مدينة تونس مركز إشعاع حضاري في العهد الحفصي – السنة الخامسة ابتدائي
الدولة الحفصية
درس مدينة تونس مركز إشعاع حضاري في العهد الحفصي السنة الخامسة ابتدائي.
تأسيس الدولة الحفصية
تعتبر الدولة الحفصية الإسلامية هي الدولة الرابعة في البلاد التونسية بعد الدولة الأغلبية، الفاطمية، والزيرية، واستمرت لمدة 347 سنة هجرية. حكمها الحفصيون، وتأسست على يد أبو زكرياء يحيى الحفصي بن أبي محمد عبد الواحد اللحياني، الذي ينتمي لأحد فروع قبيلة هذيل العربية التي كانت تعيش قرب مراكش في المغرب الأقصى.
تمكن أبو زكرياء من تأسيس الدولة الحفصية عندما كان واليًا للدولة الموحدية بالمغرب الأقصى التي كانت البلاد التونسية تابعة لها منذ سنة 555 هـ (1160 م). واستغل أبو زكرياء فرصة تراجع أمر خلفاء الدولة الموحدية وضعفهم، واختلال سلطتهم، وأعلن الاستقلال وتأسيس الدولة الحفصية. ولم يواجه أي معارضة من أحد، وانقادت البلاد طوعاً له، وذلك في سنة 634 هـ (1237 م). الموقع التربوي نجحني
وتميزت الدولة الحفصية بتحفيز العلوم والثقافة، والتي حظيت برعاية السلاطين، على غرار أبو زكرياء بن أبي إسحاق الذي أمر ببناء مدرسة المعرض، واشترى بماله كتباً نفيسة في كل فن من فنون العلوم. كما اشتهرت الجوامع التي تقدم العلم في تلك الفترة، ومن أهمها جامع الزيتونة الذي توارد عليه الدارسون من جل أقطار بلاد المغرب والأندلس، وظهر العديد من العلماء مثل عبد الرحمان بن خلدون، الذي يعد عالماً عبقرياً ومؤرخاً مشهوراً.
الإزدهار الإقتصادي في العهد الحفصي:
وتميّزت مدينة تونس في العهد الحفصي بمظاهر الازدهار الاقتصادي والعمراني والإشعاع الثقافي. تنوعت الصناعات في المدينة ولكل نوع منها سوق خاص بها، مثل سوق النسّاجين وسوق العطّارين وسوق الصبّاغين وسوق الدبّاغين وسوق الحدّادين. ولحد الآن، تبقى هذه الأسواق موجودة بتلك الأسماء.الموقع التربوي نجحني.
الإزدهار العمراني في العهد الحفصي
وتمتدّ مدينة تونس بتوسعها لتضم تجمّع سكني جديد خارج باب البحر، وصار مخصصاً للتجار الأجانب خاصة الإيطاليّين والأسبان. كما أنشئت الفنادق والملاجئ لإيوائهم.
كان الحفصيون يولون اهتمامًا بالعمران والثقافة. فبنوا المدارس كجامع الزيتونة والمدرسة الشمّاعيّة، وبنيت الحمّامات والأسواق، وأنشئت البساتين ورُمّمت الحنايا التي تجلب الماء من زغوان وأعيد توظيفها. كما أنشئت الزّوايا التي كانت تخصص أيضاً للعلم.
بكلّ تأكيد، لقد ترك العهد الحفصي بصمات عميقة في تاريخ تونس، ولا يزال تأثيره متجذرًا في اليوم الحاضر.
الإزدهار الثقافي
تعتبر زاوية سيدي قاسم الجليزي في مدينة تونس واحدة من أبرز المعالم الثقافية والتراثية في تونس. تقع الزاوية في وسط المدينة، وهي مبنى عتيق يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر. وقد أصبحت الزاوية مركزاً للدراسة والتعليم في الفترة الإسلامية الوسطى، حيث تم إنشاء مدرسة المعرض التي كانت تضم أساتذة وطلابًا من مختلف الأديان والثقافات.
وقد شجع السلاطين في تلك الفترة على الثقافة والعلوم، حيث أمر أبو زكريا بن أبي إسحاق ببناء مدرسة المعرض، وقام بتحبيس ربعاً منزل فيها للسكن. وقد اشترى بعض السلاطين كتبًا نفيسة في مختلف فنون العلوم.
ومن بين الجوامع الأخرى التي أصبحت مراكز للتعليم في تلك الفترة هو جامع الزيتونة، الذي كان يضم مدرسة تعلّم فيها العديد من العلماء والدارسين من جميع أنحاء المغرب والأندلس. ومن بين العلماء الذين ظهروا في تلك الفترة في تونس كان عبد الرحمان بن خلدون، الذي كان عالماً عبقريًا ومؤرخًا مشهورًا. وقد اهتم بتاريخ المجتمعات البشرية وقام بتأليف العديد من الأعمال العلمية المهمة، بما في ذلك كتاب “المقدمة” الشهير.
ويعتبر تلك الفترة من العصور الذهبية للثقافة والعلوم في تونس، حيث شجعت الحكومة والسلاطين الناس على الاهتمام بالتعليم والثقافة وتوفير الأموال والموارد لتحقيق ذلك.