شرح نص من المقامة المجاعية – محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم – ثالثة ثانوي – مع الإجابة عن الأسئلة
يقدم لكم الموقع التربوي نجحني شرح نص من المقامة المجاعية .. ثالثة ثانوي محور محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم ثالثة 3 ثانوي شرح نص من المقامة المجاعية للكاتب بديع الزمان الهمذاني يندرج ضمن المحور الأول: الفكاهة والهزل.
التَّقْدِيم : نَصٌّ مِنْ الْمُقَامَةِ المجاعية
مَقَامَه ذَات طَابَعٌ قَصَصِي طَغَى عَلَيْهَا الْوَصْف والحوار لـ “بديع الزَّمَان الهمذاني” ، تَنْدَرِج ضَمِن أَدَب الضِّيَافَة بَيْن عِيسَى
بْنُ هِشَامٍ وَأَبِي الْفَتْحِ وَلَا تَخْلُو مِنْ حِيلَةٍ . تَنْدَرِج ضَمِن المحور الْأَوَّل الفكاهة وَالْهَزْل فِي الْقَصِّ الْعَرَبِيّ الْقَدِيم
يَنْدَرِج النَّصّ ضَمِن المحور الْأَوَّل الفكاهة وَالْهَزْل فِي الْقَصِّ الْعَرَبِيّ الْقَدِيمِ مِنْ كِتَابِ النُّصُوص عَلَامَات لِلسُّنَّة ثَالِثَةٌ ثانَوِيّ تَعْلِيم تُونُس
الْمَوْضُوع : نَصٌّ مِنْ الْمُقَامَةِ المجاعية
حِيلَة وَخَدَعَه أَبِي الْفَتْحِ عَلَى عِيسَى مِنْ خِلَالِ دَعْوَة وَهْمِيَّةٌ إلَى وَلِيمَةٍ فِي زَمَنِ الْمَجَاعَةِ وَالسُّخْرِيَةُ وَالِاسْتِهْزَاءُ مِنْه
التَّقْسِيم : نَصٌّ مِنْ الْمُقَامَةِ المجاعية
الْمَقَاطِع :
الْمِعْيَار : حَسَب بِنِيَّةِ الْحَدَثِ
رَغْبَة عِيسَى فِي الطَّعَامِ (وضعية الهدوء) : مِنْ بِدَايَةِ النَّصّ إلَى مَبْلَغًا
الدَّعْوَةُ إلَى الْوَلِيمَةِ (سياق التحوّل) : مِن « قَالَ إلَى لَوْ كَانَتْ
اِنْكِشَافُ حَقِيقَةِ المكدّي (وضعية الختام) : بقيّة النَّصّ
التَّحْلِيل : نَصٌّ مِنْ الْمُقَامَةِ المجاعية
تغيّر مَكَان الْمُقَامَة وتغيّر مَوْضُوعِهَا (طلب الطعام) والشخصيات وَالْجَدِيد هُوَ حُضُورُ أَبُو الْفَتْحِ ← الْحِيلَة
مَهَّد السَّرْد لِلْحِوَار واطر الْمُقَامَة
اعْمَل أَبُو الْفَتْحِ عَقْلُه وَاسْتَحْضَر الْحِيلَة لاستغلال وَضَع الْغَرِيب
تغيّر آدَابِ الضِّيَافَةِ فِي زَمَنِ الْهَمَذَانِيّ والتحيّل عَلى الضَّيْفِ ←انقلاب الْقَيِّم
قَامَ هَذَا النَّصِّ عَلَى عَدَدِهِ مَرَاحِل : اِشْتِدَاد الْجُوع ، اِسْتِغْلال الْغُلَام لِهَذَا الظَّرْفِ ، آثَارِه شَهَوَاتِه ، الْإِطْنَابِ فِي الْوَصْفِ
مِنْ أَسْبَابِ نَجَاح الْحِيلَة : اِسْتِجَابَةٌ عِيسَى لِرَغْبَتِه وشهواته ←تغييبه لِعَقْلِه ←جشعه وطمعه ←تضخيم المنشود زمبالغة شَدِيدَةً فِي الْوَصْفِ
انْتِصَار البَطَل هُو انْتِصَار لِلْعَقْل وَالْحِيلَة عَلَى الغباء وَالْغَفْلَة
الْقِيمَة التربوية هِيَ الدَّعْوَة إلَى الْعَقْلِ وَالتَّرَوِّي وَعَدَمُ الِاسْتِجَابَةِ للغرائز وَالشَّهَوَات
←تحذير ضِمْنِيٌّ مِنْ سُوءِ تَوْظِيف الْحِيلَة
يُنْتَقَد الْهَمَذَانِيّ صُورَة المثقف الهامشي مِنْ خِلَالِ صُورَة أَبُو الْفَتْحِ لفصاحة لِسَانِه لَكِنْ لَمْ يَسْتَخْدِم الْعَقْل لِإِصْلَاح
الأَوْضَاعَ فِي الْمُجْتَمَعِ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ
التَّأْلِيف :
←حضرت مُقَوِّمَات الْقَصُّ فِي النَّصِّ : الزَّمَان ، الْمَكَان ، الشَّخْصِيَّات
←تكامل السَّرْد والحوار فِي النَّصِّ فصوّر الشَّخْصِيَّات بِدِقَّة
←قام الْإِضْحَاك فِي هَذَا النَّصِّ عَلَى الْمُفَارَقَةِ فِي الْأَقْوَالِ .
مَنْ هُوَ بَدِيعٌ الزَّمَان الْهَمَذَانِيّ ؟
أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْمَعْرُوف بِبَدِيع الزَّمَان الْهَمَذَانِيّ ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007
م) ، كَاتِب وأديب مَنْ أَسَرَهُ عَرَبِيَّة ذَات مَكَانَه عِلْمِيَّة مَرْمُوقَة اِسْتَوْطَنْت هَمْدَان وَبِهَا وَلَد بَدِيعٌ الزَّمَان فَنُسِبَ إلَيْهَا ، وَقَد
كَان يَفْتَخِرُ بِأَصْلِهِ الْعَرَبِيّ إِذْ كَتَبَ فِي أَحَدِ رَسَائِلِه إلَى أَبِي الْفَضْلِ الْإسْفَرايِينِي : « أَنِّي عَبْدُ الشَّيْخ ، وَاسْمِي أَحْمَد ، وهمدان
الْمَوْلِد وَتَغْلِب الْمَوْرِد ، وَمُضَر الْمَحْتِد » . وَقَدْ تَمَكَّنَ بَدِيعٌ الزَّمَان بِفَضْل أَصْلِه الْعَرَبِيّ وموطنه الْفَارِسِيّ مِن امْتِلَاك
الثقافتين الْعَرَبِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ وتضلعه فِي آدَابِهِمَا فَكَان لغوياً وأديبًا وشاعراً وَتُوُفِّيَ عَامَ 395 هـ ، انْتَقَل بَدِيعٌ الزَّمَانِ إلَى
أَصْفَهَان فَانْضَمَّ إِلَى حَلَبَة شُعَرَاء الصَّاحِب بْنُ عَبَّادٍ ، ثُمّ يُمِّم وَجْهَه شَطْر جُرْجَان فَأَقَامَ فِي كَنَفِ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مَنْصُور وَخَالَط أَسَرَهُ مِنْ أَعْيَانِ جُرْجَان (تعرف بالإسماعيلية) فَأَخَذَ مِنْ عَلِمَهَا الشَّيْءَ الكَثِيرَ ثُمَّ مَا فَتِي أَن نَشِب خِلَاف
بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْمَاعِيلِيّ فغادر جُرْجَان إلَى نَيْسَابُورَ ، وَكَانَ ذَلِكَ سُنَّةً (382هجرية/ 992ميلادية) وَاشْتَدَّت رَغْبَتُه
فِي الِاتِّصَالِ باللغوي الْكَبِير والأديب الذَّائِع الصِّيت أَبِي بَكْرٍ الْخُوَارِزْمِيِّ ، وَلَبَّى هَذَا الْخُوَارِزْمِيّ طَلَب بَدِيعٌ الزَّمَان والتقيا ،
فَلَمْ يَحْسُنْ الْأَوَّل اسْتِقْبَال الثَّانِي وَحَصَلَت بَيْنَهُمَا قَطِيعَة وَنَمَت بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ فَاسْتَغَلّ هَذَا الْوَضْعِ بَعْضُ النَّاسِ وهيؤوا
للأديبين مُنَاظَرَة كَان الْفَوْز فِيهَا لبديع الزَّمَان بِفَضْل سُرْعَة خاطرته ، وَقُوَّة بَدِيهَتِه . فَزَادَت هَذِهِ الْحَادِثَةِ مِنْ ذُيُوع صَيِّتٌ
بَدِيعٌ الزَّمَان عِنْدَ الْمُلُوكِ وَالرُّؤَسَاء وَفُتِحَت لَه مَجَالٌ الِاتِّصَال بالعديد مِنْ أَعْيَانِ الْمَدِينَةِ ، وَالْتَفّ حَوْلَه الْكَثِيرِ مِنْ طُلَّابِ
الْعِلْم ، فَأَمْلَى عَلَيْهِم بِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ مَقَامَه (لم يَبْقَ مِنْهَا سِوَى اثْنَتَان وَخَمْسُون. شرح نص من المقامة المجاعية
لَم تطل’” إقَامَة بَدِيعٌ الزمان”‘ بِنَيْسَابُور وغادرها مُتَوَجِّهًا نَحْوَ سِجِسْتَان فَأَكْرِمْه أَمِيرُهَا خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ أَيُّمَا إكْرَام ، لِأَنَّه
كَان مُولَعًا بالأدباء وَالشُّعَرَاء . وَأَهْدَى إلَيْهِ “‘بديع الزمان”‘ مَقَامَاتِه إلَّا أَنْ الوِئَام بَيْنَهُمَا لَمْ يَدُمْ طَوِيلًا ، فَقَد تَلْقَى “‘بديع
الزمان”‘ يَوْمًا مِنْ الْأَمِيرِ رِسَالَة شَدِيدَة اللَّهْجَة أَثَارَت غَضَبُه ، فغادر سِجِسْتَان صَوْب غَزْنَة حَيْث عَاشَ فِي كَنَفِ السُّلْطَان
مَحْمُودٌ الْغَزْنَوِيّ معززا مكرماً ، وَكَانَتْ بَيْنَ أَبِي الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الأسفرائي وَزِير السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ عِدَّة مراسلات
وَفِي آخَرَ الْمَطَافِ حَطّ رِحَالِه بَدِيعٌ الزَّمَان بِمَدِينَة هرات فَاِتَّخَذَهَا دَار إقَامَة وصاهر أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخشنامي
أَحَدٌ أَعْيَان هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَسَادَتِهَا فتحسنت أَحْوَالِه بِفَضْل هَذِه الْمُصَاهَرَة ، وبمدينة هرات لَفَظَ أَنْفاسَهُ الأَخِيرَةَ
وَمَاتَ فِي 11 جُمَادَى الْآخِرَةِ 398 هـ ، وَقَدْ أَخَذْته سَكْتَةٌ ، فَدُفِن سَرِيعًا ، وَسَمِعُوا صُراخَه فِي الْقَبْرِ فنبشوه ، فَوَجَدُوهُ مَيِّتًا
وَقَدْ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ مِنْ هَوْلِ الْقَبْر .
مَآثِرِه
مَجْمُوعِه رَسَائِل
دِيوَانَ شِعْرٍ
مَقَامَات (وهي أَبْرَزَ مَا خَلَّفَهُ بَدِيعٌ الزمان) طبقت شُهْرَتِهَا الْآفَاق ، وَقَدْ كَانَتْ وَمَا زَالَتْ مَنَارَة يَهْتَدِي بِهَا مِنْ يُرِيدُ التَّأْلِيف فِي
هَذَا الْفَنِّ ، فيمتع النَّاس بِالْقَصَص الطريفة والفُكَاهَة الْبَارِعَة ، ويزود طُلَّابِ الْعِلْمِ بِمَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ الدُّرَرِ الثَّمِينَة فِي مَيْدَانِ
سِحْرٌ الْأُسْلُوب ، وغرابة اللَّفْظ وسمو الْمَعْنَى .
الْمَقَامَات
يُعْتَبَر كِتَاب الْمَقَامَات أَشْهُر مُؤَلَّفَات بَدِيعٌ الزَّمَان الْهَمَذَانِيّ الَّذِي لَهُ الْفَضْلُ فِي وَضْعِ أُسُسَ هَذَا الْفَنِّ وَفَتْح بَابِه واسعاً
ليلجه أُدَبَاء كَثِيرُون أَتَوْا بَعْدَهُ وَأَشْهَرَهُم أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ الْحَرِيرِيِّ وناصيف اليازجي
وَالْمَقَامَات مَجْمُوعِه حِكَايَاتٌ قَصِيرَةٌ مُتَفَاوِتَةٌ الْحَجْم جَمَعَتْ بَيْنَ النَّثْر وَالشَّعْر بطلها رَجُلٌ وَهْمِيٌّ يُدْعَى أَبُو الْفَتْحِ
الْإِسْكَنْدَرِيّ وَعَرَف بِخِدَاعِه ومغامراته وَفَصَاحَتِه وَقُدْرَتِهِ عَلَى قَرْض الشَّعْر وَحُسْن تَخَلُّصِهِ مِنْ المآزق إلَى جَانِبِ أَنَّه
شَخْصِيَّةٌ فكاهية نَشْطَة تُنْتَزَع البسمة مِن الشِّفَاه والضحكة مِنَ الأعْمَاقِ . وَيَرْوِي مُغامَرَات هَذِه الشَّخْصِيَّة الَّتِي تُثِيرُ
الْعُجْب وَتَبِعْت الْإِعْجَاب رَجُلٌ وَهْمِيٌّ يُدْعَى عِيسَى بْنُ هِشَامٍ
و لِهَذَا الْمُؤَلِّف فَضْل كَبِيرٌ فِي ذُيُوع صَيِّتٌ ‘ بَدِيعٌ الزَّمَان الْهَمَذَانِيّ لِمَا احتواه مِنْ مَعْلُومَاتِ جَمَّة تُفِيدُ جَمِيعَ الْقُرَّاءُ مِنْ
مُخْتَلَفٌ الْمَشَارِب والمآرب إذْ وَضْعُهُ لِغَايَة تَعْلِيمِه فَكَثُرَت فِيه أسَالِيب الْبَيَان وَبَدِيع الْأَلْفَاظ وَالْعُرُوض ، وَأَرَاد التَّقَرُّبِ بِهِ
مِنْ الْأَمِيرِ خَلْفَ بْنُ أَحْمَدَ فَضَمَّنَه مديحاً يَتَجَلَّى خَاصَّة فيالمقامة الحمدانية وَالْمُقَامَة الْخَمْرِيَّة فَنَوْعٌ وَلَوْن مستعملاً
الْأُسْلُوب السَّهْل ، وَاللَّفْظ الرَّقِيق ، وَالسَّجْع الْقَصِير دُون أَدْنَى عَنَاء أَوْ كَلَّفَهُ
و تَنْطَوِي الْمَقَامَات عَلَى ضُرُوبٍ مِن الثَّقَافَة إذ نَجِد بَدِيعٌ الزمان’‘ يَسْرُد عَلَيْنَا أخباراً عَن الشُّعَرَاءُ فِي مقامته الغيلانية’‘ و’‘
مقامته الْبَشَرِيَّة ويزودنا بِمَعْلُومَات ذَات صِلَة بِتَارِيخ الْأَدَب وَالنَّقْد الأَدَبِيّ فِي مقامته الجاحِظِيَّة والقريضية والإبليسية ،
كَمَا يُقَدَّمُ فيالمقامة الرستانية وَهُو السُّنِّيّ الْمَذْهَب ، حجاجاً فِي الْمَذَاهِبِ الدِّينِيَّةِ فيسفه عَقَائِد الْمُعْتَزِلَة وَيُرَدّ عَلَيْهَا بِشِدَّة
وَقَسْوَة ، وَيَسْتَشْهِد أَثْنَاء تنقلاته هَذِهِ بَيْنَ رُبُوع الثَّقَافَة بِالْقُرْآن الْكَرِيم وَالْحَدِيثُ الشَّرِيفُ ، وَقَد عَمَدَ إِلَى اقْتِبَاسِ مِنْ الشَّعْرِ
الْقَدِيم وَالْأَمْثَال الْقَدِيمَة والمبتكرة فَكَانَت مَقَامَاتِه مَجْلِس أَدَب وَأَنَس وَمَتَّعَه وَقَدْ كَانَ يُلْقِيهَا فِي نِهَايَةِ جلساته كَأَنَّهَا مِلْحَه
مِنْ مِلْحٍ الْوَدَاع الْمَعْرُوفَةِ عِنْدَ أَبِي حَيَّانَ التَّوْحِيدِيُّ فِي “الامتناع والمؤانسة” ، فَرَاعَى فِيهَا بِسَاطِه الْمَوْضُوع ، وَأَنَاقَةٌ الْأُسْلُوب ، وزودها بِكُلِّ مَا يُجْعَلُ مِنْهَا :
وَسِيلَةٌ لِلتَّمَرُّنِ عَلَى الْإِنْشَاءِ وَالْوُقُوفِ عَلَى مَذَاهِبَ النَّثْر وَالنَّظْم .
رَصِيد لثروة معجمية هَائِلَة
مستودعاً لِلْحُكْم والتجارب عَنْ طَرِيقِ الفكاهة
وَثِيقَة تَارِيخِيَّةٌ تَصَوُّر جزءاً مِنْ حَيَاةِ عَصْرِه وَإِجْلَال رِجَالٌ زَمَانِه .
كَمَا أَنَّ مَقَامَات الْهَمَذَانِيّ تُعْتَبَر نَوْء ة الْمَسْرَحِيَّة الْعَرَبِيَّة الفكاهية ، وَقَد خَلَد فِيهَا أوصافاً لِلطِّبَاع الْإِنْسَانِيَّة فَكَان بِحَقّ
واصفاً بارعاً لَا تَفُوتُهُ كَبِيرَةً وَلَا صَغِيرَةَ ، وَإِن الْمَقَامَات هَذِه لَتَحُفُّه أَدَبِيَّةٌ رَائِعَة بأسلوبها وَمَضْمُونُهَا وملحها الطريفة الَّتِي
تَبْعَثُ عَلَى الِابْتِسَام وَالْمَرَح ، وَتَدْعُو إِلَى الصِّدْقِ وَالشَّهَامَة وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الَّتِي أَرَادَ بَدِيعٌ الزَّمَان إظْهَار قِيمَتُهَا بِوَصْفِ مَا يناقضها ، وَقَدْ وَفَّقَ فِي ذَلِكَ أَيُّمَا تَوْفِيقٌ .