شرح نص خشية ورجاء لجميل ابن معمر مع الإجابة عن الأسئلة | الأولى ثانوي
نص خشية و رجاء الاولى ثانوي
شرح نص خشية ورجاء لجميل ابن معمر السنة الأولى ثانوي مع الإجابة عن الأسئلة. النص ضمن المحور الأول من محاور العربية محور شعر الغزل.
التّقديم : قَصِيدَة خَشِيَهُ وَرَجَاء
قَصِيدَة خشية ورجاء عَمُودِيَّةٌ غَزَلِيَّة لرائد الْغَزْل الْعُذْرِيّ ” جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ ” الْمُلَقَّب بِجَمِيل بُثَيْنَة ، وَرَدْت عَلَى بَحْرِ الطَّوِيلِ و تَنْدَرِج
ضَمِن المحور الْأَوَّل : شَعْر الْغَزْلَ فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلُ لِلْهِجْرَة.
الْمَوْضُوع : قَصِيدَة خَشِيَهُ وَرَجَاء
اسْتِحْضَار الشّاعر لِلَحْظِه الْوَدَاع و وَصَايَا بُثَيْنَة بِكِتْمَان السرّ و مَوْقِفٌ جَمِيل مِنْ ذَلِكَ.
تُوصِي بُثَيْنَة الشَّاعِر بالتكتم عَلَى سِرِّ عَلاَقَتَهُمَا العاطفية و اِسْتِجَابَةٌ الشَّاعِر لَهَا فِي إِطَارِ مُجْتَمَع بَدَوِيٌّ مُحَافَظ.
الْمَقَاطِع : قَصِيدَة خَشِيَهُ وَرَجَاء
يُمْكِن تَقْسِيم النّصّ إلَى مقطعين حَسَب مِعْيَار الْمَضْمُون
مِنْ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ إلَى الْبَيْتِ 8 : وَصَايَا بُثَيْنَة
البقيّة : اِسْتِجَابَةٌ جَمِيل
قَام الشَّاعِر (جميل بْن معمر) فِي بِدَايَةِ الْقَصِيدَة وَصْفًا حِسِّيًّا مُقْتَضِيًا للمعشوقة و يُفَسَّر ذَلِك بانْتِمائِه إلَى مَذْهَبِ فِي
العِشْق
قَائِمٌ عَلَى التَّعَفُّف و السُّمُوّ عَلَى شَهْوَةِ الْجَسَد ( خِلَافًا عَلَى عُمَرَ ابْنُ رَبِيعَةَ فِي الْمَذْهَبِ الإباحي ) .
يَرْكُز الشَّاعِرُ عَلَى سَرْدِ الْأَقْوَالِ لَا الْأَفْعَالَ و الْأَحْوَال . أَقْوَال بُثَيْنَة تَعْكِس جَوَانِب مِن شخصيتها
الْمُقْطَع الأوّل : وَصَايَا بُثَيْنَة
آخِرِ يَوْمٍ عشيّة : قَرَائِن زمنيّة
ودّعت لَاح قَال : أَفْعَالٌ فِي صِيغَةِ الْمَاضِي
تنفتحُ الْقَصِيدَة بِلَحْظَة الْوَدَاع بَيْن الحَبِيبَيْن
اسْتِحْضَار الشّاعر ذِكْرَى الْوَدَاع عَبَّر المخيّلة
← اشْتِغَال الذّاكرة : نَحْن إمَام كِتَابِه ذَاكِرَة
هَذِهِ الْكِتَابَةَ تَخْضَع لثنائيّة : التذكّر النّسيان
التذكّر : هُو الذّي سَيْطَر عَلَى الشّاعر
هَذَا الْوَدَاع الماديّ لَمْ يَسْتَطِعْ تَغْيِيب صُورَة الحبيبة
← شدّة تعلّق الشّاعر بِهَذِه الحبيبة
ودّعتْ : فَعَل مُسْنَدٌ إلَى بُثَيْنَة
يُحمّلُ الشّاعر ضمنيّا بُثَيْنَة مسؤوليّة هَذَا الْفِرَاقُ و مَا نَتَجَ عَنْهُ مِنْ الْأُمِّ و أَحْزَان و مُعَانَاة
آخَر ودّعت غَاب : مُعْجَم الْمَوْتِ وَ الْفَنَاء
يعتبرُ الشّاعر أنّ هَذَا الْفِرَاقُ النّاتج عَنْ حَدَثٍ الْوَدَاع يُساوي مَوْتًا معنويّا ، لأنّه يعتبرُ بُثينة رُوحه التّي يُحَيَّا بِهَا
.
لَاح = ظَهَرَ بِأَنْ
خدّ مَلِيحٌ و مِحجر : مركّب عِطْفَي : فَاعِل
خدّ مَلِيحٌ : مركّب نَعْتِي : مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ
لَهَا : مركّب بالجرّ : مَفْعُولٌ بِهِ متقدّم
يَتَأَرْجَح النّصّ بَيْن زَمَنِين :
زَمَن الْخَبَر / الْحِكَايَة / الْوَقَائِع : حَدَث الْوَدَاع
نص خشية ورجاء
زَمَن النّظم : قَوْل الشّعر
← المدّة الزمنيّة الْفَاصِلَةُ بَيْنَ الزَّمَنَيْنِ لَمْ تَسْتَطِعْ تَغْيِير مَشَاعِر الشّاعر
← هَذِه الْمَشَاعِر ازْدَادَت نموّا : الْفِرَاق هيّج مَشَاعِر الشّاعر و طوّرها
ورَدَ الْوَصْف الحسيّ مُقتضبا : اكْتَفَى بِبَعْضِ مَلامِح وَجْه الحبيبة ( الخدّ المِحجر )
إشَارَةٌ حضاريّة إلَى لِباسِ الْمَرْأَةِ فِي ذَلِكَ الْعَهْدَ ، و عَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ لِبَاسَهَا فِي ذَلِكَ الْمُجْتَمَع الْبَدَوِيّ
لَمْ يَسْتَطِعْ الشّاعر رُؤْيَة هَذَا الْجُزْءِ الماديّ مِن الحبيبة إلاّ فِي لَحْظَةِ الْوَدَاع
← يَكْتَفِي الحبّ العذريّ بِالْوَصْف المعنويّ
← مَفْهُوم العفّة مِنْ الْمَفَاهِيمِ المركزيّة فِي تَجْرِبَة الحبّ العذريّ
← الحبّ العذريّ عَابِر للزّمن مُتحرّر مِن حتميّاته
قَالَت : فَعَل قَوْل و حِكَايَة
نَمَط الْكِتَابَة : الحِوَار
لَا تذيعنّ : نَهْيٌ يَخْرُجُ عَنْ مَعْنَاهُ الأصليّ و هُوَ طَلَبُ الكفّ عَنْ الْقِيَامِ بِالْفِعْلِ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِعْلَاء لِيُفِيد الِالْتِمَاس
ارعه احفظنّ ظَاهِر أَعْرَض : أَمَر ( مَعْنَى الِالْتِمَاس )
← أُسْلُوب إِنْشائِي طَلَبِي
لَا تذيعنّ أَحْفَظ أَسْتَر : مُعْجَم التخفّي
← يَعْكِس الْأُسْلُوب الإنشائيّ حَالَة الحبيبة النفسيّة ، فَهِي ممزّقة بَيْن الْكِتْمَان ( التخفّي ) و الافتضاح ( الِانْكِشَاف )
وَصَايَا بُثَيْنَة :
كِتْمَان السرّ ( الحُبّ )
رِعَايَة الحُبّ
← الرّغبة فِي التخفّي و الْكِتْمَان
ستُقدّم الحبيبة نَصَائِح عمليّة ( مَجْمُوعِهِ مِنْ التصرّفات و السّلوكات ) تَضَمَّن كِتْمَان السرّ :
حِفْظ الطّرف ( الْبَصَر )
الْإِعْرَاضَ عَنْ الحبيبة عِنْدَ مُلَاقَاةِ الرّقيب
التّظاهر بالبُغض.
← تعترضُ الحُبّ العذريّ عدّة صعوبات و عَراقيل تعمّق أَزْمَةٌ المحبّين.
الرّقيب الْوَاشِي النّاصح : شخصيّات مُعرقلة تُجسّد صُورَةٍ هَذَا الْمُجْتَمَعُ الْبَدَوِيّ الذّي لَا يَعْتَرِف برقّة الْمَشَاعِر و توهّجها.
← هَذَا المُجتمع البدويّ يحتكمُ إلَى مَنْظُومَة أخلاقيّة تُعْتَبَر الُحبّ خَطِيئَةٍ وَ ذَنْبًا عَظِيمًا لَا يُغْتَفَرُ.
← سُلطة اجتماعيّة تَرْفُض هَذَا النّوع مِنْ الْعَلَاقَاتِ و تَعْمَلُ عَلَى إسْكَات صَوْت الْقَلْب بكلّ الطّرق.
← البِيئَة البدويّة الْخَشِنَة و الْقَاسِيَة كَانَ لَهَا دُورٌ حَاسِم فِي تَشْكِيل هَذَا النّوع مِن المنظومات الأخلاقيّة.
← الشّاعر العذريّ مَحْكُومٌ بحدّين : أَن خَضَع عَن مَضَض لِأَحْكَام مُجْتَمِعَةٌ عَاش الْمُعَانَاة و الْحِرْمَان و أَن تنكّر لَهَا وَ
تحداها عَاش مَنْبُوذًا مَطْرُودا لَا حَامِي لَه.
نص خشية ورجاء
الْمُقْطَع الثّاني : اِسْتِجَابَةٌ جَمِيل
قلـ(ـــت ) : فَعَل قَوْل و حِكَايَة ( فَاعِل )
لَهَا : مركّب بالجرّ : م . بِه 1
” يَا بثن… حِينَ يَظْهَرُ “ : نصّ مَقُولُ الْقَوْلِ : م . بِه 2
يَا بثن : جُمْلَة نِدَاء
حَرْف النّداء ( يَا ) : اُسْتُعْمِل لِلْبَعِيد و الْقَرِيبِ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ ، فالحبيبة بَعِيدَةٍ عَنْ الشّاعر ماديّا و هِيَ قَرِيبَةُ مِنْهُ معنويّا
( تَسْكُن قَلْبِه و تَرْتَسِم فِي مخيّلته و تتجذّر فِي ذَاكَرْته )
بثن : اِسْمُ عَلَمٍ : المُنادى
هُنَاك مُفَارَقَة بَيْن التّصريح بِاسْم الحبيبة و التعهّد بِكِتْمَان السرّ
← يَعِيش الشّاعرُ تمزّقا بَيْن الرّغبة فِي كِتْمَانِ السرّ ( ” أَوْصَيْت حَافِظًا ” ) و فَضَح مَشَاعِرُه لَه ( ” يَا بثن ” )
اللّغة تفضح الشّاعرَ : زلّة اللّسان هَذِهِ هِيَ خطابُ اللاّوعي الذّي يَجْتَاح الشّاعر اجتياحا
السّلطة الاجتماعيّة جُعِلَت الشّاعر يَكْبِت مَشَاعِرُه و يستبطنها فِي أَقَاصِي الذّات ، و لكنّ عمليّة الْإِخْفَاء ( تَمْوِيه ) هَذِه
سُرْعَان مَا يُفتضحُ أَمْرِهَا عَنْ طَرِيقِ عمليّة تَصْعِيد ( إعْلَاء ) لِتِلْك الرّغبات الْكَامِنَةِ فِي النّفس.
تَصْعِيد لَا إراديّ يَظْهَرُ فِي الْخِطَابِ ( التّصريح بِاسْم الحبيبة فِي جُمْلَةِ النّداء = زلّة لِسَان ).
التّصعيد يَظْهَرَ أَيْضًا فِي فنّ الشّعر : جماليّة الْقَصِيدَة الغزليّة و تخلّي الشّاعر الغزلي عَن بِنِيَّة الْقَصِيدَة التقليديّة كَمَا
نص خشية ورجاء
استقرّت مُنْذ العَصْرِ الجَاهِلِيِّ
كلّ امْرِئ : التّعميم
خِطَاب حكميّ
لَم يَرُعْه اللَّه : النّفي
( سـ)ــأمنح : حَرْف اسْتِقْبَال : الْمُسْتَقْبَل الْقَرِيب
حِين ألقاكِ : مركّب إضَافِيٌّ : مَفْعُولَ فِيهِ لِلزَّمَان
لكيما… : مركّب بالجرّ : مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ
يقرنُ الشّاعرُ بَيْن كِتْمَانَه للسرّ و رِعَايَة اللَّه للحبيبة
التّأكيد عَلَى عفّة الحبيبة و سموّ أخلاقها
كتمانُ السرّ عِنْد الشّاعر هُوَ وَاجِبٌ دينيّ
يَشِي مَضْمُونٌ الْقَوْل بأنّ الشّاعر قَد قرّر الِاسْتِجَابَة لوصايا الحبيبة :
النّظر إلَى غَيْرِهَا عِنْدَ لِقَائِهَا
التّكنية
تجنّب زِيَارَتُهَا
← يتأسّس النّصّ عَلَى مَجْمُوعِهِ مِنْ الثنائيّات :
الطّلب و الِاسْتِجَابَة
الظّاهر و الْبَاطِن
الْوَعْيِ وَ اللاّوعي
الْمَنْعُ وَ الْخَرْق
ثنائيّات تُسيّج صُورَة كلّ مِن المحبّ و الْحَبِيب : الْمُعَانَاة الْأَلَم الْعَذَاب الْحُزْن الْخَوْف الِانْكِسَار الضّعف الْعَجْز إخْفَاء
الْمَشَاعِر الشّوق.
← تتردّد الْقَصِيدَة بَيْنَ وَظِيفَتَيْنِ : الْوَظِيفَة التأثيريّة ( وَصَايَا بُثَيْنَة ) الْوَظِيفَة التعبيريّة ( مَوْقِفٌ جَمِيل ).
← إيقَاع غنائيّ حَزِينٌ : الْإِيقَاع الْخَارِجِيّ ( الْبَحْر الطّويل : مُزْدَوِج ازْدِوَاج هَذِه الْمُعَانَاة المتضخّمة و هُو ينسجم مَعَ رَغْبَةِ
الشّاعر فِي التّعبير عَن أحاسيسه و مَشَاعِرُه الرويّ : حَرْف الرّاء و هُوَ حَرْفٌ مَجْهُور يُشِيرُ إلَى مَأْساة الشّاعر المتردّد بَيْن
مقولتي الْإِخْفَاء و الْإِظْهَار ).
الْإِيقَاع الدّاخلي : التردّد بَيْن معجمين ( الْكَشْف / الْإِخْفَاء ).
بَدَأ الشَّاعِرُ فِي صُورَةِ الْمُحِبّ الخَاضِع الطَّائِع و المتذلل للحبيبة مِنْ خِلَالِ اسْتِجَابَتُه لوصاياها و تَأْكِيدَه عَلَى الِالْتِزَامِ بِهَا.
الإجابة عن الأسئلة:
2- أَفْعَال الْقِسْم الاول : ودّعت – لَاح – قَال : أَفْعَالٌ فِي صِيغَةِ الْمَاضِي
أَفْعَال الْقِسْم الثّاني : سأمنح : الْمُسْتَقْبَل الْقَرِيب – أكّني – أتّقي : أَفْعَالٌ فِي صِيغَةِ الْمُضَارِعِ تَنْفَتِح الْقَصِيدَة بِلَحْظَة الْوَدَاع بَيْن الحَبِيبَيْن : اسْتِحْضَار الشَّاعِرُ فِي الْمُقْطَع 1 ذِكْرَى الْوَدَاع عَبَّر المخيّلة أمّا فِي الْمُقْطَع الثّاني من قصيدة خشية ورجاءفَيَعِيش جَمِيل مُفَارَقَة بَيْن التَّصْرِيحِ بِاسْمِ الحبيبة و التَّعَهُّد بِكِتْمَان السِّرّ.
3- تَعِيش بُثَيْنَة حَالَة الحبيبة النّفسيّة فَهِي ممزقّة بَيْن الْكِتْمَان ” التّخقي” و الافتضاح الانكشاف) يَرْجِع خَوْف الحبيبة إلَى عدّة صعوبات و عَراقيل تَعْتَرِض الْحُبِّ العُذْرِيِّ فتعمق أَزْمَةٌ المحبيّن : الرّقيب الْوَاشِي النّاصح : – شَخصِيَّات معرقلة تجسّد صُورَةٍ هَذَا الْمُجْتَمَع الْبَدَوِيّ يَحْتَكِم إلَى مَنْظُومَة أخلاقيّة تُعْتَبَر الحبّ خَطِيئَةٍ وَ ذَنْبًا عَظِيمًا لَا يُغْتَفَرُ.
4- سَلَّطَه اِجْتِمَاعِيَّةٌ تَرْفُض هَذَا النَّوْعِ مِنْ الْعَلَاقَاتِ و تَعْمَلُ عَلَى إسْكَات صَوْت الْقَلْب بكلّ الطُّرُق البِيئَة الْبَدَوِيَّة الْخَشِنَة و الْقَاسِيَة كَانَ لَهَا دُورٌ حَاسِم فِي تَشْكِيل هَذَا النَّوْعِ مِنْ المنظومات الأخلاقيّة .
النَّصّ : قَصِيدَة خَشِيَهُ وَ رَجَاء
و آخِرِ عَهْدِ لِي بِهَا يَوْمَ وَدَعَت و لَاح لَهَا خَدّ مَلِيحٌ و مُحَجَّر
عَشِيَّة قَالَتْ لَا تذيعن سِرْنَا إذَا غِبْتَ عَنَّا وَ ارعه حِين تَدَبَّر
و طَرْفَك أَمَّا جِئْتنَا فَأَحْفَظَنه فَزِيغ الْهَوَى بَاد لِمَن يتبصر
و أَعْرَض إذَا لَاقَيْت عَيْنًا تخافها و ظَاهِر ببغض أَنَّ ذَلِكَ أَسْتَرُ
فَإِنَّك إنْ عَرَضْت بِي فِي مَقَالَةِ يَزِدْ فِي الَّذِي قَدْ قُلْت وَاش و يَكْثُر
و يَنْشُر سِرًّا فِي الصِّدِّيق و غَيْرِه يَعِزّ عَلَيْنَا نَشَرَه حِين يَنْشُر
و مَازِلْتَ فِي إعْمَالِ طَرْفَك نَحْوَنَا إِذَا جِئْتَ حَتَّى كَادَ حُبُّك يَظْهَر
لِأَهْلِي حَتَّى لامني كُلّ نَاصِح و إنِّي لأعصي نَهْيِهِم حِين أَزْجَر
فَقُلْتُ لَهَا يَا بثن أَوْصَيْت حَافِظًا و كُلُّ امْرِئٍ لَمْ يَرُعْه اللَّه مُعْوِر
سأمنح طَرَفَي حِين أَلْقَاك غَيْرِكُم لِكَيْمَا يَرَوْا أَنَّ الْهَوَى حَيْث اُنْظُر
و أُكَنِّي بِأَسْمَاء سِوَاكَ وَ اُتُّقِي زيارتكم ، و الْحُبِّ لَا يَتَغَيَّرُ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا وَاجِدًا بِحَبِيبِه إذَا خَافَ يُبْدِي بُغْضِه حِينَ يَظْهَرُ
جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ
نص خشية ورجاء
تَعْرِيف بِجَمِيل بُثَيْنَة . . جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ
جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ المُلقب جَمِيل بُثَيْنَة ، هُوَ جَمِيلٌ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَر العُذْري القُضاعي ،
ويُكنّى أَبَا عَمْرٍو (ت . 82 هـ/701)
م) شَاعِرٌ وَمَن عُشَّاق الْعَرَب الْمَشْهُورَيْن . كَان فصيحًا مقدمًا جامعًا لِلشَّعْر وَالرِّوَايَة . وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ رَاوِيًا لِشَعْر هُدْبَة
بْنُ خَشْرَمٍ ، كَمَا كَانَ كَثِيرَ عَزّةَ رَاوِيه جَمِيل فِيمَا بَعْدُ . لَقَبٌ بِجَمِيل بُثَيْنَة لِحُبِّه الشَّدِيد لبثينة بِنْت حَيَّان .
جَمِيل وَبُثَيْنَة
عَشِق جَمِيل بُثَيْنَة بِنْت يَحْيَى مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ ، فَانْطَلَق يُنْظَم الشَّعْر فِيهَا فَجُمِعَ لَهُ قَوْمِهَا جمعًا لِيَأْخُذُوه إذَا أَتَاهَا فحذرته بُثَيْنَة فاستخفى وَقَال :
فَلَوْ أَنَّ الغادون بُثَيْنَة كُلُّهُم *** غياري وَكُلّ حَارَب مُزْمَع قَتْلِي
لحاولتها أَمَّا نهاراً مجاهراً *** وَأَمَّا سَرَى ليلٍ وَلَوْ قُطِعَتْ رِجْلِي .