فى شأن الأهلية للتعليم وهو مبدأ إسلامي أصيل.
وهذه القاعدة وهى خضوع ما يطلب من العلم والمعرفة لظروف المكان والزمان والمصالح المتغيرة هو مبدأ سليم إذ لا يصح فى العقل أن ندفع المرأة إلى طلب العلم فى مجالات تشق عليها ولا تفيدها فى حياتها.. وإذا دخلت فيها تخلفت عن الرجال بسبب فطرى..
فالمرأة لها حق فى اكتساب المعارف كلها وليس عليها قيد فى ذلك ولكن مصلحتها كالمرأة لها رسالتها فى الحياة أن تطلب المفيد والنافع من العلوم والملائم لفطرتها ورسالتها وما تقوم به من أعباء الأسرة وفى المجتمع.
1-حق العمل
يعتبر حق العمل من الحقوق الاجتماعية للمرأة فى الإسلام.. وليس هناك فى الشرع الإسلامى ما يمنع المرأة من العمل فى أي مجال يباح للرجل أن يعمل فيه؛ والعبرة فيما يرد من أحكام شرعية تخص المرأة فى عملها ليست بالعمل ذاته ما دام مشروعاً ومباحاً للرجل.. ولكن العبرة بما يحيط العمل؛ فإذا كانت ظروف العمل أو مشقته لا تقوى عليها المرأة كالقتال فى الحرب أو العمل فى إقامة الطرق والسدود وأعمال التعدين والمناجم فإن المرأة كقاعدة عامة لا تكلف بهذه الأعمال مع أنه لا مانع من الشرع إذا أدتها.
فالعمل فى ذاته غير محرم عليها ولكن ينظر إلى قدرتها البدنية والنفسية عليه وإلى ما يعرضها للمشقة الزائدة أو الضرر فى بدنها أو نفسها أو عرضها- وهذا أمر يرتبط ولا شك فى كل زمان ومكان بصالح المرأة ومصالح المجتمع
كله.
لقد مارست المرأة كل الأعمال تقريباً فى عصر النبوة- أعمال البيت والرعى ومارست زراعة الأرض وجذاذ النخل وهى أعمال شاقة وعملت المرأة جارية للخدمة فى أعمال المنزل كما أن بعض النساء كن يدرن أعمالاً حرفية مثل النسيج وبيع العطور وشاركت المرأة المسلمة حتى فى الجهاد بما يتفق مع قدراتها وأهليتها للعمل.
فقد صاحبت النساء الجيش الإسلامي فى أول عهده وكان النبى صلى اله عليه و آله و سلم على رأس هذا الجيش. وعرف من النساء المسلمات من كن يتصدرن هذا النشاط مثل أم عطية الأنصارية والربيع بنت معوذ- وكان عمل المرأة فى المجهود الحربى يماثل ما يحدث الآن فى الغالب من مداواة الجرحى (كما كانت تفعل رفيدة الأسلمية) وصنع الطعام للجيش ورد الجر إلى المدينة والمشاركة فى نقل المؤن.
ولكن مسئولية المرأة عن العمل لا يدخل فيها العمل الخطر أو الشاق أو الذى يعرضها لضرر بدنى أو نفسى فالشرع يعفيها من الالتزام بالقتال فهو واجب شرعاً عند تحقق الضرورة الداعية إليه على الرجال فقط دون النساء. وإن
لم يكن هناك ما يمنع المرأة من ممارسة القتال.. فقد قاتلت النساء فى عهد الرسول فى معارك المسلمين مع الكفار مثل (نسيبة بنت كعب) وه أم عمارة التى قاتلت بجوار النبي (صلى اله عليه و آله و سلم) فى غزوة أحد
وكذلك الأمر إذا كان العمل الذى تقوم به المرأة بعرضها للتبذل أو الإنحراف؛ فإن الشرع ينهى عنه صيانة للمرأة؛ ومن ناحية أخرى فقد سبق أن ذكرنا أن حقوق المرأة- وحتى حقوق الرجل لا ينظر إليها مستقلة وفى مواجهة بعضها بعضاً وإنما يكون النظر إلى الأسرة فى المجموع الزوج والزوجة والأبناء. ولذلك فإن عمل المرأة مقيد بألا يكون فيه ضياع لصالح الأبناء يتركهم دون رعاية مع حاجتهم إليها.
التأصيل الإسلامي للقواعد المتقدمة:
جرت آيات القرآن الكريم على التسوية بين الرجل والمرأة فى خصوص العمل.
والجزاء المترتب عليه بقوله تعالى“للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب ممااكتسبن”
وهو شامل لعمل الدنيا والعمل للآخرة.
ويقول تعالى: “فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى”
وكذلك الآية الكريمة التى تدل على التسوية فى ثواب العمل وأجره بعضكم من بعض فى الدنيا والآخرة: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).. فالأجر فى الدنيا والآخرة متساو للرجال والنساء على عملهم من أجل الدين أو الدنيا.
من الأحاديث النبوية التى تدل على أصل المساواة قول الرسول (صلى اله عليه و آله و سلم) :”النساء شقائق الرجال“.
إن التأصيل الإسلابى لعمل المرأة وما ورد فيه من آيات فى القرآن الكريم أو السنة
النبوية يظهر لنا حقيقتين:
الأولى
أنه ليس هناك عمل يحرم بذاته على النساء لمجرد التفرقة بحسب الجنس أو القدرات الخلقية للمرأة؛ فالله تعالى خلقها قادرة على العمل كالرجل ولكن ما يحيط بالعمل ذاته من ظروف مثل زيادة المشقة فيه أو التعرض للخطر من ممارسته أو تعريض كرامة المرأة وحقها فى الصيانة والعفة إلى الانتقاص يجعل الأصلح للمرأة وللأسرة وللمجتمع أن تعرض المرأة عن هذا العمل.. وقد كانت صورة ذلك فى عدم فرض الجهاد على النساء لما فيه من الخطر والمشقة وعدم تحقيق المصلحة العامة.
ومع ذلك فإن المرأة المسلمة فى عهد الرسول جاهدت وقاتلت من وراء إلزامهن به.
الثانية
إن عمل المرأة الأسامى والذى يستجيب للفطرة الإنسانية وللمؤهلات والقدرات والخصائص المميزة للمرأة هو رعاية البيت وتربية الأبناء- وهو نوع من التقسيم الصالح والمحقق لمصالح المرأة والأسرة والمجتمع- وليس مبنياً على مجرد التفرقة بحسب الجنس وحده. إذ الرجل يستطيع أن يشارك فى رعاية البيت والمرأة تستطيع المشاركة خارج البيت ولكن العبرة فى الحياة الاجتماعية وأصولها بما يحقق مصلحة الفرد والأسرة والمجتمع.
:ثالثاً: المشاركة الإجتماعية وضوابها
يميز حقوق المرأة المسلمة- بعد أن تميزت كرامتها وقيمتها الإنسانية فى القرآن والسنة- أنها حقوق تعود عليها وعلى الأسرة وعلى المجتمع كله بالنفع والخير.. وأنها حقوق تنهض بالمرأة لتحقيق ذاتها و آمالها ورسالتها فى الحياة.. وليست حقوقاً يقصد بها أن تنفلت المرأة من متطلبات الحياة الأسرية والاجتماعية.. وأن تصبح مجرد إنسان أنانى تفكر فى نفسها خارج نطاق الأسرة وتطالب بما تعتقد أنه يحقق لها حريتها الكاملة فى نفسها أولاً وأخيراً..
وهو مبداً مرفوض فى الإسلام لا بالنسبة للمرأة.. ولكن بالنسبة للرجل أيضاًء لقد قيده الإسلام فى نطاق الأسرة حين يريد أن يعدد زوجاته وحين يطلق زوجته بالعدل وإلزامه بما يترتب على مفارقة الزوجة بالطلاق حتى لا تضيع المرأة
ويضيع الأبناء.. ألزم الإسلام الرجال والنساء معاً بالعيش داخل الأسرة فى نظام تشاركي يكفل لكل منهما حقوقاً تعود على الأسرة جميعا بالخير.. وألزم الرجال والنساء بالعيش فى مجتمع الطهر والعفة يقول تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها).
الهدف الذى ينبغى تحقيقه أن يتسلح المجتمع بالخلق القويم والقيم السليمة ويتميز بالعفة وأن يقطع أسباب الانحراف. وهذا ما أوجبه الإسلام على الرجال والنساء معاً والقرآن الكريم يذكر المؤمنين بقواعد عديدة تحفظ للمجتمع عفته وطهره فى علاقة الرجل بالمرأة فى المجتمع .
فالمرأة ليست معزولة عن الرجل عزلاً كاملاً لأن لها حق التعليم ولها حق العمل مما يفرض عليها أحياناً أن يكون لها اتصال بالرجل؛ وقد بدأ هذا الاتصال واضحاً وظاهراً فى عصر النبى (صلى اله عليه و آله و سلم) فلم يكن مجتمع
المسلمين منقسماً إلى مجتمع للرجال وآخر للنساء.
ولا كان هناك عزل بينهما فى شئون الحياة وأمور المجتمع؛ وكان لقاء الرجال والنساء يتم بحسب ما تفرضه المشاركة فى الحياة وبحسب المصالح الدينية والدنيوية لهاء وفى بداية الإسلام بل فى الفترة التى عانت فيها الدعوة إلى الله هاجرت النساء إلى بلد بعيد- عبر البحر- إلى الحبشة مع الرجال فرااً بدين اللّه وبايعت النساء النبى (صلى اله عليه و آله و سلم) على الإيمان والسمع والطاعة ومكارم الأخلاق. وأورد القرآن الكريم: (يا أيها النى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشكن باللّه شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) فالمجتمع كان واحداً لا عزلة فيه ولا تقسيم فى حياة الناس اليومية سواء فى أمور الدين أو مصالح الدنيا.
ولكن الذى يميز هذا الاتصال وهذا التعاون ويزين مشاركة المرأة للرجل فى كافة أمور الحياة- فى الدين والدنيا وداخل البيت وخارجه هو الخلق القويم واحترام كل منهما للآخر وإحسان الظن به.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
لقد بايعت المرأة الإمام الأعظم للمسلمين وهو عمل يعد من أعمال المشاركة السياسية ولقد التقى الرجال والنساء فى أماكن العلم والعمل ومواطن الجهاد وأسواق التجارة. ولم يكن هدف المسلم الحق أن يخلو بامرأة أو يلمسها بشهوة أو يتحرش بها بالقول أو الفعل. وهو للأسف ما يجرى فى كل المجتمعات الآن ويلقى على فكرة مشاركة المرأة ظلالاً كثيفة من الشك والرفض ويفتح الباب للتضييق عليها أشد الضيق سداً لذرائع الفساد ومنعاً للفتنة. وكان اللقاء الذى جعله الإسلام محققاً للمصلحة ولمقاصد الشرع هو لقاء الرجال بالنساء جمعاً على أدب الإسلام وليس لقاء الرجل بالمرأة فى خلوة يكون ثالثهما الشيطان..
والحقيقة أنه لو التزم الرجال والنساء أدب الإسلام لما تعقدت أمامهم مشكلات ما يسمونه بالاختلاط الذى يسود الحياة الاجتماعية اليوم.
إن اللقاء فى جماعة من الرجال والنساء بأدب الإسلام فى القول والنظر والزى جائز- وهو اللقاء الذى تترتب عليه جميع مصالح الناس فى أى مجتمع بل إن اللقاء بأدب الإسلام الذى ذكرناه أكثر تحقيقاً للمصالح المقصودة دينياً ودنيويا. وهو أفضل من عزل مجتمع النساء عن مجتمع الرجال عزلاً تاماًكأن الله تعالى فرض علينا ألا تكون هناك معاص وذنوب يتوب الإنسان منها إلى الله فيتوب عليه.
إن مشاركة المرأة المسلمة فى المجتمع تتحدد فى الإسلام على أساس ضرورات جنس المرأة واحتراما وتقديراً لقدرتها وملكاتها وقدراتها ودورها وجهدها لبقاء الحياة واستمرارها..
أما محاولة إلغاء الفوارق الفطرية- فى الخلق الإلهى بين الرجل والمرأة- فلن تكون لصالح المرأة أبداً. إن الفطرة والسنة الإجتماعية العامة منذ بداية الخلق ميزرت الرجل بقدارت وملكات خاصة .. وميزت المرأة بقدرات وملكات أخرى ؛ بحيث يتكامل النوع البشرى ويتكافل فى أداء رسالته الكبرى فى الخلافة الإنسانية بعبادات الله وحده وتعمير الأرض بالحق والخير والسلام لكل البشر.
وفى المجتمعات الإنسانية كلها قديماً وحديثاً وحتى فى الوقت الحاضر تبدو مشاركة المرأة فى الحياة الإجتماعية خارج بيتها أقل من مشاركة الرجل ؛ إذ المرأة لها رسالة متميزة هى وحدها التى تملك الطاقات والملكات التى تحقق هذه الرسالة.
اضطهاد المرأة
دأب البشر على تقسيم النوع الإنساني إلى ذكور وأناث حتى في أرق الدول المتقدمة ولم يكن ضابط تقسيماتهم واضحاً فهناك من عدَّ هذا التقسيم دلالة فارقة بين الفرد الأقوى والمتميز. عقلياً والفرد الضعيف من ناحية جسمه وعقله. وهناك من عن الأنثى ليس في عداد البشر ؛ أو أنها شر لا بد من اجتنابه . وهناك من يرى أن هذا التقسيم هو بسبب الفوارق الجسمية والاختلاف بين سيكلوجية الجنسين وليس أساساً لتكريس تميِّز أحدهما على الآخر ؛ أما في الحضارة الغربية
الحديثة ,على الرغم من أنها رافعة لواء تحرير المرأة و مساواتها بالرجل ؛ فلم تكن أفضل حالاً من سابقاتها فيكاد شعاراتهم في تحرير المرأة تبني تحريرها من سيطرة الرجل شكلياً وهذا ما نلحظه
واضحاً.
بل ازدادت سيطرته الفعلية عليها ، إذ إن تحريرها لم يكن يستهدف فكرها ونظرتها لنفسها على أنها إنسانة كأخيها الرجل لها طموحاتها كما أن له طموحاته ولها أن تبدع وتشارك في ميادين الحياة كافة كما هو حاصل له ؛ إذ لم تكن هناك دعوات جادة لذلك بل رأينا تحرير المرأة من القيود المفروضة عليها من قبل الرجل من ناحية الملبس والعمل والجنس ؛ وخرجت لنا المرأة بعبودية أشد مما كانت؛ ف “موظات الملابس ” التى تأخذ طابعاً جنسياً ودور الأزياء وحفلات الرقص والغناء وأنواع مساحيق التجميل والحلاقة كلها أدخلت المرأة في هوس الإثارة وجعلت منها دمية تحركها الأهواء يميناً وشمالاً وغدت عملية إثارتها للرجل هو العمل الرئيس لها.
فهي من حيث تشعر أو لا تشعر غدت مملوكة للرجل بكيانها كله ، أما شعور المرأة بدورها الرسالي في المجتمع وسعيها مع أخيها الرجل للتغير الاجتماعي ومكافحة الظلم ونشر العدالة بين أبناء المجتمع والوقوف بوجه أصحاب المصالح ورؤوس الأموال والفاسدين الذين يتحكمون في كل مفاصل الحياة فهذا ما لم نلمسه بالواقع إلا محاولات ضئيلة جداً .
فهذا الإنسان (المرأة) لم يأخذ دوره الحقيقي المبتغى منه ؛ فاللّه سبحانه خلق الناس ذكوراً وإناثاً وطلب منه وكلفهم بالسي لتحقيق الغاية التي من أجلها خلقوا ؛ وهي السمو بالإنسان نحو درجات التكامل والرقي ؛ وهذا لا يكون إلا بإزاحة الظلم عن الساحة الإجتماعية » وبما أن المرأة الآن هي الطرف الأضعف في المعادلة فقد عُرّضّت لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد والاستغلال .
فالأم في بيتها يكال لها مجموعة من الأعمال الشاقة منها تربية الأطفال وتنظيم أمور المنزل ليكونوا بذرة صالحة في المجتمع . وهذا شيء جميل جداً إلا أنها للأسف الشديد تُضِطهَد من قبل الزوج والأهل و من المجتمع لا سيما إذا فُقَد زوجها جراء الاضرابات السياسية والأمنية ؛ وهذا ما شهدناه على الساحة العراقية. فالمرأة قامت بدور الزوجة والأم والأب خلال هذه الأجواء المضطربة وتحملت الآلام والمآسي والتهجير. ولم تسع الحكومة إلى تخفيف الظلم الواقع عليها
بل إنها : أي الحكومة ، تضع إجراءات روتينية كثيرة أمام منح المرأة مبالغ هي أقل من حقوقها بكثير .
فدائرة الرعاية الاجتماعية التي كانت المسؤولة عن إعطاء منح للأرامل والمطلقات ومن لحقهن الظلم الاجتماعي ؛ لم تقدر معاناة المرأة بل أجحفت حقها وظلمتها . وما دموع الأرامل وأهات المطلقات وأنين أطفالهن على عتبة أبواب الرعاية الاجتماعية إلا شاهد حى على الانتهاك الصارخ لحقوقها.
أما في ميدان العمل فإنها تُستغّل بشكل بشع ودنيء فقلة الأجور وعدم تكافتها مع رواتب وأجور الرجال موجود في كل أنحاء العالم حتى في الدول الديمقراطية. وتعرضها للابتزاز والتحرش الجنسي من قبل القيادات الإدارية في مواقع العمل واضح وكثير حتى وصل هذا الأمر إلى الدولة
التي تتزعم النظام العالمي الجديد: إذ تحرش رئيسها الأسبق ” بيل كانتون ” بإحدى موظفات البيت الأبيض ؛ وهي أشهر فضائح الرؤساء في العالم .
المرأة وراء كل عمل عظيم فهي حياة القلوب وأساس التقدم ,وبانية الأمجادنعم فأن دور المرأه الذى أختصها به الله سبحانه و تعالى عظيم فهي من يدفع الرجل للنجاح بل هى حققت بالفعل النجاح فى جميع المجالات ( وراء كل رجل عظيم أمراه ). وهى من تبنى الأجيال وتعد الرجال والاطفال ليصبحوا صالحين ناجحين فهي الأساس فى الاسرة وبالتالى المجتمع وغيابها انهيار الكيان لأسرة والمجتمع ولذا مع غياب الأم وخروجها عن الدور الحقيقى نتيجه لأسباب كثيرة. وأساسها الحاجه الاقتصاديه أدى الى ارتفاع الجريمه والفساد والإنحراف وحالات الطلاق وكثير من الظواهر الإجتماعيه التى تحمل المرأة سببها الأول غيابها عن دورها الحقيقى ومع الوقت أنشغلت المرأة بقضايا أخرى. وهي مبارزه الرجل وأثبات أنها تستطيع تحقيق ما يقوم به وأفضل منه وبالفعل. نجحت فى مجالات كثيره واثبتت أنها تستطيع أن تؤدى أفضل من الرجل فى أماكن مختلفة. ولكن على حساب دورها الحقيقى مع أولادها وأسرتها وإذا تعارض هذا مع ذاك فلا جدال أن الدور الذى خصها به الله هو الأساس | ولاولى | أن تقوم به أهمية دور المرأه مع أبنائها والمرأة هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة وبها يتأثر ,ومنها يكسب أخلاقه , وصفاته ,وعنها يأخذ عاداته ,ومميزاته.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
ولما كان الطفل محط أمل أمته ,والرجاء الذي ينتظره الوطن ,لذلك وجب علينا أن نرعى طفولته ونتعهدها بالري والاسقاء كي تعطي ثمرة يانعة تؤتي أكلها في كل حين.
كي نجني من هذه الثمرة شباباً مخلصاً واعياً ورجولة خيرة منتجة,لا بد لنا من تعليم الفتاة وتهذيبها وتربيتها وتوجيهها بإعدادها إعدادا صحيحا من الوجهتين العقلية والخلقية كي تكون امرأة فاضلة جميلة , متعلمة, وأما واعية تقوم بواجباتها العائلية بيقظة تامة وعزم صادق. ولا يختلف إنسان على أن من أعظم الأعمال الإنسانية القيام بتربية النشء في فترات الحضانة التربوية؛ وغياب المرأة في هذا الشأن يؤدي إلى كوارث في بناء الشخصية يصعب إزالتها مع الأيام إلا برحمة من الله تعالى.
أذا عدنا إلى الدين وكيف أعز الله المرأه فى الاسلام ومنحها الكثير من الحقوق التى لم تكن تتمع بيها وكرمها لعرفنا أن الحياه لن تستقيم ولا يصح المجتمع الا بالعوده لدين وبدور المرأة التى خوله لها الله سبحانه و تعالى.
كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها؟
كانت المرأه قديما تساعد الرجل فى العمل فى المجتمع الريفى ولكن فى المدينه الوضع يختلف ولذا يجب العمل على بذل جهدا في تصميم مناهج خاصة للمرأة تجعلها أكثر قدرة على أداء رسالتها الإنتاجية؛ وحتى تكون هناك تنمية إسلامية بديلة ينبغي أن تعمل الجماعات الإصلاحية على تدريب النساء على حرف منزلية يزيد بها الإنتاج القوي. كما يزيد بها دخل الأسر وعلى ذلك يمكننا القول إن دور المرأة أساس ليس في التنمية فقط من حيث ترشيد الاستهلاك؛ أو من حيث كونها مساهمة إيجابية بما يتفق وطبيعتها – وإنما من حيث وجود المجتمع المسلم السوي ذاته من خلال إقامة بيت مسلم يسير وفقا لشرع الله (عز وجل).
ونخلص من هذا إلى أن ربة البيت تعمل أكثر من نظيرتها التي تعمل خارج المنزل وهي أيضا (امرأة عاملة).
من قال إن المرأة التي تبقي بالمنزل لا تعمل؟
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
تشير إحدى الدراسات التي أجريت في أمريكا في السبعينيات إلى أن ما يحققه العمل المنزلي للمرأة من عائد يمثل حوالي ثلث الناتج القوي إذا قيم بأسعار السوق وأن متوسط قيمة الإنتاج المنزلي الذي تقوم به الزوجة الأمريكية يمثل حوالي 60بالمئة من الدخل القوي للأسرة (الزوج والزوجة معا) من عملهما خارج المنزل. وأن الخسارة في قيمة الإنتاج المنزلي الناجمة عن خروج المرأة للعمل تساوي تقريبا الزيادة النقدية التي تحققها المرأة نتيجة لالتحاقها بالقوي العاملة بالقطاع المنظم. وتبقى المرأة المسلمة جزاً لا يتجزاً من المجتمع؛ بل هي أم المجتمع وصانعة رجاله. وصدق خير البشرعندما قال النساء شقائق الرجال.
المرأة في الإعلام
أصبحت الشبكة المعلوماتية رغم تطورها تسبب أنماطا مختلفة من الإخلال بالحقوق الأخلاقية العامة للإنسان المعروفة بالحياء, فقد أصبحت أنوثة المرأة مثلا بمثابة آلة تسوق و تروج لسلع معينة دون اكثرات لكرامة إنسانية المرأة و مكانتها في المجتمع, فقد أصبحنا نشاهد على شاشات و مجلات مغربنا الحبيب مجموعة من النساء اللواتي يتم استغلالهن في تقديم وصلات إشهاربة. قد تكون أحيانا مخلة بالأخلاق و الثقافة العربية وكذا المبادئ الإسلامية و استبدالها بما أصبح ويسمى ثقافة العري التي هي أساس لترويج بضائع و سلع تعود على أصحابها بالربح الوفير.
خلقت المرأة أساساً لتتحمل مسؤولية إدارة الأسرة ولتربي أولادها. ولا شك أنها تشعر بفخر واعتزاز وأنها تؤدي دورها الطبيعي في الحياة. ومن المؤسف جداً أن نجد بعض النسوة اللواتي يودن أن يتصفن بصفات الرجال ويمتنعن عن أداء
واجباتهن الطبيعية. لذا من الناحية العقلية والعلمية على كل فرد من أفراد المجتمع أن يعمل ويتصرف وفق الأسس التي وضعت له.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
والمجتمع الطبيي والسالم, هو الذي تجد أفراده يتصرفن ويعملون فيه وفق استعدادهم الحقيقي, وعلى هذا الأساس, فإن النساء اللواتي يتمنين أن تكون لهن مسؤوليات الرجال يقعن في أمرٍ خاطئ. وانه مرض من الأمراض التي ابتلين بها والأمر ينطبق أيضاً على الرجال الذين يحاكون النساء. فالمجتمع الذي تجد أعضاءه قد لطخوا وجوههم بالأصباغ المستوردة والماكياج واختفت شخصيتهم الحقيقية خلف الأقنعة ستضيع فيه الموازين والقيادة في الأسرة والمجتمع وبالتالي إن أفراد ذلك المجتمع لا يعرفون كيف يتصرفون والنسوة بحكم كونهن نساء عليهن واجبات يجب مراعاتها. وأهمها تربية الأولاد ولك يتمكّن من أداء هذا الواجب عليهن مراعاة هذه الأصول..
إدارة المنزل
كي تستطيع المرأة تربية أولادها, يجب أن يكون لها مكان آمن وهادئ, ويكون باستطاعتها أن تتصرف في المكان وفق ما تشاء مع وجود بعض الوسائل الترفيهية اللازمة. وهذا المكان بلا شك ليس هو الدائرة أو العمل. فهي بحاجة إلى أن يكون لها رأي يسمع لتربي من خلاله أولادها, ومن المؤكد أن هذا الرأي لا يرتبط إطلاقاً بالشؤون السياسية.
حجج وأفكار محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
فالبيت هو المكان الوحيد الذي تستطيع فيه المرأة أن تربي أولادها ولتقول كلمتها وهي مرتاحة الخاطر. وإذا تمكنت من الحصول على المكان الذي تستطيع أن تقول فيه كلمتها النهائية, استطاعت بالتالي من إدارة البيت وتربية الأولاد, فلكي تستيطع ذلك.
يجب أن تكون كلمتها هي المسموعة, ورأيها هو المطاع, وأنها تستطيع بالتالي أن تدير بيتها في جو مشحون بالحب والعفة والاحترام المتبادل وتتصرف بحكمة وعقل وتسعد أفراد أسرتها فالبيت هو للمرأة وكما قال الرسول الأكرم (ص) :” المرأة سيدة بيتها ومسؤولة عن رعيتها”.