الأولى ثانويالعربية 1 ثانوي

شرح قصيدة أفي النّاس أمثالي ؟ – جميل بن معمر- الأولى ثانوي

شرح قصيدة أفي النّاس أمثالي ؟ – اَلْمِحْوَرُ اَلْأَوَّلُ : شَعَرَ اَلْغَزْلُ .شرح نص للسنة الأولى ثانوي. مع الإجابة عن الأسئلة.

شرح قصيدة أفي النّاس أمثالي ؟ - جميل بن معمر- الأولى ثانوي
شرح قصيدة أفي النّاس أمثالي

اَلتَّقْدِيمُ :

قَصِيدَةٌ غَزَلِيَّةٌ أُجْرِيَتْ عَلَى بَحْرِ اَلطَّوِيلِ وَاِتَّخَذَتْ ” اَلدَّالُ ” رَوِيًّا مُقْتَطَفَةً مِنْ دِيوَانٍ جَمِيلْ بْنْ مَعْمَرْ وَهُوَ شَاعِرٌ أُمَوِيٌّ بَدَوِيٌّ اِشْتَهَرَ بِحُبِّهِ لِبُثَيْنَة. حَتَّى اِنْتَسَبَ لَهَا إِلَّا أَنَّ أَهْلَهَا أَبَوْا تَزْوِيجُهَا لَهُ لِأَنَّهُ شَاعَ عِنْدَ اَلْعَرَبِ أَنَّ لَا يُزَوِّجُوا بَنَاتُهُمْ مِمَّنْ يَتَغَزَّلُ بِهُنَّ بَلْ اِعْتَبَرُوا اَلْحُبُّ وَالتَّغَزُّلُ بِالنِّسَاءِ مِمَّا يَعِيبُ اَلرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ عَنْ اَلسَّوَاءِ. فَكَانَ اَلْمُجْتَمَعُ يَرْفُضُ كُلُّ عَلَاقَةٍ عَاطِفِيَّةٍ تَجْمَعُ بَيْنَ عَاشَ وَمَعْشُوقَةٍ , وَالْغَزْلُ غَرَضٌ شِعْرِيٌّ اِسْتَقَلَّ بِذَاتِهِ فِي اَلْقَرْنِ اَلْأَوَّلِ لِلْهِجْرَةِ بَعْدِ أَنْ كَانَ قِسْمًا مِنْ أَقْسَامِ اَلْقَصِيدَةِ اَلْجَاهِلِيَّةِ يَنْدَرِجُ ضِمْنَ اَلْمِحْوَرِ اَلْأَوَّلِ شَعَرَ اَلْغَزْلُ .

اَلْمَوْضُوعُ :

يُصَوِّرَ اَلشَّاعِرُ مَدَى حُبِّهِ لِبُثَيْنَة مُبَيِّنًا مَرَاحِلَ نُمُوّهُ رَادًّا عَلَى اَللَّائِمِينَ .

اَلْمَقَاطِعُ : حَسَبَ مِعْيَارٍ : اَلْمَضْمُونُ :

1 – مِنْ اَلْبَيْتِ اَلْأَوَّلِ إِلَى اَلْبَيْتِ اَلرَّابِعِ : أَطْوَارْ نُمُوَّ اَلْحُبِّ.

2 – بَقِيَّةُ اَلْقَصِيدَةِ : عَلَاقَةُ اَلْعَاشِقِ بِاللَّائِمِ ,

أَفْهَم :

2 – أَبَى / تَعَلُّقٌ / زَادَ : تَوَاتُرُ اَلْأَفْعَالِ سَرْدَ أَطْوَارْ قِصَّةَ اَلْحُبِّ اَلْعُذْرِيِّ يَنْفَتِحُ اَلنَّصُّ اَلشِّعْرِيُّ بِمَنْطِقِ اَلْقَلْبِ. وَلُغَتِهِ وَهُوَ مَا يُفَسِّرُ اِحْتِيَاجَ مُعْجَمِ اَلْأَحَاسِيسِ وَالْمَشَاعِرِ وَهَذَا اَلْقَلْبُ اِسْتَبَدَّ بِالشَّاعِرِ. فَاعْتَبَرَ بُثَيْنَة فَتَاةٌ اِسْتِثْنَائِيَّةٌ لَيْسَ لَهَا شَبِيهٌ وَلَا نَظِير وَلَا مَثِيل , وَهَذَا اَلْحُبُّ رُوحِيٌّ صَادِقْ يَتَطَوَّرُ بِاسْتِمْرَارٍ وَلَا تَزِيدُهُ اَلْأَيَّامُ إِلَّا ثَبَاتًا وَرُسُوخًا وَمَضَاءً. حُبٌّ قَبْلَ اَلْخُلُقِ / اَلْخُلُقُ / بَعْدُ اَلْخُلُقِ / عِنْدَ اَلْمَوْتِ / بَعْدُ اَلْمَوْتِ. وَاسْتَوْحَى جَمِيلْ بْنْ مَعْمَرْ هَذِهِ اَلْأَطْوَارِ مِنْ اَلْحُبِّ غَيْرِ اَلْخَاضِعِ لِلزَّمَنِ وَحَتْمِيَّاتِهِ وَقَدْ تَفَرَّغَ لِلْغَزْلِ كُلِّيًّا لِأَنَّهُ صَاحِبُ مَالٍ وَفِيرٍ وَقَدَّرَ كَبِيرٌ بَيْنَ قَوْمِهِ .

3 – فِي اَلْمُقَطَّعِ اَثَانِي تَشَبُّثَ اَلشَّاعِرِ بِحُبِّهِ رَغْمَ اَللَّائِمِينَ وَالْوُشَاةِ. فَدَارَ حِوَارٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَرِيبِهِ مَوْضُوعُهُ لَوْم وَعِتَاب مَتْبُوعٍ بِنُصْحِ وَإِرْشَادِ حَيْثُ أَرَادَ اَللَّائِمُ أَنْ يَنْتَشِلَ اَلشَّاعِرُ مِنْ غَفْوَتِهِ. ( غِيَابُ اَلْعَقْلِ ) ( اَللَّائِمُ شَخْصِيَّةً مُعَرْقِلَةً أُولَى وَلَعَلَّ فِي ذَلِكَ إِيحَاءُ بِمَرَارَةِ اَلتَّجْرِبَةَ اَلْعُذْرِيَّةَ وَقَسْوَتَهَا ) .

4 – يَسْعَى اَلطَّرَفُ اَلْمُعَرْقِلُ إِلَى رَدْعِ اَلْحُبِّ وَزَجْرِهِ, وَلَكِنْ مَا اِنْفَكَّ اَلشَّاعِرُ مُتَعَلِّقًا بِحَبِيتَهْ رَاغِبًا فِي وِصَالهَا مُصِرًّا عَلَى اَلْحُبِّ وَالْعِشْقِ مُعْتَبِرًا حُبُّهُ لِبُثَيْنَة بِمَثَابَةِ مِيثَاقٍ ( عَهْدٌ ). إِلَهِيٌّ اَلَّذِي لَا يُمْكِنُ نَقْضُهُ أَوْ اَلْخُرُوجِ عَنْهُ . اَلْوَظِيفَةُ اَلْأَسَاسِيَّةُ لِلْحِوَارِ فِي هَذَا اَلْمُقَطَّعِ هِيَ اَلْوَظِيفَةُ اَلتَّصْوِيرِيَّةُ اَلْاَسْتَبَطَانِيَّة وَيَنْغَلِق اَلنَّصُّ بِانْتِصَارِ مَنْطِقِ اَلْقَلْبِ وَمَشْرُوعِهِ عَلَى مَنْطِقِ اَلْأَعَادِي وَمَشْرُوعِهِمْ .

5 – بَعْضُ مَلَامِحَ اَلْمُحِبِّ اَلْعُذْرِيِّ : * وَحْدَةُ اَلْمَعْشُوقَةِ * قِيَامُ اَلْحُبِّ عَلَى اَلِانْفِصَالِ ( اَلْفِرَاقُ , اَلْبُعْدُ , اَلْهَجْرُ , اَلنَّوَى . . . ) * اَلْحُبُّ تَجْرِبَةً نَاهِيَةً * حُبٌّ يَنْصَبُّ عَلَى مَوْضُوعٍ وَاحِدٍ * صَادِقَ وُوفْيُو ثَابِت * لَايعَتَرَفْ بِحَتْمِيَّاتِ وَنَوَامِيسِ اَلزَّمَنِ.

أُنَاقِشُ :

1 – يُشِيرَ اَلشَّاعِرُ فِي نِهَايَةِ اَلْقَصِيدَةِ إِلَى أَنَّ حُبَّهُ مُتَمَيِّزٌ عَنْ حُبِّ اَلْآخَرِينَ, وَهَذَا مَا يُفَسِّرُ اِنْفِرَادَ اَلشَّاعِرِ بِمَعْشُوقَتِهِ وَحَيْثُ اِسْتَبَدَّ بِهِ اَلْقَلْبُ وَفَرْضُ مِنْطَقَةِ اَلْخَاصِّ عَلَيْهِ وَعَلَى اَلْقَصِيدَةِ, فَيُصْبِحُ هَذَا اَلْعِشْقِ ضَرْبًا مِنْ اَلْجُنُونِ اَلَّذِي يُجَانِبُ مُوَاضَعَاتِ اَلْعَقْلِ وَالْمُجْتَمَعِ.

2 – أَرَى أَنَّ اَلشَّاعِرَ قَدْ نَجَحَ فِي نَقْلِ مَشَاعِرِهِ إِلَيْنَا وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ مُعْجَمِ اَلْأَحَاسِيسِ وَالْحُبِّ وَالِانْفِرَادِ وَالْعِبَارَاتِ وَالْأَسَالِيبِ اَللُّغَوِيَّةِ اَلَّتِي اِسْتَعْمَلَهَا. كَمَا أَنَّهُ أَحْسَنَ اَلتَّعْبِيرُ عَنْ مَا يُخَالِجُهُ بِلُغَةٍ وَاضِحَةٍ وَبِصُورَةٍ مُبْدِعَةٍ وَبِعَاطِفَةٍ صَادِقَةٍ.

اَلْخُلَاصَةِ :

مِنْ اَلْعَلَامَاتِ اَلْفَارِقَةِ اَلْمُمَيَّزَةِ لِلْغَزْلِ اَلْعُذْرِيِّ : – أَنَّهُ حُبٌّ مُتَّصِلٌ بِالْأَرْوَاحِ لَا بِالْأَجْسَادِ – أَوْ حَدِّيَّةٍ اَلْحَبِيبَةِ فِي مَعْنًى أَنَّ اَلْعَاشِقَ يَعْشَقُ اِمْرَأَةً وَاحِدَةً يَقْصُرُ عَلَيْهَا حَيَاتُهُ فَلَا يَرَى غَيْرَهَا وَلَا يَعْشَقُ غَيْرَهَا . لِذَا يَتَمَيَّزُ اَلْعَاشِقُ بِالْوَفَاءِ وَالْإِخْلَاصِ وَالنَّقَاءِ وَالصَّفَاءِ .
– اِسْتَمَدَّ اَلشَّاعِرُ صُورَةَ اَلْحُبِّ اَلْمُتَنَامِي بَيْنَ نَفَسَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ فِي اَلْعَالَمِ اَلْعُلْوِيِّ قَبْلَ اَلْخُلُقِ لِيَنْفَصِلَا فِي اَلْعَالَمِ اَلسُّفْلِيِّ وَيَبْقَى كُلُّ نِصْفِ يَبْحَثُ عَنْ نِصْفِهِ مِنْ اَلْقُرْآنِ. وَمِنْ اَلْأُسْطُورَةِ وَمِنْ اَلْفَلْسَفَةِ وَالْيُونَانِيَّةِ.

مِنْ خَصَائِصِ اَلْحُبِّ فِي اَلتَّجْرِبَةِ اَلْعُذْرِيَّةِ :

– أَنْ يَتَدَخَّلَ اَلْمُجْتَمَعُ كَعُنْصُرٍ مُعَرْقِلٍ يَسْعَى إِلَى اَلتَّفْرِيقِ بَيْنَ اَلْعَاشِقِينَ لِأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ يُمْكِنُ إِجْمَالُهَا فِي اِعْتِبَارِ اَلْجَهْرِ بِالْحُبِّ إِذْلَالاً لِلْمَرْأَةِ وَهَتْكًا لِشَرَفِهَا وَتَشْوِيهًا لِصُورَتِهَا. فَقَدْ دَأَبَ اَلْعَرَبُ عَلَى عَدَمِ تَزْوِيجِ بَنَاتِهِمْ مِمَّنْ يَجْهَرُ أَوْ يَتَغَزَّلُ بِهُنَّ وَلَمْ يَشِذْ نَصٌّ جَمِيلٌ عَنْ اَلْإِشَارَةِ إِلَى هَذَا اَلْعُنْصُرِ بِاسْتِحْضَارِ صُورَةِ اَللَّائِمِ,

– يَرَى اَلْعَاشِقُ اَلْعُذْرِيُّ اَلْحُبُّ تَجْرِبَةً مَخْصُوصَةً مُتَمَيِّزَةً اِسْتِثْنَائِيَّةً لَا مَثِيلَ لَهَا وَلَا شَبِيه. فَالْحُبُّ قَضَاءٌ قَضَاهُ اَللَّهُ وَقَدَّرَ دَقْرَهْ لِآرَادْ لِلْإِنْسَانِ لَهُ. بَلْ هُوَ مِيثَاقٌ مُقَدَّسٌ مِنْ خَرَجَ عَنْهُ فَقَدَ خَانُ اَللَّهِ – مِنْ خَصَائِصَ اَلْفَنِّيَّةِ فِي اَلْغَزْلِ اَلْعُذْرِيِّ اَلنَّزْعَةِ اَلْقَصَصِيَّةِ رَفْمْ ضُمُورُهَا .

أُحَرِّرُ :

2 – أَحْسَنَ جَمِيلٍ فِي اَلتَّعْبِيرِ عَنْ مَا يُخَالِجُهُ بِلُغَةٍ وَاضِحَةٍ وَبِصُورَةٍ مُبْدِعَةٍ وَبِعَاطِفَةٍ صَادِقَةٍ. حَتَّى أَصْبَحَ عَشَقَهْ لَشَخَصِيَّة بُثَيْنَة ضَرْبًا مِنْ اَلْجُنُونِ اَلَّذِي يُجَانِبُ مُوَاضَعَاتِ اَلْعَقْلِ وَالْمُجْتَمَعِ. وَكَمَا أَحْسَنَ جَمِيلٍ فِي نَقْلِ مَشَاعِرِهِ اَلصَّادِقَةِ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ سَيَنْجَحُ حَتْمًا فِي اَلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِهِ اَلْفَيَّاضَةِ إِلَى حَبِيبَتِهِ بُثَيْنَة. وَبِانْتِصَارِ مَنْطِقِ اَلْقَلْبِ وَمَشَاعِرِهِ. سَتَجْتَاحُ نَفْسَهَا أَحَاسِيس وَشَاعِر تَسْتَبِدُّ بِقَلْبِهَا هِيَ مَزِيجُ مِنْ ذَلِكَ اَلْحُبِّ اَلْبَاقِيَ لَا يَمُوتُ غَيْرَ اَلْخَاضِعِ لِلزَّمَنِ وَحَتْمِيَّاتِهِ. شرح قصيدة أفي النّاس أمثالي.

وَمِنْ اَلْمُحْتَمَلِ أَنْ تَتَمَلَّكَهَا نَزْعَةُ عِشْقِ سَرْمَدِيّ لِجَمِيلْ اَلَّذِي أَحَبَّهَا بِصِدْقٍ. فَتُحِبّهُ هِيَ اَلْأُخْرَى بِصِدْقٍ تُشَارِكُهُ نَفْسُ اَلْأَحَاسِيسِ وَيَلِجُ قَلْبُهَا حُب وَإِخْلَاص وَوَفَاءِ وَنَقَاءُ تُجَاهُ مِنْ أَحَبَّهَا بِصِدْقٍ. فَتَسْتَمِرُّ فِي حُبِّهِ كَمَا أَحَبَّهَا وَرَغْم مَا سَيُقَالُ عَنْهَا وَمَا سَيَتَّهِمُهَا بِهِ اَلْمُجْتَمَعُ سَتَظَلُّ فَخُورَةً بِذَاكَ اَلرُّحَّلِ اَلَّذِي عِشْقِ رُوحِهَا مَحَبَّةً لَهُ وَفِيَّةً لَهُ وَمُتَعَلِّقَةٍ بِرُوحِهِ . أَلَمْ يَقُلْ جَمِيلْ بْنْ مَعْمَرْ : ” تَعَلَّقَ رُوحِيٌّ رُوحَهَا ” ؟ وَحَسَبَ مَنْطِقٍ جَمِيلٍ سَتَشْعُرُ بُثَيْنَة بِحُبٍّ جُنُونِيٍّ لَهُ وَحَتْمًا سَتُبْرَمُ أَيْضًا مِيثَاقًا مَعَ اَللَّهِ. .حَيْثُ سَتَظَلُّ مُخْلِصَةً لِرَجُلِ خَلَدِ اِسْمَيْهِمَا فِي سِجِلِّ تَارِيخِ اَلشِّعْرِ .

اَلْحُبّ فِي تَجْرِبَتِهِ اَلْعُذْرِيَّةِ لَهُ مَجْمُوعَةٍ مِنْ اَلْخَصَائِصِ اَلَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا ، وَاَلَّتِي مِنْهَا مَا يَلِي :

أَنَّ اَلْمُجْتَمَعَاتِ تَعْتَبِرُ عُنْصُرَ مِنْ اَلْعَنَاصِرِ اَلْمُعَرْقِلَةِ لِهَذَا اَلْحُبِّ. وَيَكُونُ سَعْيهَا وَهَدَفُهَا هُوَ اَلتَّفْرِيقُ بَيْنَ اَلْمَحْبُوبِينَ بِسَبَبَ عِدَّةِ أَسْبَابِ وَاَلَّتِي أَهَمِّهَا ، جَهَرَ اَلْمَحْبُوبُ بِحُبِّهِ لِمَحْبُوبَتِهِ .

حَيْثُ أَنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ فِي ذَلِكَ إِذْلَالٌ لِلْفَتَاةِ وَهَتْكٍ لِعَرْضِهَا وَكَذَلِكَ تَشَوُّهُ لِصُورَتِهَا. لِذَلِكَ كَانُوا اَلْعَرَب يَرْفُضُونَ تَزْوِيجُ بَنَاتِهِمْ لِلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ يَجْهَرُونَ بِحُبِّهِمْ لِبَنَاتِهِمْ . أَنَّ اَلشَّاعِرَ يَرَى أَنَّ اَلْحُبَّ مِنْ اَلتَّجَارِبِ اَلْجَيِّدَةِ وَاَلَّتِي وَصَفَهَا بِالِامْتِيَازِ وَالِاسْتِثْنَائِيَّةِ اَلَّتِي لَا مَثِيلَ لَهَا . كَمَا أَنَّهُ اِعْتَبَرَ اَلْحُبُّ قَضَاءً وَقَدَّرَ لِلْإِنْسَانِ وَأَنَّهُ اَلْمِيثَاقُ اَلْمُقَدَّسُ اَلَّذِي لَا يَتَمَكَّنُ اَلْإِنْسَانُ اَلْخُرُوجُ مِنْهُ ، وَقَدْ وَصَفَ اَلشَّاعِرُ مِنْ يَخْرُجُ عَنْ هَذَا اَلْمِيثَاقِ بِأَنَّهُ قَدْ غَدَرَ مَعَ اَلْخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ .

يُعْتَبَر مِنْ أَهَمِّ اَلْخَصَائِصِ اَلْفَنِّيَّةِ اَلَّتِي تَتَوَاجَدُ فِي اَلْغَزْلِ اَلْعُذْرِيِّ هِيَ اَلنَّزْعَةُ اَلْقَصَصِيَّةُ . كَمَا أَنَّ اَلشَّاعِرَ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَمْزُجَ بَيْنَ اَلْحُبِّ اَلْخَالِدِ اَلَّذِي لَا يَتَعَرَّضُ لِلْمَوْتِ أَوْ اَلْخُضُوعِ لِلزَّمَنِ. وَذَلِكَ مَعَ نَزْعَةِ اَلْعِشْقِ اَلَّتِي اِمْتَلَكَهَا اَلشَّاعِرُ وَاَلَّذِي جَعَلَتْهُ يُحِبُّ هَذِهِ اَلْفَتَاةِ بِصِدْقِ. وَاَلَّذِي جَعَلَتْهُ كَذَلِكَ يَتَمَنَّى أَنْ تُشَارِكَهُ اَلْفَتَاةُ نَفْسَ اَلْأَحَاسِيسِ . اَلشَّاعِرُ تَمَكَّنَ مِنْ اَلتَّعْبِيرِ بِكُلِّ مَا يَجُولُ فِي خَاطِرِهِ بِاللُّغَةِ اَلْوَاضِحَةِ وَالصَّادِقَةِ وَالْمُبْدِعَةِ وَكَذَلِكَ اَلتَّعْبِيرُ عَنْ جَمِيعِ مَشَاعِرِهِ اَلْفَيَّاضَةِ .

قصيدة أفي النّاس أمثالي

أبَى القلبُ إلاَّ حُبَّ بَثْنَةَ لَمْ يُرِدْ سِوَاهَا، وَحُبُّ القَلْبِ بَثْنَةَ لاَ يُجْدِي.

تَعَلَّقَ رُوحِي رُوحَهَا قَبْلَ خَلْقِنَا ومِنْ بَعْدَ مَا كُنَّا نِطَافًا وفِي المَهْدِ.

فَزَادَ كَمَا زِدْنَا فَأصْبَحَ نَامِياً وَلَيْسَ إذَا مُتْنَا بِمُتْنَقَضِ العَهْدِ.

ولَكِنَّهُ بَاقٍ عَلَى كُلّ حَالَةٍ وَزائِرُنَا في ظُلْمَةِ القَبْرِ واللّحْدِ.

لَقَدْ لاَمَنِي فِيهَا أٌخٌ ذُو قَرَابَة حَبيبٌ إليْهِ فِي مَلاَمَتِهِ رُشْدِي.

وقَالَ: أفِقْ، حَتّى مَتَى أنْتَ هَائِمٌ بِبَثْنَةَ، فيهَا قَدْ تُعِيُد وَقَدْ تُبْدِي؟.

فقُلْتُ لَهُ: فيهَا قَضَى اللهُ مَا تَرَى عَلَيَّ، وهَلْ في مَا قَضَى اللهَ مِنْ رَدّ؟.

لَقَدْ لَجَّ مِيثَاقٌ مِنَ اللهِ بَيْنَنَا ولَيْسَ لِمَنْ لَمْ يُوفِ للهِ مِن عَهْدِ.

فَمَا زادَهَا الوَاشُونَ إلاَّ كَرَامَةً عَلَيَّ، ومَا زالت مَوَدَّتُهَا عِنْدَي.

أِفي النّاسِ أمْثَالِي أحَبُّوا، فحالُهم كَحَالِي: أمْ أحببتُ مِنْ بينهِم وَحْدِي.

العودة لصفحة شرح نصوص محور الغزل – السنة الأولى ثانوي

الملفات

FileDescriptionFile sizeDownloads
pdf شرح نص أفي الناس أمثالي1 ميغابايت121

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى