تلخيص محور أحلام ومطامح – الثامنة أساسي
ملخص محور أحلام ومطامح - ثامنة أساسي
تلخيص محور أحلام ومطامح وهو المحور الخامس من محاور اللغة العربية للسنة الثامنة أساسي 8 أساسي. يمكنكم أيض قراءة تدريب على الإنشاء محور أحلام ومطامح.
لئن عرف بعض الفلاسفة القدامى الإنسان بأنه حيوان ناطق وأحيانا حيوان ضاحك إلى غير ذلك ئمن التعريفات فإنه يمكن تعريفه أيضا بأنه كائن حالم طموح.
يستوجب تحقيق المطامح وتجسيد الأحلام خصالا عديدة وصفات جليلة منها قوة الشخصية والإيمان بالذات وبالقدرة على تحدي المتاعب مهما كانت شدتها، يقول أبو القاسم الشابي على لسان الريح:
إذا ما طمحت إلى غاية نسيت المنى وركبت الخطر
وهذه العراقيل قد تكون ذاتية مثل التردد والخجل اللذين قد يتحولان بمرور الزمن إلى ” مانع ذاتي” وقد تكون موضوعية . خارجة عن الذات مثل المجتمع وتقاليده وعاداته التي قد ترجع إلى قرون مضت.
وفضل المرء يتمثل في التمرد على هذه التقاليد البالية وتحدي العادات المتخلفة خاصة تلك التي اتخذت بمرور الزمن طابع القداسة، مثلما فعلت ” ريا”في نص ( أريد أن أكون حرة) لقد رفضت الواقع المفروض عليها وتمردت على الموجود طامحة إلى أخر منشود تعيش فيه حرة بذاتها ولذاته.
التفاؤل والإيمان بالمستقبل والاعتقاد أن الظروف مهما كانت صعبة وقاسية فإنها تتفتت أمام إرادة الإنسان، فالحلم ضروري لتحقيق الطموحات، واليأس محبط مشل، والإنسان الإيجابي لا يكتفي بلعن الظلام، فذلك لن يغير من الواقع شيئا بل بإمكانه إشعال شمعة تبدد الظلام ولو جزئيا وتنشر الضياء ولو ضعيفا.
الإنسان الطموح يعتقد جازما أن الأفضل لم يأت بعد، وأنه قادر بذاته على صعود درج الحياة مهرولا أو بتؤدة وصبر ، درجة درجة، المهم عدم التوقف. وإن توقفنا فلالتقاط الأنفاس وتجميع القوى والانطلاق من جديد مثلما قال المسعدي في مسرحية السد على لسان غيلان” لا تكون الطريق طريقا حتى تكون بلا نهاية”.
الإصرار على المبدإ والثبات أمران ضرورتان لتحقيق الطموح فالإرادة الحق تكفر بالمستحيل لأن لفظة مستحيل ” غير موجودة إلا عند من تعطلت بصائرهم وعميت أبصارهم وتفتتت عزائمهم وانهارت إراداتهم. أما الذين عرفوا عناد النفس في كفاحها العنيف وفي مغامراتها واقتحامها معاقل المجهول.
فيدركون أنها سائرة إلى أهدافها البعيدة التي مكنتها حتى اليوم من أهدافها القريبة، فالسلاح الذي سلحتنا به الحياة لتمكننا من الاستمتاع بها كاملة أمضى من أن يقله وجع أو مرض أو موت، بل إن هذه العوائق عند الإنسان الفاعل المريد ما هي إلا حوافز وعوامل دفع وشحذ الهمم وتقويم للعزائم .
طريق الحياة طويل لا يخلو من مصاعب وأشواك وعراقيل ما يستوجب عزيمة قوية وإصرارا جديدا. متسلحين بالأمل والطموح ولأن الإنسان دون طموح ودون أمل يرتد إلى مصاف النعام ، والحياة صراع الوجود فيها الأكثر الناس حلما وطموحا وإرادة ، كما قال الشاعر احمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وكما قال أبو القاسم الشابي على لسان الأرض :
أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع بالعيش عيش الحجر
ولا يكاد يخلو امرؤ من الطموح والتوق إلى الأفضل لكن فؤتهما تختلفان من شخص إلى آخر.
كما قال المتنبي
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
تلخيص محور أحلام ومطامح
والطموح ضروب وأنواع منه الطموح الفردي كان يتوق المرء إلى تحقيق غاية معينة في مهنة أو وظيفة أو غيرهما ).
ومنها ما هو عائلي كان يطمح الفرد إلى أن بحق لعائلته ما ينقصها وينقذها من الفقر والخصاصة ويرقي بها إلى مستوى اجتماعي واقتصادي أفضل. ومنها ما هو وطني ويتمثل في الحلم بالارتقاء بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى الميادين (رياضيا أو علميا أو أدبيا أو اقتصاديا، حسب اختصاص المرء).
ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا اتخذ المرء لنفسه تخطيطا. وحدد أهدافا واضحة دقيقة ، مثلما فعلت اليابان إبان الحرب العالمية الثانية ، وقد خرجت منها مهزومة ضعيفة مدمرة ، فاجتمع مسؤولوها (من الساسة وعلماء اقتصاد ومهندسين وأساتذة….).
ووضعوا خطة لترميم الاقتصاد والارتقاء بالبلاد إلى سالف قوتها مرحلة تلو أخرى. وكان لهم ذلك فصاروا أول دولة عالميا في إنتاج النسيج سنة 1960 ثم خططوا لتصدر العالم في إنتاج الفولاذ. وبالرغم من افتقارها إلى المواد الأولية ما أن بلغوا سنة 1970 حتى حققوا هذا الحلم الذي كان موضوعيا من قبيل المستحيل.
ثم تصدرت اليابان العالم سنة 1980 في إنتاج الإلكترونيات.
من كل ذلك ندرك أهمية تحديد الأهداف في حياة الأفراد والمجتمعات، وندرك أيضا أن الطموح به تخطيط دقيق ودون تحديد متميق لا يثمر وقد لا يصل بالمرء أو الدولة إلى ما يصبوان إليه.
لئن ارتبط الطموح عادة بالشباب فإن الكهل أو الشيخ ، خاصة في الدول المتقدمة يظل يحدوه الأمل إلى أخر سنين حياته، فترى الشيخ منهم وفد بلغ من السن عنها يتعلم لغة أو يساهم في نشاط اجتماعي أو فتي أو بمارس هواية قد يراها البعض لا تتناسب وسنه مثل الرسم الزيتي او اليوجا أو المشاركة في نشاط علمي وكأنه يعيش أبدا.